القراء حائرون «4 من 6» / خبراء وعلماء ودراسات تشكك في فاعليته
الثوم... لا يحمي القلب ولا يخفض الكوليسترول ولا يكافح السرطان
1 يناير 1970
06:09 م
| بقلم د. أحمد سامح |
دراسات عديدة تشكك في فاعلية الثوم وفائدته في تخفيض الكوليسترول وحماية القلب والشرايين وتؤكد عدم صحة المفاهيم الطبية عن قيمة الثوم الغذائية والعلاجية وتستعرض هذه الدراسات التي ستثير حيرة ودهشة القراء وتجعلهم يتساءلون.
عدم صحة فوائد الثوم العديدة
أوضحت أحدث دراسة بشأن فوائد الثوم عدم صحة ما يشاع بين عامة الناس من ان الثوم له العديد من الفوائد لصحة الإنسان.
فقد خلصت دراسة حول الثوم الخام ومكملاته سواء على شكل أقراص طبية أو مسحوق لا يؤثر كثيرا على التنفس أو يقلل من مستوى الكوليسترول لدى أولئك الذين يعانون من ارتفاع في الكوليسترول نقلا عن وكالة أنباء الاسوشتيدبرس.
وقال الباحث كريستوفر غاردنر الذي شارك في الدراسة التي مولتها الحكومة الأميركية: «إذا كان للثوم أي فرصة لتحقيق نتائج معينة فإن هذه الدراسة أثبتت غير ذلك».
يذكر ان من بين الفوائد الصحية التي يشاع وجودها في الثوم علاج أمراض القلب والسرطان ومكافحة الأمراض المعدية وحتى لسعات البعوض وان الفوائد المتحققة تعود لاحتوائه على مادة كبريتية تدعى «اليسين» التي يطلقها الثوم الخام عند طحنه أو سحقه.
وأوضح غاردنر الأستاذ بكلية الطب في جامعة ستانفورد ان الفوائد المباشرة لمادة «اليسين» على الجسم تزول عندما يؤكل الثوم.
وأظهرت نتائج الدراسات عدم وجود أي تأثير للثوم على مستوى الكوليسترول غير ان الأشخاص الذين خضعوا للدراسة أظهروا نتائج أخرى مثل رائحة التنفس المزعجة ووجود رائحة للدم غير أنهم لم يظهروا أي أعراض جانبية.
تشكيك الخبراء في فعالية الثوم
يعلم معظم الناس أن هناك فوائد عديدة للثوم ومنتجات فول الصويا والتي تظهر في شكل كبسولات وأقراص ومساحيق ولهذا فهي تملأ محلات التغذية الصحية في العديد من بلدان العالم.
لكن الخبراء لا يتفقون في الرأي ويرون أنها قد لا تحتوي على فوائد صحية تذكر أو على الأقل هكذا تشير بحوثهم الأخيرة.
هذا الرأي كان النتيجة التي خرج بها الخبراء بعد مؤتمر عقدوه واستمر يومين حول الموضوع.
فقد تبين لهم أن الثوم وفول الصويا هما من المواد المفيدة للقلب والأعضاء الأخرى لكنهم عجزوا حتى الآن على الأقل عن تحديد المكونات التي لها الفاعلية في هذه الأغذية يشار إلى أن دراسات حديثة كانت قد أظهرت أن العلاج بالبدائل الهرمونية له تأثير على زيادة نسبة مخاطر الاصابة بأمراض القلب بل وحتى السرطان وطرح فول الصويا كبديل غير دوائي للعلاج بتلك البدائل.
ونصح الدكتور كورت فيربرج من جامعة فورست في ولاية كارولاينا الشمالية الأميركية أمام المؤتمر بعدم استخدام أي منتج منها إذ مازالت أمام العلماء الكثير من الأمور التي تحتاج إلى تفسير واحاطة.
وفي هذا يقول باحثون إن دراسات عدة تجرى حالياً ربما تخرج بنتائج حول فعالية بعض المنتجات لكنها نتائج قد تستغرق أعواماً عدة.
يشار إلى ان محلات التغذية وحتى بعض محلات البقالة مليئة بمنتجات فول الصويا ومستخلصات الثوم وكبسولات تحتوي على مادة «ايزوفلافونز» التي تفترض أن تكون المادة الفاعلة في فول الصويا.
إلا ان بعض الباحثين في شؤون النباتات يقولون إن هذه المنتجات تتباين بحدة في نوعية مكوناتها ومحتوياتها وهي هكذا ربما تكون مفيدة أو عديمة الفاعلية.
وقال الباحث كريستوفر جاردنر من جامعة ستانفورد في كاليفورنيا إن نتائج التجارب الاكلينيكية «العيادية - السريرية» المتوافرة حالياً لا تجيب بشكل كاف على تساؤلات مهمة حول فوائد الثوم للأوعية الدموية والقلب.
ويضرب الباحث اريك بلوك مثلا بالقول إن أحماض المعدة والحرارة يمكن أن تدمر بعضا من المكونات الفعالة في الثوم.
يذكر أن عدداً من البحوث خلصت إلى ان من فوائد فول الصويا التقليل من ضغط الدم المرتفع والكوليسترول المرتفع أيضاً لكن الدراسات تختلف فيما بينها في تحديد طبيعة وحجم تلك الفوائد.
لا علاقة للثوم بالوقاية من أمراض القلب
أوضحت دراسة جديدة ان محتويات الثوم الغذائية ليس لها تأثير في عوامل الخطورة التي قد تؤدي للاصابة بأمراض القلب وذلك رغم الاعتقادات السائدة حول فائدته الصحية خصوصا صحة القلب.
وأجرى باحثون أوروبيون دراسة على 90 من المدخنين الذين يعانون من زيادة الوزن واكتشفوا ان أولئك الذين يتناولون الثوم على هيئة مكمل غذائي في صورة مسحوق لمدة 3 أشهر لم يطرأ عليهم أي تغيير في مستويات الكوليسترول أو عوامل خطورة الاصابة بأمراض القلب الأخرى.
نتائج الدراسة الحالية تنفي ما توصلت اليه دراسات سابقة نتائجها تفيد أن الثوم قد يساعد على خفض معدلات الكوليسترول وربما ضغط الدم.
المعطيات العلمية الجديدة تنفي ما نسب للثوم من فائدة في الحد من بعض الأمراض كما كان يعتقد.
الدراسة الجديدة التي نشرت نتائجها في الدورية الأميركية للتغذية السريرية «الاكلينيكية» بحثت فيما إذا كان الثوم يمكن أن يؤثر على العوامل التي قد تؤدي إلى الاصابة بأمراض القلب بخلاف ارتفاع نسبة الكوليسترول وضغط الدم المرتفع.
وفي اطار هذا البحث قام فريق من الباحثين بدراسة مستويات بروتينات يمكن من خلالها معرفة درجة الالتهابات في الشرايين كما قاموا بقياس العديد من المواد الموجودة في الدم التي تعكس حالة الأوعية الدموية.
ومن المعتقد أن يلعب هذان العاملان التهابات الأوعية الدموية وحالة وظائف الأوعية الدموية دوراً أساسياً في الاصابة بأمراض القلب غير ان نتائج تلك الأبحاث أظهرت أن الثوم لم يؤثر عليها.
وأوضحت تلك النتائج أيضاً أنه بعد مضي ثلاثة أشهر لم يطرأ أي تغيير على هذين العاملين ولا على مستويات الكوليسترول.
وفي هذا السياق قال مارتن دورن من مركز أبحاث عقاقير الإنسان في لايدن بهولندا وقاد فريق البحث انه من غير المرجح أن يكون للثوم تأثير وقائي على القلب عن طريق مكافحة ارتفاع الكوليسترول أو الالتهابات.
وخلص الباحثون إلى ان مسحوق الثوم وربما الثوم بشكل عام لا يفيد في الوقاية أو العلاج من ارتفاع الكوليسترول أو الالتهابات التي تدل على حدوث تلفيات في الشرايين.
علماء يقللون من أهمية الثوم
كخافض للكوليسترول
قام عدد من العلماء بإجراء بحوث ودراسات عن فوائد الثوم وقالت هذه الأبحاث إن الثوم يساعد على خفض الكوليسترول في الدم ويمنع جلطة الشرايين.
لكن في الوقت نفسه هناك علماء آخرون يقللون من نتائج هذه الدراسات وعلى رأسهم الدكتور هنسرود اختصاصي التغذية في عيادة «مايوبروستر» في مينوسوتا بالولايات المتحدة نفى رأي بعض هؤلاء الباحثين فإن كثيراً من الدراسات التي أجريت على الثوم في العقدين الماضيين من القرن العشرين كان يصحبها خطأ في التصميم والتنفيذ وانه تجرى حاليا أبحاث لفحص نتائج تلك الدراسات.
ويقول الدكتور هنسرود في هذا الصدد: «مع اننا أصبحنا مقتنعين بمقدرة الثوم على خفض الكوليسترول والاصابة بالجلطة لكن لا توجد لدينا أدلة قاطعة للفوائد الصحية الأخرى ومع تحسن نوعية الأبحاث والدراسات المستقبلية سنحصل بالتأكيد على اجابات واضحة مقنعة».
وأشار إلى ان الأبحاث قد تركزت على مساحات عدة لمعرفة ما ان كان للثوم تأثيرات ايجابية على صحة القلب والأوعية الدموية وتقويته للمناعة وتأثيره كمضاد حيوي ومكافحته السرطان.
وأضاف أيضاً: هناك أبحاث قائمة حالياً لبيان إذا ما كان للثوم مقدرة على تحسين الذاكرة لكن نتائج هذه الأبحاث لم تظهر حتى الآن.