رواق
عرس الإثنين
| ريم الميع |
1 يناير 1970
10:01 ص
عندما كنا نسمع أغنية «مباركين عرس الإثنين» في طفولتنا، كنا نعتقد أن المقصود بالأغنية هو يوم الاثنين المسموح به بإقامة الزواجات فقط، غير مدركين أن الاثنين هما طرفا الزواج الذي يعقد بالاختيار والاتفاق.
كنا نعتقد أن مسألة زواج هذين الاثنين مسألة قدرية باختصار، كما لو تم سحب ورقة فيها اسم الزوجين!
كبرنا وعرفنا أن الزواج يمكن أن يعقد في يوم الاثنين كما في يوم الخميس كما في غيرهما من الأيام، وأن الاثنين في الأغنية هما الزوج والزوجة، ومن يومها ونحن ثالثهما نرضى عن اختيارهما وهو أمر نادر، وغالباً نبدي ملاحظات لم يلاحظاها وربما لن يفعلا ولو استمر زواجهما عمراً بأكمله. ننحاز إلى جانب الرجل دوماً، وغالبا هذا الانحياز من جانب المرأة، فالمرأة غالباً ما تستكثر هذا الرجل على المرأة الأخرى وتعتبرها متهمة بعدم اللياقة حتى يثبت عكسها من دون اعتبار إلى أن هذه المرأة التي لا تعجبها هي اختيار الرجل الذي يعجبها وتستكثره عليها.
قد يكون الشكل محل إعجاب الرجل، لكنه حين يتزوج لا يعود للشكل أهمية في معظم عالم الرجال، ما يفسر أن النساء الأقل حظاً من الجمال أعلى حظاً في الزواج وتبدأ بقية النساء في وضع حظوظهن على المقصلة بعد كل خبر زواج لا يرضي ذائقتهن.
وذائقتهن تشترط أن يكون الرجل أكبر سناً لفترة تمتد إلى عمر أب زوجته وأكبر من دون استنكار، لكن لو كانت المرأة أكبر ولو بأشهر، لاستنكر الزواج كما لو تزوّج أمه.
وتسمح الذائقة بزواج الرجل أرمل ومطلقاً ومتزوجاً أيضاً، فالشرع يسمح له بأن يعدد إلى الرابعة، لكنه لا يعطي للشرع وزناً حين يتزوج الرجل من امرأة سبق لها الزواج، ومع ذلك فمن الملاحظ أن ثمة علاقة طردية بين ارتفاع مستوى الزوج وزواجه من متزوجة، آخرها الزواج الملكي للأمير البريطاني هاري من الممثلة الأميركية ميغان ماركل ولم يشفع لها جمالها عند النساء اللاتي استنكرن الزواج وندبن حظهن كالعادة. ولا أعرف لماذا لا يستنكر الرجال زواج الرجال، ربما لأنهم يوماً سيكونون في مكانهم فيختارون ما يريدون، في حين أن النساء يستنكرن على غيرهن ما فقدن الأمل في الحصول عليه.
ويظل كل زواج بين اثنين محل نقاش ألفين وأكثر، ولو كان اعتقادنا صغارا صحيحاً بأن الزواج مسألة قدرية بين اثنين تحصل في يوم الاثنين، لكانت حالنا أفضل، إذ سنكتفي بالتبريكات وننشغل بأشياء كثيرة أهم من محاولة إيجاد السبب الذي جعل الزوج «اللقطة» يختار الزواج بهذه دون غيرها الخاضعة لتقييمنا غير المنصف لأننا لن نرضاه لنفسنا لو كنا مكانها، لكن قناعتنا بأننا لن نكون مكانها تدفعنا إلى أن نلعن هذا المكان على قدر ما نندب حظنا ولا نكتفي بالقول مباركين عرس الاثنين.
reemalme@