جودة الحياة

شبابنا ومواقع التواصل الاجتماعي

1 يناير 1970 04:17 م

تلعب وسائل التواصل الاجتماعي أو ما يسمى بالإعلام الجديد دوراً مهماً في حياتنا اليومية، فمنذ منتصف التسعينات من القرن الماضي انطلقت ثورة حقيقية في عالم الاتصالات، وهو ما جعل العالم يشبه البيت الصغير، وأصبح من السهل التعارف وتبادل الآراء والأفكار والخبرات، ومن هذا المنطلق أتاحت المواقع الإلكترونية ومن خلال الهواتف الذكية إرسال الأخبار والصور ومقاطع الفيديو، كما تُمكن الجمهور من التعليق على النصوص وإبداء آرائهم فيها، لذلك أقبل الشباب العربي والخليجي بصفة خاصة على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وبشكل كبير «كالفيس بوك- توتير- انستغرام- واتس أب» وغيرها.
كما تعددت منصات وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبحت تؤثر في الجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والإنسانية، حتى أن هذه الوسائل أصبحت لدى بعض الشباب المصدر الرئيسي للمعلومات، وهذا ناجم عن تعرضهم المكثف لها، وكذلك ولّد الاستخدام الخاطئ عندهم الاهتزاز القيمي، وترك آثاراً سلبية على نفسياتهم وسلوكهم الاجتماعي والأخلاقي، وذلك وفقاً لأحدث الدراسات التي أجريت على شباب إحدى الدول الخليجية المجاورة.
ولا نستطيع أن ننكر أن للإعلام المجتمعي «السوشال ميديا» إيجابيات كثيرة في العلم والمعرفة والتثقيف، لكن بشرط ألا يتحول ذلك بالنسبة للشباب إلي الإدمان عليها، وحرصاً على الشباب ولتفادي هذه المشكلة لابد من تعاون الأسرة والمجتمع وإقامة دورات تدريبية وورش عمل مكثفة وملتقيات بشكل مستمر للتعريف بإيجابياتها وسلبياتها وكيفية انتقاء المعلومات واختيار المناسب منها.
ويقع على الأسرة الدور الأكبر في حماية الأبناء من الآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي، حيث إن عليهم متابعة الأبناء دون إشعارهم بالمراقبة أو عدم الثقة، والانفتاح على كل ما هو جديد والتعامل بحذر وذكاء مع أبنائهم، ومناقشتهم وتبيان الخطأ والصواب ليصل الأبناء إلى ما يفيدهم عن قناعة وتدبر.
بالإضافة إلى خلق أدوات وفرص جديدة تبعدهم وتقلل ارتباطهم بوسائل التواصل الاجتماعي حتى لا تصبح المصدر الوحيد لمعلوماتهم، وذلك عن طريق الخروج من المنزل في نزهات ورحلات والتواصل مع الأقارب، والتشجيع على الهوايات الرياضية والثقافية، وكذلك فتح أبواب الحوار معهم ومناقشتهم بأمور الأسرة وأمورهم الشخصية بأسلوب هادئ وتفهم احتياجاتهم بعيداً عن التسلط وفرض الأوامر الصارمة دون إبداء وتوضيح الأسباب.
فالمسؤولية تقع على الجميع في أهمية أن يكون كل منا سفيراً لغرس القيم الحميدة، من خلال الاستخدام الأمثل لوسائل التواصل الاجتماعي، واحترام القيم العامة للمجتمع، والتعليق الموضوعي والمناسب على جميع الأحداث، وعدم تشويه المعلومات.
وهذا بدوره سيعود بالنفع الكبير علينا، ويعطينا الإيجابية التي نبحث عنها وإيصال الصوت الهادف والبناء من خلال ترسيخ أخلاقيات الإعلام، كالاستقلالية والنزاهة وحرية التعبير والمصداقية من أجل حياة أفضل.

* مستشار جودة الحياة
Twitter: t_almutairi
Instagram: t_almutairii
 [email protected]