وجع الحروف

وحدة وطن 2018...

1 يناير 1970 08:12 ص

تنص المادة الثانية من الدستور الكويتي على أن «دين الدولة الإسلام? والشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع»، والمادة السابعة «العدل والحرية والمساواة دعامات المجتمع? والتعاون والتراحم صلة وثقى بين المواطنين».
والله عزّ شأنه ذكر في محكم تنزيله: «إذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا»، وفي موضع آخر: «وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير».
وما دمنا في طور البحث عن التغيير الإيجابي الذي يدفع بوحدة الصف والتآخي والتراحم وتطبيق حسن العلاقة بين الجموع الذي يؤدي إلى وحدة الوطن ورص الصف، متأملين كما جاء على لسان ولي الأمر سمو الأمير حفظه الله في تمنيه أن ننعم بعام جديد فيه أمن وأمان للجميع.
عام 2018 ? قد يشهد تغييرات سياسية بعد الإضطرابات التي تشهدها مدن الجمهورية الإيرانية وبعض الدول الأخرى، ونحن هنا على مستوى المجتمع الكويتي أحوج إلى فهم المعطيات لتحقيق أمنية ولي الأمر حفظه الله ورعاه.
نريد أن نستند إلى المواد الدستورية المذكورة أعلاه وواجب علينا فهم سبب الاختلالات التي قد تؤدي إلى هلاك الأمم? وللحفاظ على المكتسبات الواردة في الدستور الكويتي بات لزاما علينا فهم الواجبات التي يتطلب على كل فرد كويتي إعطاءها للوطن الذي منحنا الكثير، والقصور في طريقة تفاعل البعض مع القضايا المصيرية يحتاج إلى مراجعة نفسية وكل من تجاوز الحدود المسموح بها حري بنا ردعه بقوة القانون.
معلوم لدى الجميع إن ما يتطلع له المواطن لا يتجاوز حدود العيش الكريم، عبر توفير تعليم جيد ورعاية صحية طيبة? وخدمات وإرساء مضمون المادة السابعة «عدل وحرية ومساواة...»، والحرية التي تتجاوز الأطر المقبولة تشكل فوضى وهو أمر لا نقبله شكلا ومضمونا.

الزبدة:
إذا كانت أسباب انهيار الأمم تعود لسوء الإدارة وغياب الحرية والعدل والمساواة من قبل مجاميع «مترفة» لا تريد الخير لبلدانها? فنحن نقف على مسافة واحدة أمام الجميع ولا يوجد فئة أفضل من فئة ولا شخوص لا تطولها قوة القانون رغم فسادها البين... القانون واضح والتطبيق له هو مراد الجميع كي ننعم بمجتمع متعاون ومتراحم.
نعم نفهم الحقوق والمكتسبات والحرية المسؤولة مفهومة أطرها وللوصول إلى التنمية المستدامة والاستقرار? تبقى الآمال معلقة على فهم الطرفين... حكومة متمثلة في الوزراء والقياديين، وشعب يمثله أعضاء مجلس الأمة، وجميعات النفع العام والنقابات ورجالات الدولة ممن عرف عنهم حسن السيرة والسلوك والحنكة والحكمة في الرأي... فهل نشهد تغييرا يواكب متطلبات عام 2018؟
لنقف خلف رؤية وحكمة سمو الأمير... ولنبحث عن فرق عمل جديدة غير التي منذ عقود وهي بعيدة عن تحقيق تطلعات فئات المجتمع الكويتي ومكوناته.
لنحمد الله على نعمة الأمن والأمان... ولنشكر الله عزّ شأنه على النعم الكثيرة التي حبا الله بها الكويت الواقعة وسط موقع جغرافي يشهد الكثير من الاضطرابات كان آخرها ما يحدث في إيران.
ادعوا الله واعملوا بالنصيحة، ولنحرص على احتواء الكفاءات كي ننعم باستمرارية الاستقرار على كافة المستويات... والله نسأل أن يهب ولاة الأمر البطانة الصالحة، وأن يعيننا على قول الحق وتوجيه النصيحة من قلب محب لوطنه ،حيث الكل زائل والوطن هو الباقي، ونحتاج فقط التفكير خارج الصندوق لنتحرر من أيدولوجيات لا تفيد الوطن والمواطن... الله المستعان.

[email protected]
Twitter: @Terki_ALazmi