ثقافة الكويت... استقرار ومزيد من العطاءات

الاستقرار السياسي والاجتماعي والاقتصادي في الكويت... انعكس بشكل مباشر على المحصلة الثقافية للعام الذي نحن بصدد توديعه، وهذا الاستقرار أسهم بشكل فعال في أن تستمر المنظومة الثقافية في مسيرتها المعتادة، من خلال ما تقوم به المؤسسات الرسمية والأهلية والفردية من أدوار مهمة في نسيج الحياة الثقافية الكويتية بكل تخصصاتها وأشكالها.
فها هي الكويت عاشت خلال هذه السنة عاصمة للشباب، كي تنظم الأنشطة والفعاليات التي تعكس روح الكويت الشبابية، كما أقام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب مهرجاناته الأدبية والفنية والثقافية في مواعيدها المحددة وبالزخم نفسه خلال السنوات الماضية، من دون إغفال لأي مهرجان لأي سبب كان، فوزّعت جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية وأقيم مهرجان القرين ومعرض الكتاب والمهرجان الصيفي، وأقيمت الأمسيات والندوات والمعارض التشكيلية وغيرها، كما استمرت إصدارات المجلس الوطني لسلاسل كتبه من دون انقطاع أو تعثر، وهذا أمر غاية في الأهمية في ظل ما تشهده مختلف دول المنطقة العربية من إخفاقات ثقافية أو ضمور في امتداد عروق الشأن الثقافي في الجسد الثقافي لهذه الدول العربية.
فيما ظلت رابطة الأدباء تؤدي دورها المعتاد في إقامة الأمسيات والندوات ولم تتعرض إلا لحدث واحد مفاده تقديم لثلاثة من أعضائها الأدباء لاستقالاتهم في سياق اتسم بالحدة والتراشق بالبيانات، ولكن سرعان ما استعادت الرابطة عافيتها لتشارك في المنظومة الثقافية المحلية بكل أشكالها.
في حين استمر العمل في الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، بشكل دؤوب لتنظم الأنشطة التشكيلية والمهرجانات التي أثرت الحركة التشكيلية الكويتية، والمساهمة في إيجاد مساحة شاسعة في فضاء العمل التشكيلي المحلي، خصوصا من خلال المشاركات الخارجية وكذلك المهرجانات المتنوعة.
واستمرت مسألة إصدار الكتب الجديدة- خصوصا للشباب المبدع - في طريقه المتطور، بفضل ما تقوم به دور النشر الكويتية من أدوار فعالة، وذات كفاءة عالية في العمل، ما أدى إلى اتساع دائرة النشر بما خدم بشكل واضح أجواء تنافسية بين الكتاب، ومن ثم ظهور كتاب جدد لديهم قناعة في كتاباتهم.
 وتقوم المنتديات والملتقيات الشخصية التي ينظمها نخبة من الأدباء في الكويت بأدوار استثنائية في منظومة العمل الثقافي المحلي، خصوصا ما يقوم به الروائي طالب الرفاعي في الملتقى الثقافي الذي ينظمه في منزله، والجائزة التي تعاون فيها مع الجامعة الأميركية في الكويت، وتمنح في مجال القصة القصيرة.
وتضمنت الأنشطة والفعاليات التي تنظمها دار الآثار الإسلامية، صورا متلاحقة تؤكد على حضور الكويت في مختلف المحافل التي تعتني بالتراث الإنساني في أجمل صوره، ولقد شهد العام الذي يوشك على الانتهاء محاضرات وندوات وأمسيات ومعارض متنوعة حققت نجاحات متميزة.
وفي سياق فعاليات الكويت عاصمة للشباب، أقامت رابطة الأدباء الكويتيين أمسية سردية أحيتها 3 كاتبات من منتدى المبدعين الجدد هن: مريم الموسوي وأماني العنزي ومناير الكندري، قدمن رؤاهن الحياتية في قصص قصيرة، امتازت باللغة الشعرية الحالمة، والدفقات الوجدانية الباحثة عن الجمال رغم مرارة الألم
وافتتح الأمين العام المساعد لقطاع الثقافة في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة في قاعة الفنون في ضاحية عبد الله السالم المعرض الصيفي التشكيلي... والذي شارك فيه نخبة من الفنانين التشكيليين والكبار والشباب، وذلك في سياق فعاليات مهرجان صيفي ثقافي في دورته الـ 12.
كما افتتح في قاعتي «الفنون» و «أحمد العدواني» في ضاحية عبد الله السالم معرض رابطة «فنون النسج» الكويتية، والذي تضمن أعمالا فنية في مجال النسيج اليدوي، أخذت طابعا فنيا متنوعا خصوصا السدو وخلافه.
وأقام المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب معرض «الربيع التشكيلي» في دورته العاشرة، والذي افتتح في قاعتي «الفنون» و «أحمد العدواني» في ضاحية عبد الله السالم... بمشاركة نخبة من الفنانين الكبار والشباب.
وتوهجت الرؤى بالكثير من المفردات التشكيلية، في معرض «تجارب من المحترف التشكيلي المعاصر» والذي أقامه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في قاعة الفنون في ضاحية عبد الله السالم.
وازدان الأسبوع الثقافي اللبناني في الكويت بالكثير من الإضاءات حول الثقافة والفنون في لبنان، وما يمثلانه من أهمية في حياة اللبنانيين على مر العصور.
وعلى مسرح مكتبة البابطين، اطلقت مؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين الثقافية فعاليات «مهرجان ربيع الشعر العربي» في موسمه العاشر.
وأحيا شعراء كبار وشباب أمسية شعرية... تذكروا فيها آلام نكبة فلسطين في ذكراها التاسعة والستين، التي حلّت على المجتمعات العربية والإسلامية إثر احتلال الكيان الصهيوني لأراضي فلسطين العربية وتشريد أهلها والتنكيل بهم، في أحداث مؤلمة لا تزال آثارها باقية في الضمير الإنساني. والأمسية أقامها «بيت فلسطين للشعر وثقافة العودة» بالتعاون مع رابطة الأدباء الكويتيين في مسرح الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح... وأدارها الشاعر سالم الرميضي.
وفازت خمس طالبات بجوائز مسابقة القلم الواعد التي نظمتها وزارة التربية بالتعاون مع رابطة الأدباء، وتسلمت الفائزات الجوائز وشهادات التقدير خلال حفل أقيم في رابطة الأدباء في مسرح الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح.
كما علا صوت الشعر رفضا للتعسف الأخير الذي أقدم عليه الرئيس الأميركي ترامب، حينما أعلن نقل السفارة الأميركية إلى القدس، اعترافا منه بيهودية المدينة المقدسة، وذلك في أمسية شعرية دعت إليها رابطة الأدباء في مسرح الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح تحت عنوان «القدس... عاصمتنا الأبدية»، وشارك فيها نخبة من شعراء الفصحى في الكويت ومختلف البلدان العربية والإسلامية، وأدارها رئيس اللجنة الإعلامية في رابطة الأدباء الشاعر سالم الرميضي.
ونظمت رابطة الأدباء الكويتيين ندوة عنوانها «حقوق المؤلف بين التشريعات المحلية والاتفاقيات الدولية»، حاضر فيها الدكتور نواف الياسين، وأدارها الأديب فهد القعود.
وأقامت الرابطة الأدباء محاضرة حول «فن كتابة قصص الأطفال» حاضرت فيها الكاتبة كاملة العيدان وأدارها الكاتب عبد العزيز مال الله.
فيما فازت قائمة «الأديب الكويتي» في الانتخابات التكميلية لمجلس إدارة رابطة الأدباء الكويتيين، وتضمنت نتائج الانتخابات حصول قائمة «الأديب الكويتي» على 271 صوتا... وتضم الكاتبة أمل الرندي 87 صوتا، والشاعر عبدالله الفيلكاوي 96 صوتا والشاعر عبد الله البصيص 88 صوتا. فيما حصلت قائمة «البيان» على 161 صوتا، وتضم الكاتبة جميلة سيد علي 54 صوتا، والشاعر والباحث خلف الخالدي 53 صوتا، والأديب عبد العزيز التويجري 54 صوتا
واحتفت رابطة الأدباء الكويتيين برواية «طعم الذئب» للكاتب عبد الله البصيص والصادرة عن المركز الثقافي العربي بمناسبة فوزها بجائزة أفضل رواية في معرض الشارقة الأخير، قدم فيها الدكتور عبد السميع الأحمد قراءة نقدية تحدث فيها عن أركان وعناصر الرواية وما تجمله من جماليات ورؤى فنية مختلفة، وأدار المحاضرة الكاتب ماجد المطيري.
وأقيم في الرابطة ملتقى «يوم المترجم»، احتفاء بالدور الذي يضطلع به الترجمات والمترجمون في المعرفة وتقارب الأفكار، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والمترجمين لمختلف لغات العالم.
واقيمت «دورات أكاديمية الأدب» في دورتها الثانية... في رابطة الأدباء بالتعاون مع وزارة الدولة لشؤون الشباب.
وأحيا أربعة شعراء شباب أمسية شعرية اتسمت بتنوع قصائدها بين الفصحى والعامية، في سياق الأنشطة الثقافية التي يقوم بها ملتقى المبدعين الجدد في رابطة الأدباء الكويتيين.
ونظمت رابطة الأدباء الكويتيين للباحث والمؤرخ الكويتي الدكتور يوسف الحجي ندوة احتفائية بمناسبة تكريمه في ملتقى الشارقة الدولي للراوية، شارك فيها الباحثان في التراث صالح المسباح وفهد غازي العبد الجليل، وأدار الندوة وشارك فيها بورقة بحثية الامين العام لرابطة الأدباء الكويتيين طلال الرميضي.
وعلى مستوى إصدارات الكتب اختارت دار السلاسل كتاب «كلام الناس... ذكريات ومقالات» لمؤلفه الكاتب أحمد الصراف ليكون كتاب الشهر، كي تقيم له بهذه المناسبة ندوة في القاعة الذهبية في فندق «الشيراتون» حضرها جمهور كثيف، وأدارها الباحث حمزة عليان، وتضمنت حلقة نقاشية وحفل توقيع الكتاب.
وأصدر عليان كتابين مهمين هما «وجوه من الكويت»، وهو ضمن سلسلة تراجم وأعلام في جزئه الخامس ثم الطبعة الأولى من كتاب «وجوه خليجية» وهو أيضا ضمن سلسلة تراجم وإعلام في جزئه السادس، والكتابان صدرا عن منشورات ذات السلاسل في الكويت.
وتواصل دار سعاد الصباح للنشر والتوزيع في الاحتفاء بالمبدعين والرواد في مختلف البلدان العربية، وذلك ضمن سلسلة «يوم الوفاء» لتصدر كتابا تكريميا حول المبدع والمفكر التونسي الدكتور الحبيب الجناحي، تحت عنوان «طائر الحرية... الحبيب الجناحي»، أدار تحريره الزميل الكاتب علي المسعودي.
ورواية «حريم الديك» صدرت للزميل المدير العام نائب رئيس مجموعة «الراي» يوسف أحمد الجلاهمة، والتي تأخذ القارئ إلى أبعد ما يمكن أن يصل إليه الواقع.
وتضمنت أنشطة الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية الكثير من المعارض، ومنها معرض الفنان الرائد في مجال الفنون التشكيلية جواد النجار، ومعرض الفنان التشكيلي الرائد عبد الرضا كمال وفي سياق احتفالاتها بمرور 50 سنة على تأسيسها، أقامت الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية أمسية ثقافية احتفت فيها بالفنان التشكيلي الراحل عبد الله القصار، وذلك تزامنا مع إصدار كتاب أعده رئيس الجمعية رئيس اتحاد التشكيليين العرب نائب الرابطة الدولية للفنون الفنان عبد الرسول سلمان، في لمسة وفاء لهذا الفنان. والأمسية قدمها الفنان التشكيلي عبد الله محمد الراشد، وحاضر فيها الناقد والكاتب الدكتور سليمان الشطي.
وفاز فنانون تشكيليون بجائزة شركة البترول الوطنية للفنون التشكيلية في دورتها الأخيرة، وافتتح المعرض- المصاحب للجائزة- في إحدى قاعات الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية، في حضور نائب الرئيس التنفيذي للخدمات المساندة ناصر الشماع ونائب الرئيس التنفيذي مطلق العازمي ومديرة إدارة العلاقات العامة والإعلام خلود المطيري ورئيس الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية الفنان عبد الرسول سلمان ونخبة من الفنانين التشكيليين والجمهور.
وأقامت الجمعية فعاليات ملتقى الكويت الدولي للفن التشكيلي، برعاية وحضور الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح، وذلك في إطار احتفال الجمعية بمرور 50 سنة على تأسيسها. وشارك في الملتقى نخبة من الفنانين التشكيليين من الكويت ومختلف الدول العربية والأجنبية، وتضمن في فعالياته ورش عمل، إلى جانب معرض احتوى على الكثير من الأعمال الفنية التي جاءت حصيلة هذه الورش.
وحصلت رواية «سرير بنت الملك»- الصادرة عن منشورات ضفاف للروائية السورية شهلا العجيلي - على جائزة الملتقى الثقافي، التي ينظمها الملتقى الثقافي لصاحبها الروائي طالب الرفاعي بالتعاون مع الجامعة الأميركية في الكويت. وأقام الملتقى الثقافي أمسية شعرية بمناسبة صدور ديوان صدر عن دار ضفاف وعنوانه «صباح يشرب البرتقال»، للشاعرة الدكتورة نجمة إدريس... في حضور نخبة من الأدباء والنقاد والاكاديميين.