القاهرة أنجزت
مشاريع عملاقة
في زمن قياسي
الإصلاحات الاقتصادية
أثمرت زيادة ملحوظة
في الصادرات المصرية
القوني: 3 مليارات دولار
حجم التبادل التجاري
بين البلدين
أوضح نائب رئيس مجموعة بوخمسين القابضة، الرئيس التنفيذي الدكتور عماد بوخمسين، أن الإصلاحات الاقتصادية الكبيرة في مصر، والتي كان من مظاهر نجاحها ارتفاع القدرة التنافسية للمنتجات المصرية، التي أدت إلى زيادة ملحوظة في الصادرات المصرية إلى الكويت ومختلف أنحاء العالم.
واعتبر بوخمسين خلال حفل تكريم كبار عملاء شركة مصر للطيران للشحن الجوي، والذي أقيم برعاية شركة بوخمسين للطيران، الوكيل الحصري لشركة مصر للطيران للشحن الجوي في الكويت، أن هذا الأمر تدعمه المشروعات العملاقة في مجالات الصناعة والإنتاج الزراعي والسمكي، والتي جرى تنفيذها في زمن قياسي غير مسبوق، رغم الظروف الاستثنائية التي تمر بها المنطقة، إذ تبشر هذه المشروعات بمزيد من النمو في الصادرات المصرية، وهو أمر يضفي مزيداً من الأهمية على قطاع الشحن بصفة عامة وعلى الشحن الجوي بصفة خاصة.
وحضر الحفل السفير المصري لدى الكويت، طارق القوني، ومدير عام الإدارة العامة للطيران المدني المهندس يوسف الفوزان، ورئيس مجلس إدارة شركة مصر للطيران للشحن الجوي، الطيار باسم جوهر، ورئيس القطاع الاقتصادي للشركة، عادل هلال.
وقال بوخمسين «من دواعي سرورنا أن تسهم مجموعة بوخمسين القابضة والشركات التابعة لها في نمو العلاقات الاقتصادية العربية الكويتية، خصوصاً العلاقات مع مصر التي نكن لها تقديراً كبيراً ولدورها المحوري في المنطقة والعالم».
وأوضح أن مجموعة بوخمسين القابضة ممثلة في شركة المدينة للشحن الجوي التي تأسست في 1980، تملك خبرة متراكمة وإمكانات كبيرة، كانت منذ البداية على وعي بنمو حركة الشحن الجوي في العالم، ومن ثم عملت على تعزيز إمكاناتها وتقنياتها لمواكبة هذا النمو، إلى جانب القدرات المتنامية للمجموعة في مجال النقل الجوي للأفراد، عبر شركاتها الناشطة في السوق الكويتي منذ عقود، شركة سفريات المدينة التي تأسست العام 1971، وشركة بوخمسين للسياحة والسفر التي تأسست في 1977، وشركة المركز الأهلي للطيران التي تأسست في 2005، والتي تنضوي جميعها تحت مجموعة بوخمسين للطيران.
من جانبه، قال القوني، إن مصر تقدر مواقف الكويت الداعمة لها خلال الأعوام الماضية، مشيراً إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين في المنتجات غير البترولية تجاوز 500 مليون دولار، ويصل إلى 3 مليار دولار إذا أضيف له البترول.
وأشار إلى أن الكويت تأتي في مقدمة الدول المستثمرة في مصر بما يقارب 3.4 مليار دولار، تجعلها رابع أكبر مستثمر أجنبي، وثالث أكبر المستثمرين من البلاد العربية.
وأعرب القوني عن تطلعه لأن تشهد أعمال المجموعة وكل الشركاء الاقتصاديين في الكويت، مزيداً من التوسع والازدهار في مصر، مشيداً بالحضور الفاعل للمجموعة في السوق المصرية بعدة قطاعات من بينها السياحة والعقارات والبنوك واعتزامها التوسع في أنشطة أخرى تضم التعليم والإعلام باعتباره نموذجاً لشراكة اقتصادية واستثمارية تسهم في مزيد من الترابط والتلاحم بين الشعبين، ودليلاً على ثقة المستثمر العربي والأجنبي في الاقتصاد المصري.
وشدّد القوني على أن نتائج عملية الإصلاح الاقتصادي تثبت يوما بعد يوم، أن مصر تمضي على الطريق الصحيح لاسيما مع ارتفاع احتياطي النقد الأجنبي لمستوى غير مسبوق وتحسن معدلات النمو الاقتصادي ومعدلات السياحة وتدفقات النقد الأجنبي، فضلاً عن انخفاض عجز الميزان التجاري، بالتوازي مع تنفيذ عدد من المشروعات القومية العملاقة سواء في محور تنمية قناة السويس أو بناء العاصمة الإدارية الجديدة والاهتمام بالبنية التحتية والمشروعات الزراعية والصناعية واستكشافات الغاز وغيرها.
بدوره، أشار جوهر إلى أن الشركة تواصل نموها بنجاح في كل عام منذ تأسيسها في 2002 كشركة تابعة للشركة القابضة لـ «مصر للطيران»، لافتاً إلى أن الشركة تغطي شبكة حول العالم تتجاوز 70 محطة من خلال فراغات طائرات «مصر للطيران»، وأسطول طائراتها للشحن الجوي الحالي والمكون من 3 طائرات من طراز «AB6» و«B4» والذي حالياً يخضع لخطة تطوير وتنويع.
وبيّن أن الشركة ستضم تباعاً إلى أسطولها 3 طائرات من طراز «AB330-200 P to F»، بالإضافة إلى طائرتين من طراز «B738 P to F» لإعادة تخطيط الشبكة الإقليمية. وأضاف أن الشركة قادرة بالتعاون مع «بوخمسين» على زيادة حصتها في السوق الكويتي للقاهرة وعبر القاهرة لوجهات أوروبية وأفريقية وشرق أوسطية، بالإضافه إلى منطقة الشرق الأقصى.
وفي السياق ذاته، قال مدير عام مجموعة «بوخمسين للطيران»، الحسيني عبدالحميد، إن قطاع الشحن الجوي آخذ في النمو بشكل متسارع، وهو ما يفتح آفاق الفرص للشركات العاملة في هذا المجال، لكنه في الوقت نفسه يضعها في دائرة مسؤولية أكبر باتجاه العملاء، في وقت أصبح فيه الابتكار إلى جانب التكنولوجيا الحديثة عاملاً حاسماً في سوق يتمتع بتنافسية عالية.
وأوضح الحسيني أن أحدث البيانات تشير إلى أن عدد الأطنان المنقولة في قطاع الشحن الجوي، ارتفع على أساس سنوي في شهر أغسطس الماضي بنحو 12.1 مقارنة بنظيره في 2016، موضحاً أنه وفقاً للاتحاد الدولي للنقل الجوي «الإياتا» تعد هذه هي المرة الخامسة خلال 6 أشهر التي يتحقق فيها نمو مضاعف مقارنة بالفترة نفسها من العام 2016، وهي موجة نمو سريع واستثنائي.
وذكر أن معدل النمو لمدة 5 سنوات ماضية لم يتجاوز 4.4 في المئة، وأن معدل الشحن الجوي في منطقة الشرق الأوسط أكبر من المعدل العالمي، بحيث ارتفعت أحجام الشحن على أساس سنوي لشركات النقل الجوي بنسبة 14.1 في المئة خلال أغسطس الماضي، وارتفعت السعة بنسبة 2.8 في المئة.
وشدّد على أن هذا النمو يضع على عاتق الجميع مسؤولية الإسراع في زيادة القدرات وتنويع الخدمات، لافتاً إلى نجاح «بوخمسين» إلى حد كبير بناء على دراسات مسبقة في التأهب لمواكبة هذا النمو، ومنوهاً بحاجة القطاع إلى المزيد من العمل لمواكبة التطورات.
وأضاف أنه من حسن حظ قطاع الشحن الجوي في الكويت، أن النمو في القطاع يأتي متزامناً مع مشروعات البنية التحتية في الكويت التي يجري متابعة إنجازها بدقة في ظل رؤية «كويت جديدة 2035»، والتي تشمل تحديث شبكة الطرق والموانئ وتوسعة المطار.
وأوضح أنه استناداً للإدارة العامة للطيران المدني، فإن عمليات الشحن في مطار الكويت الدولي تحلق في آفاق واسعة من الإنجازات مع افتتاح مرافق جديدة مخصصة لتلبية احتياجات المصالح المشتركة لقطاع الشحن الجوي المتنوع والمتميز في سوق الكويت.
وكشف أنه في حين تقوم خدمات الشحن حالياً بمناولة ما يزيد على 126 ألف طن من البضائع سنوياً، فإن تدشين التسهيلات الجديدة لتجميع الشحنات حقق زيادة في الكميات المناولة بنسبة تبلغ نحو 10 في المئة، بما يُمكِّن وكالات الشحن المحلية من تحسين الكفاءة مع زيادة تنوع الشحنات والبضائع.
ولفت إلى أن المرافق الجديدة تعتبر مجرد خطوة واحدة، ضمن سلسلة من الإجراءات العازمة على تطوير وتحديث مبنى الشحن في المطار والذي تصل سعته إلى 8 آلاف متر مكعب، من أجل الحفاظ على مكانة المطار المحورية في مجال قطاع الشحن الجوي بمنطقة الخليج.