إطلالة

تحقيق مشروع «أمنية الوطني»

1 يناير 1970 07:02 م

كم أعجبتني فكرة إقامة مصنع وطني لتدوير البلاستيك في الكويت، بعد أن جاءت من قصة نجاح أبطال شباب كويتيين وعددهم ثلاثة فقط، وهم شاب وفتاتان استهوتهم الفكرة فأصروا بعزيمة قوية على إنشاء أول مصنع لإعادة تدوير عبوات المياه البلاستيكية. ففي أول الطريق تم الاشراف على تجميع العبوات البلاستيكية المستعملة ثم تحويلها الى مخزن المصنع لتكون جاهزة عند ادخالها الى مكائن على أعلى مستوى من الجودة... نعم انها بداية فكرة مشروع ولكنها اصبحت حقيقة على أرض الواقع من خلال مصنع واسع شيد بجهود شبابية. هؤلاء الثلاثة استطاعوا تحقيق انشاء مصنع بدعم وتمويل الصندوق الوطني لدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة وبرعاية حكومية ومساعدة مسؤولين.
لقد تخطى مشروع أمنية، الاول من نوعه في البلاد، المستحيل ليصبح حقيقة امام المجتمع من مقيم ومواطن، وتخطى كل العوائق والصعوبات التي واجهت الشباب، تلك هي حقيقة لرؤية كويت المستقبل وكويت نظيفة بعيدة عن الروتين الممل لتكون من المشاريع المستدامة في تقرير الامم المتحدة. وما يسعدنا هنا انه اول مشروع مجتمعي يحقق التعاون بين القطاع الصناعي والخدمة المجتمعية وهو ما يساهم في تحقيق خطة التنمية بشكل أوسع لانه يساهم في الحصول على دخل ثان للبلاد.
وقد بدأت الخطة من خلال الاعتماد على عدة خطوات عملية تبدأ من تجمع العبوات الفارغة عن طريق حاويات كرتونية تتركز نقاطها في جميع المواقع المطلوبة ثم الحصول على قطعة ارض صناعية، والانتهاء من رخصة مصنع كويتي لاعادة التدوير، ثم افتتاح اول مصنع للتدوير في منطقة الجهراء الصناعية. وبالتالي هذا الدعم الحكومي والتجاوب الكبير من مسؤولي الدولة أدى إلى خلق ثمرة طيبة، وهي انشاء أول مشروع فريد من نوعه.
ونفتخر جميعاً بأنه باكورة إنتاج مشاريع الصندوق الوطني لتنمية ورعاية المشروعات الصغيرة والمتوسطة تحت تكلفة ميزانية تقدر بـ 750 ألف دينار ومنها 400 ألف دينار من تمويل الصندوق الوطني. كما نتمنى ان تقوم الدولة بزيادة التمويل للمشاريع الصناعية حتى لا تتساوى الحصص مع الانشطة الاخرى، بما أن الأمر يساهم في تحقيق خطة التنمية بشكل أكبر. فاليوم شاهدنا كيف استطاع هذا المشروع ان يشق طريقه نحو إنشاء مدينة صناعية متكاملة لإعادة تدوير البلاستيك بأحدث طرق التكنولوجيا المتطورة لتدخل السوق العالمي من أوسع ابوابه، ولتكون شاهداً امام كل مواطن غيور على بلده ويريد رؤية شعار «كويت جديدة - كويت نظيفة»، لمواكبة التطور العالمي في الصناعة ثم تحسين بيئة الاعمال فعلياً.
لقد تحقق مشروع امنية الوطني بفضل تعاون كل المجتمع، ولاحظنا التفاعل اللافت للنظر في كل مؤسسات الدولة والتي خرجت بلا شك عن النطاق المألوف وتغيرت مع متغيرات الظروف المحيطة نحو الأفضل...
نعم حقيقة نحن مع أي مشروع تنموي ينهض بالكويت إلى مرحلة جديدة تحقق إنجازات ملموسة على أرض الواقع. ومشروع امنية الذي أتى من رحم كويتي، هو احد الإنجازات الفريدة التي واكبت العصر الجديد لكويت المستقبل. فرؤية كويت جديدة تتحقق بسواعد أبنائها البررة وبنجاح مشاريعها التنموية.
وفي الختام، يسعدني أن اقول لاصحاب مشروع امنية، وهم الاخوة والاخوات سعود الفوزان وسناء الغملاس وفرح شعبان، انكم فخر للكويت وأهلها. ألف مبروك لنجاح مشروعكم الجميل الذي فاق التوقعات، ونشيد بدور مجلس الامة الذي حقق أمانيكم من خلال قيامه بتشكيل لجنة برلمانية جديدة تسمى «تحسين بيئة الأعمال» في المجلس. كما نشيد بورش العمل التي حرص عليها السيد خالد الروضان وزير التجارة والصناعة، والشكر موصول لامين عام الأمانة العامة للتخطيط خالد مهدي ولدعم بيت التمويل الكويتي وشركة ايكويت للبتروكيماويات. وكذلك نشكر السيدة الفاضلة نوال التويجري والاخ الفاضل الشيخ عبدالله الاحمد مدير عام الهيئة العامة للبيئة.
نعم إن قصة نجاح مشروع أمنية، يجب أن يكون حديث الساعة لانه ليس نجاحاً لهم ولكنه نجاح وانتصار للكويت وأهلها، وسيكون هذا المشروع الوطني مثالاً يحتذى به في الكويت والعالم...
حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.

[email protected]