يتفضل صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، فيشمل برعايته وحضوره حفل افتتاح دورة كأس الخليج العربي الـ 23 لكرة القدم، في الخامسة و15 دقيقة من مساء اليوم على استاد جابر الأحمد الدولي.
ويلي حفل الافتتاح مباراة قمة ضمن منافسات المجموعة الأولى، تجمع بين الكويت والسعودية في الساعة 6:30 على ان تلتقي بعدها عمان مع الامارات عند الساعة 9:00، فيما تقام مباراتا المجموعة الثانية غداً، فتلعب قطر مع اليمن والبحرين مع العراق.
ولم يكن أشد المتفائلين ليصدق بأن النسخة الـ23 من «العرس الخليجي» ستقام في الكويت، لولا تدخل سمو الأمير شخصياً وحرصه على لم شمل شباب المنطقة الواحدة في ظل أجواء متأزمة شهدتها منذ يونيو الماضي، كما تكفّل سموه بتغطية نفقات البطولة كافة، واعطى التوجيهات بأن يكون دخول المباريات كافة بالمجان.
ومن إيقاف مفروض على الاتحاد المحلي للعبة من قبل نظيره الدولي (الفيفا) منذ 15 أكتوبر 2015، إلى رفع الإيقاف في 6 ديسمبر 2017، إلى اتخاذ قرار باستضافة «خليجي 23»، عاشت الكرة الكويتية أسوأ فتراتها، وهي متحفزة حاليا ًلاختبار أفضلها ابتداءً من اليوم.
وما كان لهذه الانفراجة أن تحصل لولا إقرار مجلس الأمة قانون الرياضة الجديد في جلسة خاصة وإحالته على الحكومة، في 3 ديسمبر الجاري، ومن ثم إرساله على وجه السرعة الى إحدى لجان الاتحاد الدولي.
وما هي إلا ايام حتى وصل رئيس «الفيفا»، السويسري جاني انفانتينو، الى الكويت، وتحديداً في 6 ديسمبر، في زيارة مفاجئة، حيث أعلن رفع الإيقاف رسميا.
ومساء الجمعة 8 ديسمبر، زفّ رئيس الاتحاد الكويتي لكرة القدم الشيخ احمد اليوسف رسميا خبر استضافة بطولة كأس الخليج بمشاركة المنتخبات الثمانية كافة، وهي الكويت والسعودية وقطر والإمارات وعمان والبحرين والعراق واليمن.
وجاء ذلك بعد ان ابدت السعودية استعدادها للمشاركة في البطولة إن أقيمت في الكويت، فيما أبدت قطر استعدادها للتنازل لها عن الاستضافة.
ومعلوم ان تنظيم الحدث في الأساس كان للكويت، بيد ان قرار إيقافها دفع بالحكومة الى الاعتذار عن استضافته، فجرى نقله الى قطر.
وبسبب «الأزمة» في المنطقة، تمنّعت السعودية والإمارات والبحرين عن خوض غمار الدورة في الدوحة، وكادت ان تلغى اذ تستلزم مشاركة خمسة منتخبات على الأقل.
وانتظرت قطررفع الإيقاف ليضاف «الأزرق» الى منتخبات قطر وعمان والعراق واليمن، بيد ان الكويت عادت الى حظيرة «الفيفا»، وطلبت حقوق التنظيم مجدداً، فكان لها ما أرادت.
ومنذ لحظة الاعلان عن الاستضافة، وضعت خطة شاملة لإخراج الحدث بالصورة المطلوبة، فتحول مقر الاتحاد المحلي بعد تشكيل اللجان العاملة في البطولة، الى خلية نحل، فضلاً عن استعدادات الجهات الحكومية، كل في اختصاصه.
وتعتبر كأس الخليج من المناسبات المحببة بالنسبة الى الكويتيين، خصوصاً أن «الأزرق» يتزعمها برقم قياسي من الألقاب يصل الى 10، مقابل 3 مرات لكل من السعودية وقطر والعراق، في حين أحرزت الامارات اللقب مرتين، مقابل مرة واحدة لعمان، فيما لم تنل البحرين واليمن هذا الفوز حتى الآن.
تعيش الكويت، اليوم، ما هو أشبه بالحلم بعد ان تجاوزت الإيقاف وشكلت منتخباً على وجه السرعة من أكثر ابنائها موهبة واستعدت في غضون أيام لاستضافة الاشقاء على أرض «الصداقة والسلام».
جنود كثر يقفون وراء هذا «الانجاز الوطني» الذي ظلّله سمو الأمير، ولا بد من الإشادة بجهود رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم الذي نقل أزمة الإيقاف من واقعها الرياضي الى واقع وطني ملحّ، وكان نقطة مفصلية في «عودة» كأس الخليج الى الكويت، وبالتحركات المكوكية لوزير التجارة والصناعة وزير الدولة لشؤون الشباب خالد الروضان، الذي واصل الليل بالنهار لإسعاد شباب الكويت، سواء لجهة رفع الإيقاف أو لاستضافة «العرس الخليجي»، وبحكمة مديرعام الهيئة العامة للشباب الدكتورحمود فليطح، وبأدوار لعبها كثيرون خلف الكواليس طمعاً في تحقيق العزّة لهذا البلد.