لقاء / عميد السلك الديبلوماسي العربي في كوالالمبور جعل منزله مركزاً ثقافياً كويتياً

السفير العسعوسي: ملكة ماليزيا عرفت الكويت من خلال صالون السفارة الثقافي

1 يناير 1970 10:51 ص

السائح الكويتي يلقى كل الترحيب في ماليزيا المتنوعة حضارياً وثقافياً 

«عميد السفراء العرب» لقب حمّلني مسؤوليات في استقبال ووداع السفراء ولقاءاتهم مع مسؤولي المملكة

أكد سفير الكويت لدى ماليزيا سعد العسعوسي أن الصالون الثقافي الذي افتتحته السفارة في العاصمة كوالالمبور كان له دور كبير في تعريف المجتمع الماليزي، وحتى أعضاء السلك الديبلوماسي، بالكويت وتراثها وحضارتها، حتى ان ملكة ماليزيا اندهشت مما شاهدته، من تراث أصيل وقالت «أنا لا عرف أين تقع الكويت، لكن الآن تعرفت على ثقافة الشعب الكويتي من خلال هذا الصالون الثقافي».
وقال العسعوسي، في حوار مع «الراي» إن الملكة وخلال زيارتها إلى منزله قدم لها برنامجا ثقافيا كاملا تضمن استعراضا للأزياء الكويتية النسائية، ثم أصناف الطعام الكويتي وكيفية تقديمه، كما تم استعراض مناسبة العرس الكويتي كاملا من الخطوبة إلى نقل العروس ونقش الحنة وغيرها، بحضور زوجات سفراء الدولة المعتمدين لدى ماليزيا وكان عددهن 45 امرأة، إضافة إلى 20 امرأة مرافقة للملكة التي أخذت انطباعا متميزا عن الكويت في نهاية الحفل. وفي ما يلي تفاصيل اللقاء:

• كيف تصف العلاقات الكويتية الماليزية؟
العلاقات بين بلدينا قديمة وتاريخية، ونحن من أوائل الدول التي فتحت سفارتها في ماليزيا، كما أن أول سفارة لماليزيا في منطقتنا كانت في الكويت أيضا، فنحن هنا منذ أكثر من 35 سنة، وكان هناك تبادل للزيارات بين مسؤولي البلدين على كافة المستويات، حيث إن اثنين من ملوك ماليزيا قاموا بزيارة الكويت خلال السنوات الماضية ونطمح لزيارة جديدة لملك ماليزيا للكويت قريبا.
وتربط البلدين اتفاقيات ثنائية كثيرة، كان آخرها اتفاقية وقعت في العام الماضي تتعلق في التبادل التجاري وتطوير العلاقات التجارية بين الكويت وماليزيا، حيث إن ماليزيا تعتمد بشكل كبير على التجارة البينية والاستثمار ونحن حريصون على توثيق علاقاتنا معهم في هذا المجال.
• ما مزايا منصبكم الحالي كعميد للسلك الديبلوماسي في ماليزيا؟
أنا الآن عميد السلك الديبلوماسي العربي في ماليزيا، فالعمادة منصب شرفي يمنح من قبل السفراء للسفير حسب أقدميته ودور العميد هو تجميع السفراء العرب لنقل وجهة نظر الحكومة الماليزية لهم مرة واحدة، حيث تجتمع الحكومة الماليزية مع عمداء السلك الديبلوماسي لنقل أي أمر لكل مجموعة، والعمادة مسؤولية كبيرة على السفير من حيث تنظيم استقبال السفراء وحفلات وداعهم وتنظيم لقاءاتهم الثنائية مع مسؤولي وزارة الخارجية، حيث إن منصب العميد يشكل همزة الوصل ما بين الحكومة والسفراء.
• كم يبلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين؟
انخفض حجم التبادل التجاري بين ماليزيا والكويت بشكل ملحوظ خلال السنوات القليلة الماضية لعدة أسباب، منها أن رجال الأعمال الماليزيين أصبحوا يصدرون معظم بضائعهم لجبل علي في الإمارات، ويتم إعادة تصديرها من هناك، مما أدى لانخفاض التعامل المباشر بين تجار البلدين، وأيضا كانت نسبة كبيرة من التبادل التجاري بين البلدين في مجال المشتقات النفطية والغاز المسال، وقد أوقفت ماليزيا استيراد الغاز المسال من الكويت وبالتالي انخفض جزء كبير من ميزان التبادل التجاري. وهناك أيضا المنافسة الشديدة بين المنتج الماليزي والمنتجات في دول الجوار لها، التي أصبحت تقدم تسهيلات كبيرة للتجار وهذا ما يحرص عليه التجار خاصة التسهيلات المتعلقة بتحويل المبالغ المالية، لاسيما أن اندونيسيا تقدم تسهيلات أكثر من ماليزيا بهذا الخصوص.
• ماذا تقول للسائح الكويتي عن ماليزيا؟
هناك الكثير من القضايا التي يجب أن يشار إليها، منها عرض الأسباب التي تشجع السياح الكويتيين على زيارة ماليزيا، و قد أجريت 3 لقاءات صحافية مع وسائل الإعلام الماليزية حول هذا الموضوع،
وكنت أركز في كل مرة على أن المواطن الكويتي لا يحتاج إلى تأشيرة لزيارة ماليزيا، وبالتالي هو يستطيع زيارتها بأي وقت يريده دون وجود مصاعب في التخطيط لذلك، وكما هو معروف عن الكويتيين أنهم يتخذون قرار السفر فور رغبتهم بذلك، وعدم حاجتهم للتأشيرة لماليزيا احد الأسباب التي تشجعهم على زيارتها.
والسائح الكويتي يلقى كل الترحيب في ماليزيا، وهي بلد تمتلك تنوعا حضاريا وثقافيا يسمح للزائرين من العائلات والشباب بإقامة كافة الأنشطة، وهذا التنوع الذي تمتلكه هذه البلاد قادر على استيعاب كافة توجهات الزائرين.
• هل يوجد تخطيط لزيارات عالية المستوى بين المسؤولين في البلدين قريبا؟
شهد هذا العام زيارات متبادلة عديدة، منها زيارة رئيس البرلمان الماليزي على رأس 9 أعضاء إلى الكويت في فبراير الماضي، عقبتها زيارة
وزير الخارجية الماليزي إلى الكويت، وهناك دعوة لرئيس مجلس الأمة لزيارة ماليزيا، ودعوة لسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك لزيارة ماليزيا أيضا والمشاركة في مؤتمر دولي، كما أن الكويت وجهت دعوة لرئيس الوزراء الماليزي لزيارة الكويت في شهر فبراير العام المقبل لحضور معرض الابتكارات والإبداع الذي سيقام تحت رعاية سمو الأمير، بالتالي هناك دعوات متبادلة نأمل أن تتم تلبيتها خلال العام المقبل.
• هل ترغب بإضافة شيء؟
أيضا أريد أن أشير إلى دور السفير في أي بلد، فالسفير هو من يخلق لبلده اسما،
وكان لنا الفرصة بإقامة صالونات ثقافية في بيت السفير على فترات مختلفة للتعريف بدولة الكويت، وأول صالون ثقافي أقمته دعيت إليه ملكة ماليزيا وخلال زيارتها إلى منزلي قدمنا لها برنامجا ثقافيا كاملا تضمن استعراضا للأزياء الكويتية النسائية، ثم أصناف الطعام الكويتي وكيفية تقديمه، كما استعرضنا مناسبة العرس الكويتي كاملا من الخطوبة إلى نقل العروس ونقش الحنة وغيرها، هذا كله استعرضناه أمام الملكة وأمام زوجات سفراء الدولة المعتمدين لدى ماليزيا وكان عددهم 45 امرأة إضافة إلى 20 امرأة مرافقة للملكة التي أخذت انطباعا متميزا عن الكويت نهاية الحفل، بعدان كانت تقول: أنا لا عرف أين تقع الكويت، لكن الآن تعرفت على ثقافة الشعب الكويتي من خلال هذا الصالون الثقافي.كما استضفت رئيس وزراء ماليزيا مهاتير محمد هذا البطل العظيم الذي لا يستطيع احد أن يصل إليه، ودعوته إلى منزلي خلال إقامة صالون ثقافي وتواصل معه الحضور، كذلك نظمت صالون ثقافي دعيت إليه مدير جامعة الكويت د. حسين الأنصاري ودعيت أيضا كل عمداء الكليات في ماليزيا حيث جلسوا سويا وناقشوا معا العديد من القضايا والأمور.
وقبل أيام زارت ملكة ماليزيا مرة ثانية منزلي، والتقت مع كل السفراء العرب في بيت الكويت وتناقشت معهم حول كيفية تطوير التبادل الثقافي والعلمي بين الدول العربية وماليزيا، ذلك بصفتها رئيسة جامعة يو تي ام اكبر جامعة في ماليزيا، إن هذه الصالونات خلقت في المجتمع الماليزي ثورة ثقافية.
ما أريد أن اختم به، هو التأكيد على أن دور السفير لا يقتصر فقط على تطوير العلاقات الثنائية والتبادل التجاري والبحث في أمور المواطنين، بل يجب أن يبرز أيضا ثقافة وحضارة ودور دولته في الخارج.

250 كويتياً
يدرسون هنا

بسؤاله عن أعداد الطلبة الكويتيين في ماليزيا، أفاد بأن عددهم ليس كبيرا ولا يتجاوز 250 طالبا يدرسون الماجستير والدكتوراه، ونطمح إلى زيادة هذا العدد مستقبلا.