في أول تكريم شعبي لوزير سابق... استقبال كبير للدكتور جمال الحربي في منطقة غرب مشرف يشكرونه على أدائه المميز بالوزارة. حضر الحفل جمع من المواطنين والمواطنات مطالبين بإعادة توزيره مرة أخرى.
الفنانة حياة الفهد: «إن شاء الله ترجع بالوزارة مرة أخرى فنحن بحاجة لأمثالك».
إلى هنا انتهى نص الخبر الذي تم تداوله في كل وسائل التواصل الاجتماعي من «واتساب» إلى «سناب تشات»، مروراً بـ «تويتر» و«إنستغرام» في حملة علاقات عامة انتهجها الوزير السابق لم تنته بخروجه من الوزارة.
كان ذلك النص بمثابة الموجز، أما الأنباء بالتفصيل، فهي من الأول: عن أولوية أول تكريم شعبي. هل هو التكريم الأول لهذا الوزير يليه تكريم ثان وثالث ورابع، وأمانة عليك يا ليل طوّل وهات الوزارة من الأول، أم أنه أول وزير يتم تكريمه شعبياً عند خروجه من وزارته رغم أننا اعتدنا تزايد حفلات التكريم بعد الخروج من المنصب، حتى إنها تبدو وكأنها احتفال بخروجه من الوزارة؟
العجيب والغريب ان التكريم عادة يثني على قرارات، إما عارضها أو اعترض عليها أو تمت مساءلته عليها، وأحياناً أدت إلى خروجه من الوزارة. ألم أقل إنها احتفالات أكثر منها حفلات؟
وبعد الأول، وكما يقول نص الخبر نفسه: إن التكريم شعبي لوزير سابق، وفِي الجملة مفارقة أن الشعب لم يختر هذا الوزير، فلم يصل للوزارة بالانتخاب ممثلاً للشعب، بل بالتعيين ممثلاً للحكومة التي اختارته حسب ضرورات المرحلة، وبعد تجاوز تلك المرحلة تطلبت ضرورات المرحلة اللاحقة التخلي عن أحد خياراتها بحسب الضرورات التي تبيح المحظورات، وإن كان لا حظر على الاستغناء عن وزير بغض النظر عن أدائه، فالحكومات تشكل وفق معايير أبعد ما تكون عن الأداء وأقرب ما تكون إلى الأداة في أداء مهمة تتطلبها المرحلة، ولكل مرحلة دولة ورجال ولكل حكومة قبيلة ووزراء.
المثير في الخبر أن الوزير الذي لم يكن دخوله الحكومة مطلباً شعبياً بعد خروجه من الحكومة، صار مطلباً شعبياً وهذا ربما يضاف إلى بداية الخبر «في أول» وما أكثر أولويات الوزير الذي التف حوله المواطنون للمطالبة بإعادة توزيره، وضع خطاً وخطين وثلاثة تحت كلمة مواطنين.
لأن المواطن الذي سوّق الخبر سلط الضوء على مواطنة أشادت بأداء الوزير في مفارقة تكشف عن مواطن خلل احتواها الخبر من متنه إلى عجزه ومن موجزه إلى تفاصيله. فوزير الصحة تشيد به فنانة، ونحن ننتظر أن يشيد المرضى والأطباء بأداء وزير الإعلام وسيحصل قريباً. وهذا إن دل على شيء، فهو يدل على مرونة الوزراء وقابليتهم للتزوير والتدوير، أما الخروج من الوزارة فلا بد أن يصاحبه تكريم مصحوب بمطالبات إعادة التوزير ما يشبه شكل تظاهرات الرفض والاحتجاج، ما يؤكد المقولة الخالدة لرئيس الحكومة الواعدة إن «الروح الرياضية ماهي موجودة إلا بالرياضة».
reemalmee@