الديبلوماسية الكويتية اجتازت العديد من التحديات بنجاح

عام الإنجازات الخارجية... عضوية مجلس الأمن واحتواء الأزمة الخليجية

1 يناير 1970 10:53 ص
  • التحركات الديبلوماسية الكويتية القائمة على الوساطة تنسجم مع القانون الدولي

    فتح قناة وساطة بين دول الخليج  وإيران بتكليف من قمة دول المجلس

    دعم دول الخليج في أعقاب إطلاق صاروخ باليستي من اليمن باتجاه الرياض وتفجير أنبوب نفط في البحرين

كما هو حالها في كل عام، حققت الديبلوماسية الكويتية وسياستها الخارجية نجاحات جديدة، بقيادة ربان سفينتها سمو الأمير الشيخ صباح الاحمد، ولعل أهم ملفين كان فيهما النجاح لافتا، تمثلا في نيل الكويت عضوية غير دائمة في مجلس الأمن الدولي، واحتواء الخلاف بين الأشقاء، عدا الكثير من البصمات للسياسة الكويتية الخارجية.
فمع تصاعد الأحداث خلال السنوات الماضية، وما شهدته المنطقة العربية من أحداث وتطورات، جعل الكويت بلد الحكمة والانسانية التي تعمل على تحجيم تداعيات تلك الاحداث وتقريب وجهات النظر بين فرقاء المشهد الإقليمي، وسط تحديات كبيرة ومسؤوليات جمة. فلم تكد تنهي أمرا عبر وساطتها إلا وتضطلع بأمر جديد في مكان آخر في المنطقة يستوجب عليها التدخل بحكم وسطيتها وعلاقاتها الجيدة مع الجميع، فموقف الكويت ليس موقفا منحازا لطرف ضد آخر، وإنما يتماشى ومنسجم في مجمله مع اتفاقيات دولية وإقليمية وديبلوماسية تقوم على أساس احترام سيادة الدول الأخرى وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة.
ولعل أقوى التحديات التي واجهتها المنطقة، الأزمة الخليجية التي حدثت بعد خلاف بين دولة قطر من جهة والسعودية والبحرين والإمارات من جهة ثانية، حيث انبرى عميد الديبلوماسية سمو الامير، وبعد يوم من حدوث الخلاف، على احتوائه وعدم توسعه، حيث قام سموه بزيارات إلى كل من السعودية وقطر، لتقريب وجهات النظر، ولتطويق الخلاف، وهو ما استطاعت حكمة سموه من تحقيقه، وكان أن تحقق نجاح تالٍ بعقد القمة الخليجية في الكويت والتي كانت مهددة بسبب الخلاف لتكون نجاحا آخر في تقريب وجهات نظر الأشقاء.
365 يوما من العمل الدؤوب كخلية نحل من مسؤولي وزارة الخارجية للحفاظ على مكتسباتها واستحقاق الكويت لقب بلد الانسانية تحت قيادة قائد الانسانية حكيم الديبلوماسيين، من خلال جميع إداراتها التي لم تأل جهدا في رفع اسم الكويت عاليا في جميع المحافل الدولية، والاهتمام بمصالح رعاياها في شتى الدول.
فقد استمرت الخارجية الكويتية في يناير عام 2017 باستكمال ما بدأته الكويت من محاولات للوساطة في حل الأزمة الخليجية الإيرانية على خلفية اقتحام السفارة السعودية في طهران، وحمل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد رسالة من دول الخليج الست الى القيادة الإيرانية توضح وجهة نظرها حول قضية الخلاف بين الطرفين الخليجي والإيراني، وأجرت اتصالات مع طهران في ما يتعلق بكيفية بدء الحوار معها لتحديد موعد ملائم للجانبين، حيث جرى تكليف الكويت رسميا من قبل مجلس التعاون بفتح قنوات وساطة مع طهران، لتخفيف حدة التوتر، خاصة بين المملكة العربية السعودية والحكومة الإيرانية، وجاء الرد الإيراني بعدها بأسبوعين بزيارة كانت الأولى للرئيس الإيراني حسن روحاني للكويت والتي وصفها نائب الوزير خالد الجارالله بالايجابية والناجحة.
وما ان اختتمت نجاحات الديبلوماسية الكويتية عامها بالنجاح في عقد القمة الخليجية في موعدها، حتى جاء اعلان الرئيس الأميركي بقرار اعترافه بالقدس عاصمة لاسرائيل، الأمر الذي ضاعف من التحديات التي تواجهها وستواجهها الكويت مطلع العام المقبل لدى تسلمها مقعدها غير الدائم في مجلس الأمن.
ومن أبرز ما شهده العام الجاري في ملف وزارة الخارجية، كان أداء قسم اليمين القانونية لـ24 ملحقا ديبلوماسيا أمام النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح خالد في فبراير، إضافة إلى إصدار الخالد قرارات بتنقلات بين 83 ديبلوماسيا في سفارات الكويت بالخارج، ومشاركة الخالد في ابريل بمؤتمر دعم سورية والإقليم الذي شاركت في رئاسته كل من الكويت وألمانيا والنرويج وقطر والمملكة المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، وعقد في بروكسل.
وفي إطار تحرك الكويت لنيل عضوية مجلس الأمن، التقى الشيخ صباح الخالد في 25 مايو بالبعثات الديبلوماسية المعتمدة لدى البلاد لدعم هذا الترشح، وفي 2 يونيو حصد الكويت 188 صوتا بالجمعية العامة للأمم المتحدة لتفوز بمقعد غير دائم في مجلس الامن لمدة سنتين 2018-2019.
ومن تحركات وزارة الخارجية، كان إرسال مذكرة احتجاج إلى الحكومة اللبنانية في شأن ضلوع حزب الله في قضية خلية العبدلي، وعلى إثرها في 13 أغسطس قام رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري بزيارة للكويت للتباحث في هذا الشأن.
كما ترأس الشيخ صباح الخالد في 19 نوفمبر وفد الكويت المشارك في اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري في دورة غير عادية التي عقدت بالقاهرة بناء على دعوة المملكة العربية السعودية، وتأييد كل من الكويت ودولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، وذلك إثر ما تعرضت له السعودية من اعتداء تمثل بإطلاق صاروخ باليستي من داخل الأراضي اليمنية باتجاه مدينة الرياض وكذلك ما تعرضت له البحرين من عمل إرهابي تخريبي بتفجير أنابيب النفط.
مع ختام عام 2017 تبقى الديبلوماسية الكويتية فاعلة، وتتواصل إنجازاتها مستلهمة تحركاتها من حكمة صاحب السمو.