نسمات

مناسبات سارة

1 يناير 1970 12:55 م
لم أصدق عينيّ عندما قرأت خبراً في الصحيفة عن توزيع بطاقات الدعوة لحضور مؤتمر القمة الخليجية الـ 38 في الكويت بعد يومين، فقد قربنا من فقدان الأمل بأن يلتئم المؤتمر من جديد بعد تلك الأزمة العميقة التي هزت كيانه في الأعماق وتمخضت عن شرخ كبير لم يتوقعه أحد، وأصابنا اليأس لاسيما مع الدور السلبي لبعض وسائل الاعلام العربية في تأجيج الفتنة!

لئن يتم الاجتماع في الكويت حتى في ظروف الخلاف وعدم حل المشاكل خير ألف مرة من استمرار المقاطعة، فقد شعرنا خلال الأشهر الماضية بأننا مثل الأيتام الذين فقدوا والديهم وأصبحوا في مهب الريح!

قد يقول قائل: ولكن ما الفائدة من الاجتماع إن لم تتم تصفية النفوس ونبذ الخلافات؟! فأقول إن مجلس التعاون الخليجي على مدى 38 عاماً لم يحقق إلا أقل القليل من طموحات الشعوب الخليجية، ومع ذلك فإننا نشعر بالفخر أمام الشعوب الأخرى لوجود كيان خليجي يجمعنا ويتكلم باسمنا!

وفي ظل الضياع والتمزق الذي يلف عالمنا العربي والإسلامي، وسقوط جميع مشاريع الوحدة والاندماج، فإن الجهة الوحيدة التي يثق فيها هؤلاء هي مجلس التعاون الخليجي!

كذلك، فإن الوحدة الخليجية هي هدف بعيد ولا نتوقع أن يتحقق بالسرعة التي يتمناها الجميع، ولكن كما يقول المثل: «ما لا يدرك كله، لا يترك جله».

نسأل الله تعالى أن يتمم علينا بانعقاد المؤتمر ونجاحه في تقريب الآراء وتجاوز الخلافات، ولا يسعنا إلا أن نشكر سمو أمير البلاد الذي لم ييأس من محاولات لم الشمل وتأليف القلوب بالرغم من الأذى الكثير الذي ناله بسبب موقفه الصادق.

أما المناسبة الأخرى التي تجعلنا نشعر بالسعادة، فهي التحرك الحكومي النيابي لتعديل القوانين الرياضية سعياً الى رفع الحظر عن دولة الكويت الذي تسبب به وللأسف بعض أبناء الكويت، فلا شك أن حرمان الكويت لسنوات عديدة من المشاركة في الفعاليات الرياضية قد أثر في نفسيات الكويتيين وأصابهم بالإحباط، لكن ذلك لم يثنهم عن بذل ما يستطيعونه من أجل إصلاح الوضع الرياضي، ونتوقع أن يُرفع ذلك الحظر عن الرياضة الكويتية خلال أيام بإذن الله، ونفرح بمشاركة فريقنا في المنافسات العالمية، ومن يدري فقد نفوز بكأس العالم في كرة القدم قريباً بإذن الله!

رحم الله شادية

وفاة الفنانة شادية عن عمر ناهز السادسة والثمانين هو أمر أحزن الجميع، لأن هذه المرأة التي قررت التوبة والاعتزال في عنفوان شبابها، قد أثبتت صدق توبتها، ورفضت جميع العروض التي عرضت عليها بالمشاركة في أي عمل فني على عكس بعض الفنانين الذين تابوا عن الفن ثم انخرطوا في أعمال فنية أو تراجعوا عن توبتهم تحت ضغوط المغريات الكثيرة!

ليت الإعلام العربي ترك شادية وحالها بعد الاعتزال، ولكنه وللأسف كان يعرض أفلامها في كل مناسبة ليدعو أبناء جنسها لليأس من التوبة والعودة إلى ذلك المحيط الموبوء!

رحم الله شادية رحمة واسعة.