«الصوت الجهور لا يحتاج إلى ميكروفون»!
هذا ما ثبت فنياً، خلال الحفل الكبير الذي أحيته الفنانة المصرية مي فاروق، مساء أول من أمس، في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، عندما سخنت الأجواء بدفء احساسها وبروعة أدائها، خصوصاً بعد حدوث عطل تقني في ميكروفون المسرح، قبل أن يصدح صوتها برائعة «فكروني»، التي أعادت الجمهور الكويتي إلى الزمن الجميل.
ففي ليلة «كلثومية» خالصة، افتتحت فاروق بمعية فرقتها الموسيقية بقيادة المايسترو عماد عاشور، النصف الثاني من فعاليات الموسم الثقافي «من الكويت نبدأ»، وصادف الحفل ذكرى مرور خمسة وأربعين عاماً على حفل أم كلثوم الأخير في الرابع من يناير العام 1973 على مسرح سينما قصر النيل.
في البداية، استهلت فاروق حفلها برائعة «برضاك يا خالقي» من كلمات بيرم التونسي وألحان زكريا أحمد، بعدها تألقت برائعة «يا مسهرني» من كلمات أحمد رامي وألحان سيد مكاوي، تلتها بـ «رباعيات الخيام» من ترجمة أحمد رامي لعمر الخيام، ألحان رياض السنباطي، في حين شدت برائعة «جددت حبك ليه» من كلمات أحمد رامي وألحان رياض السنباطي.
إلى ذلك، أشعلت مي فاروق مدرجات مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، عندما قدمت أغنية«فكروني» كلمات عبدالوهاب محمد وألحان محمد عبدالوهاب، وبالرغم من حدوث عطل تقني في الميكروفون، غير أن صوت فاروق صدح في أرجاء المسرح الوطني - وكأن شيئاً لم يكن- وقابلها الجمهور بترديد الأغنية معها، في أجواء طربية رائعة مثلما كانت أم كلثوم تغني في حفلاتها بلا مايكروفونات وسماعات، إذ كانت المايكروفونات المستخدمة وقتذاك لغرض التسجيل الإذاعي والتلفزيوني ليس إلا.
حب الغناء والموسيقى
تربَّت مي فاروق على حب الغناء والموسيقى، حيث ورثت الصوت والموهبة من والدها، وآمنت والدتها بموهبتها وشجعتها منذ الصغر. وقد بدأت مشوارها الفني في سن مبكرة، فقد انضمت إلى كورال الأطفال بدار الأوبرا المصرية، وتتلمذت على يد المايسترو سليم سحاب، وعندما التقت الجمهور أول مرة على مسرح دار الأوبرا المصرية لم تكن تجاوزت الثامنة من عمرها.
كما حصلت فاروق على المراكز الأولى في العديد من المسابقات الغنائية في المهرجانات الفنية التي تقام في الدول العربية، وفي سن الخامسة عشرة، التقت الموسيقار عمار الشريعي، من خلال العمل على أغاني مسلسلي «ذو النون المصري»، و«قاسم أمين»، وتعاونت بعدها مع الموسيقار ياسر عبدالرحمن في مسلسل «الأصدقاء»، وفي أغاني مسلسل «الليل وآخره»، التي حققت نجاحاً عريضاً، ولاقت اعجاباً كبيراً لدى الجمهور.