ارتواء

المشكلة هاهنا!

1 يناير 1970 07:58 ص

كثيراً ما تطرقت في مقالاتي السابقة عن العلاقات... أهميتها... صعوباتها... التعامل مع الشخصيات، والتعامل مع النفس في مواقف الحدة والضغوط، وما كثُر الحديث عن هذا الموضوع بتفاصيله إلا لضرورة الاعتناء بعلاقاتنا مع الناس، فهم أرحامك الذين أُمِرت ألا تقطعهم، وزملاؤك في العمل فتتشاطر معهم المكان والمهام، وأصدقاؤك الذين بنوا بالقرب منك ماضيا وتاريخا، وقبل كل هذا إنك كائن اجتماعي بطبيعتك وفطرتك التي خُلِقت ووُلِدت بها، فلا غنىً لأحدنا عنا.
لذلك عندما نمر بظروف شهرية قد تغير من روتيننا المعتاد، أو نلاقي تحديات أسبوعية قد تُقض له مضاجعنا وتؤرقنا، وإن واجهنا أحداثاً يومية أحدثت ضجة في عقولنا وأنفسنا وعكرت صفو أمزجتنا، كلنا نعلم أن لا أحد يخلو من تلك الأمور ولا تصفو الحياة لفرد منا، فإن كل ما نمر به لا يعتبر عذراً كافياً لنجرح هذا ونصرخ في وجه ذاك، وليس مبرراً لتوقفنا عن التبسم واستمرارنا بالنكد، أو سبباً يمنحنا الحق في التوقف عن مهمة كلفنا بها أب أو مسؤول، بالطبع لا... كيف من الممكن أن يكون لك الحق في ذلك وقد وضع لك ربك منهجاً للتعامل مع ضغوطك وطريقةً لمواجهتها بأقل قدر من الضرر؟!، كيف تهون عليك علاقة بنتها السنوات والأرحام في مقابل (أنك مضغوط)؟!
هوِّن عليك وارفأ بعقلك... خفِّف من حدة أفكارك وسلبيتها... وارحم جسدك من تقلبات تتعبه وتمرضه، ابحث عن زاوية الراحة لديك... الجأ لها بين الحين والآخر كي لا تخطِئ في حق شخص آخر، استمع لآيات قرآنية من صوت عذب... ستجد حلاً بين ثناياها إن تأملت وتفكرت، اقرأ عن حال رسولك - صلى الله عليه وسلم - وابحث عن تصرفاته وتعامله مع أضخم وأبسط أحداث حياته.
لا... لست أحملك كل الهم لوحدك، ولا أكلفك بأن تكون أنت الشخص المثالي بين أسرتك وأصحابك، بل إنني أطلب منك فقط أن تتعامل مع ضغوطك بطريقة سليمة تكفيك خسائر شخصية قد تكون هي الأهم والأولى، فالمشكلة ليست بالضغوط التي نمر بها، لكن... بالطريقة التي نتناولها بها.
‏?
@jasmine_m_alj