ما أجمل الجلوس في حضرة «بوعدنان»، والإنصات إلى أوبريت «بساط الفقر»!
ففي أمسية نظمها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، تشي بما تكنه الكويت لفنانها المحبوب الراحل عبدالحسين عبدالرضا، وتؤكد أن أحباءه من الرفاق والجمهور، برغم البعاد، يزدادون له تقديراً وحباً، كان الجمهور - في مسرح عبدالحسين عبدالرضا - على موعد مع فرقة «الطرب الأصيل»، بقيادة الموسيقار جمال الخلب، حيث عزفت باقة من المقطوعات الموسيقية للأغنيات التي غناها بوعدنان في أشهر أعماله، مثل «بساط الفقر»، «درب الزلق»، «قاصد كريم» وغيرها.
تقدم الحضورَ الغفير الذي غصت به القاعة الفنان داوود حسين والفنانة عبير الجندي والأستاذ المساعد بالمعهد العالي للفنون المسرحية محمد الزنكوي... إلى جانب كثيرين من محبي الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا.
بدأت الفرقة المكونة من قرابة 40 عضواً، ومع المايسترو الخلب، مع موسيقى المسلسل الشهير «درب الزلق» تحفة الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا، لتواصل الفرقة عزفها على مدار زمن الحفل، تاركةً للجمهور السباحة في بحر الذكريات العائدة من الزمن الجميل، ليحين دور أوبريت «بساط الفقر»، حيث رسمت الموسيقى اللوحات الفنية المتنوعة التي اشتمل عليها هذا الأوبريت، ثم انتقلت الفرقة منه إلى مسلسل «قاصد خير»، ليتفاعل الجمهور مع العزف، وينطلق محلقاً على أجنحة النغمات متمازجاً معها بالترنم بكلمات الأغاني التي قدمها «بو عدنان».
في هذه المناسبة أعرب الفنان داوود حسين لـ «الراي» عن سعادته بحضوره في هذا الحفل، مكملاً:«اليوم أنا موجود بصفتي محباً لهذا الإنسان الكبير الذي يعني لي الكثير»، ومتابعاً:«حضوري هنا باعتباري ابناً وتلميذاً للراحل، يقودني إلى استذكار مآثر وإنجازات ومواقف أبي الروحي الذي لن أنساه أبداً».
من جانبها عبرت الفنانة عبير الجندي لـ «الراي» عن شعورها قائلة:«روح الراحل بيننا... ولمساته الفنية موجودة معنا وستظل»، ومواصلةً:«بدأت مشواري معه من خلال (فرحة أمه)، وكنتُ معه في آخر عمل إذاعي له، وهذا أمر يسعدني ويؤلمني في وقت واحد، لكن هذا هو حكم القدر... وليس لنا إلا الرضا».
وبدوره قال المايسترو جمال الخلب: «إن العمل كورالي، وليس من السهل أن نعثر على صوتين يشبهان صوتي الراحل الكبير عبدالحسين عبدالرضا والفنانة سعاد عبدالله، لذا قدمنا الحفل بطريقة الكورال، ووضعنا لوحات استعراضية تتمازج مع الموسيقى وتنسجم معها، وقد حازت إعجاب الحضور، ولا نهضم حق كاتب أوبريت (بساط الفقر) الشهيد فائق عبدالجليل وملحنه سعيد البنا، لذا لن ننسى دورهما».