حوار / أعرب عن أمله برؤية استثمارات كويتية في بلاده بالقطاعات السياحية والبترولية والبنى التحتية

السفير الكوبي: لقائي لدقائق بسمو الأمير... الأهم في مسيرتي

1 يناير 1970 10:51 ص
ممرضاتنا يعملن في مركز دسمان وهناك أدوية كوبية ولدينا أطباء في مستشفى هادي

اقتصادنا مفتوح والصحة والتعليم والسياحة والزراعة أهم مصادر ناتجنا القومي
اعتبر سفير جمهورية كوبا لدى الكويت فرناندو مازا أن التحلي بالحكمة ومحاولة التوسط لحل النزاعات هي السمة المشتركة بين بلاده والكويت للابتعاد عما يحيط بهما من مشاكل في إقليميهما، لافتا إلى أن هذه هي سياستهم وهي مشابهة للسياسة التي تنتهجها الحكومة الكويتية.

وأعرب فرناندو في حوار مع «الراي» في أول لقاء يجريه مع صحيفة كويتية منذ حضوره للكويت قبل 10 أيام، عن انبهاره بحكمة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، قائلا: «على الرغم من ان لقائي بسموه لم يستغرق سوى دقائق محدودة، لكني أعتبرها أهم دقائق خلال مسيرتي الديبلوماسية»، معرباً عن التقدير الكبير لسمو الأمير لبرقية التعزية بوفاة الزعيم الكوبي فيدل كاسترو، وتصويت الكويت كل عام لرفع العقوبات الأميركية.

وقال إن الصحة والتعليم والسياحة والزراعة أهم مصادر ناتجنا القومي، لافتا الى الاتجاه لفتح الاقتصاد للاستثمارات الأجنبية، معرباً عن الأمل برؤية استثمارات كويتية في القطاعات السياحية والبترولية والبنى التحتية. وفي ما يلي نص الحوار:

• علام يعتمد الاقتصاد الكوبي؟

- كوبا بلد صغير وفقير وليس به موارد طبيعية، لذلك أهم مواردنا هو شعبنا الكوبي، ونحن نستثمر في شعبنا في قطاع التعليم في شتى المجالات، ولذلك تجد جميع البلدان تسأل دوما عن مستشارين من كوبا في مجالات الصحة والتعليم، وأيضا السياحة تشكل نحو 20 في المئة من ناتجنا القومي والزراعة وتصدير الدواء، حيث لدينا صناعات طبية متطورة جدا على مستوى العالم، والتي طورها مهندسونا لتصبح أفضل الأدوية عالميا، ولدينا تعاون وثيق مع مؤسسات البحث العلمي في الصين، وأرسلنا للكويت مجموعة من الممرضات للعمل في مركز دسمان للسكري، حيث لديهن الخبرة الكبيرة في علاج مرضى السكري بالأدوية الكوبية المتطورة والنادرة، وأخذت هذه الأدوية تصنيفها في الكويت، وأطباؤنا حاليا في مستشفى هادي أيضا.

• ماذا عن علاقاتكم مع دول الجوار؟

- من المهم أن تعرف ان كوبا تقود بشكل أو بآخر جميع دول الكاريبي، كونها الدولة الأكبر في المنطقة (جامايكا، دومينكان، هايتي). ونحن قريبون جدا من المكسيك والى فلوريدا وهندوراس وغواتيمالا ونيكاراغوا وفنزويلا والبرازيل، ونحن في مركز هذه الدول ولقد صدرنا لها جميعا ما حققناه من تقدم في صناعة الدواء والتعليم، ولذلك نحن نقود هذه الدول في هذه الصناعات.

• وماذا عن الأمن في كوبا؟

- أحد اهم اولوياتنا الحفاظ على الأمن، وواجهنا بعض التحديات سابقا بسبب تجار المخدرات أو الكوارث الطبيعية والعواصف، ولذلك كوبا الآن تنعم بالسلام، ولا يوجد عنف لدينا أو مخدرات، والكوبيون يعيشون بسعادة بالغة ولا يوجد لديهم ما يخشونه، وهم شعب ودود يعشق المشاركة والحياة الاجتماعية، ويمتاز بكرم الضيافة، وهذا ما أبعد عنا أي قلق في شأن الأمن، وهذا أحد أهم الاسباب التي تجعل السياح يأتون إلى كوبا.

• كيف تصف علاقات الكويت وكوبا؟

- لدينا الكثير من الأمور المتشابهة مع الكويت، فكلانا دولة صغيرة محاطة بقوى كبيرة، وهناك الكثير من المشاكل المحيطة بنا، ولذلك فان التحلي بالحكمة ومحاولة التوسط لحل النزاعات، السمة المشتركة بيننا للابتعاد عما يحيط بنا من مشاكل في الإقليم، وهذه هي سياستنا وهي مشابهة للسياسة التي تنتهجها الحكومة الكويتية.

وعلاقاتنا الثنائية جيدة جدا. فقد تحدثت مع سمو الأمير خلال تقديمي أوراق اعتمادي قبل أيام في الكثير من المواضيع. وكان سموه سعيدا بتطور علاقات بلدينا، حيث اننا نساند بعضنا في المحافل الدولية، وهناك تواصل على مستوى الحكومتين. وأخيراً وقعنا اتفاقية تعاون في المجال الصحي، حيث زار وفد من وزارة الصحة كوبا لمقابلة بعض الأطباء الاختصاصيين والممرضات لاستقدامهم للعمل في المستشفيات والمراكز الكويتية، اضافة للتعاون في مجال التكنولوجيا الطبية المتقدمة في صناعة الأدوية لتستفيد منها الكويت، ونحن نعمل حاليا على فتح اقتصادنا للاستثمارات الأجنبية، ونأمل ان نرى استثمارات كويتية في بعض القطاعات السياحية والبترولية والبنى التحتية، لوجود إرادة متوافقة في هذا الشأن.

• ماذا عن التبادل التجاري؟

-ليس هناك تبادل تجاري يذكر بين بلدينا، ولكننا بدأنا العمل على ذلك حاليا، فكوبا بامكانها تصدير الكثير من منتجاتها للكويت، وبالذات العسل الكوبي الشهير، ولذلك نعمل حاليا على استضافة وفد كويتي حكومي للتعرف على امكانياتنا، وسبل رفع مستوى التبادل التجاري بيننا، ونأمل قريبا زيارة وزيري التجارة والصحة لكوبا.

• هل هناك زيارات مرتقبة بين مسؤولي البلدين؟

- الحكومة الكوبية وجهت دعوات لبعض الوزراء الكويتيين، ونحن بانتظار حضورهم ليشهدوا على كرم ضيافتنا ومناخنا الرائع، ففي عام 2014 زار نائب وزير الخارجية الكوبي الكويت، وأجرى نقاشات موسعة مع نظيره الكويتي ونأمل أن يكون لقاؤهما المقبل في هافانا.

• كيف تصف لقاءكم مع سمو الأمير؟

- أقولها وبكل صراحة لقد انبهرت من حكمة سموه، وعلى الرغم من ان لقائي بسموه لم يستغرق سوى دقائق محدودة الا انني أعتبرها أهم دقائق خلال مسيرتي وخبرتي الديبلوماسية، فسموه كان أكثر من رائع معي خلال اللقاء، وابلغت سمو الأمير بالتقدير الكبير لسموه من كلا الحكومة والشعب الكوبيين، لبرقية التعزية التي أرسلها سموه بوفاة قائدهم التاريخي فيدل كاسترو، وبسبب تصويت الكويت كل عام مع قرارات رفع العقوبات الأميركية عن كوبا في مجلس الأمن، ولقد وعدت سموه بأن أبذل ما في وسعي للعمل على تقوية العلاقات بين بلدينا في شتى المجالات.

• كم عدد جاليتكم في الكويت؟

- للأسف عدد جاليتنا في الكويت قليل جدا.

• هل لديكم طلبة عرب يدرسون الطب في هافانا؟

- نعم لدينا بعض الطلبة من سورية وفلسطين ومصر والاردن ولبنان، ونعمل لاستقطاب طلبة من الخليج، فالدراسة لدينا باللغتين الاسبانية والانكليزية.

• ماذا عن خطوط الطيران لكوبا؟

- لا يوجد خط طيران مباشر من هذه المنطقة، ولكن عبر العواصم الأوروبية هناك رحلات لكوبا، ونعمل لتعريف الكويتيين بما تزخر به من مقومات سياحية، حتى تكون الرحلة مجزية لشركات الطيران.

• ما شروط التأشيرة؟

- وقعنا اتفاقية مع الكويت لاعفاء حملة الجوازات الخاصة والديبلوماسية من التأشيرة، ولدينا تسهيلات كبيرة في إصدار التأشيرة للكويتيين من السفارة، حيث نصدرها لهم خلال ساعات، ولاحظنا ارتفاع أعداد السياح الخليجيين أخيراً، إضافة لعدة آلاف من السياح من الشرق الأوسط، ويصل عدد السياح سنويا من 4.5 - 5 ملايين، ونهدف إلى رفعه إلى 10 ملايين خلال السنوات العشر المقبلة، وبدأنا بتأسيس البنية التحتية السياحية اللازمة لاستقبال هذه الأعداد، حيث توجد لدينا سلسلة من الفنادق العالمية.

• ما أفضل المناطق السياحية في كوبا؟

- مدينة هافانا تعتبر نقطة ثقافية ساخنة نابضة بالحياة، وما يميزها انها محاطة بعدد من المباني المميزة بالهندسة المعمارية الرائعة التي تشعرك وكأنك في اوروبا، وهناك أيضا حديقة الديناصورات التي تقع بالقرب من مدينة سانتياغو دي كوبا، ويوجد بها العديد من الغابات الاستوائية وغابات السحب والمناطق الساحلية والكهوف التي تتضمن العديد من الكائنات التي على وشك الانقراض مثل الخفافش والعناكب، وأكثر ما يذهلك وجود العشرات من الديناصورات المنحوتة من الحجر في شكل يدل على إبداع وروعة مصمميها، وهناك مدينة سينفويغوس وفيناليس والعشرات من المناطق التي يجوبها السياح من مختلف دول العالم.

• ماذا عن الطقس في كوبا؟

- معتدل في جميع الأوقات وفي الشتاء تصل الحرارة لـ10 درجات، وفي الصيف الى 35 أحيانا، ولذلك يعتبرها الأوروبيون والكنديون والارجنتينيون وجهة مفضلة لهم خلال الشتاء.

خوسيه مارتي بطلنا الوطني ... وكاسترو أعظم مواطنينا



تصادف اليوم ذكرى وفاة القائد الأشهر عالميا فيدل كاسترو. ورداً على سؤال ما الذي يعنيه كاسترو للشعب الكوبي، قال السفير إن «كاسترو هو دليلنا، فقد كان يعلم حاجاتنا ونظم حياتنا وطور بلدنا، وحقق الكثير لاستقرارنا، لذلك نعتبره أعظم كوبي ولد في تاريخ البشرية، وكما تعلم ان بطلنا الوطني هو خوسيه مارتي، الا أن أعظم مواطن كوبي بالنسبة لنا هو فيدل كاسترو، فهو من علمنا كيف نفكر وكيف نتصرف بطريقة صحيحة وبعزة نفس وتعاون بيننا، وزرع في قلوبنا الرحمة على الآخرين، ولم نكن لنحقق ما حققته كوبا من انجازات لولاه، فلدينا الآن أكثر من 50 ألف دكتور، بخلاف الممرضات يعملون حول العالم، وفي هافانا نحو 121 ألف طالب من مختلف دول العالم يدرسون الطب في كوبا، ومنهم طلبة من الولايات المتحدة، وهذه كانت احدى استراتيجيات الزعيم كاسترو.

السفير فرناندو مازا



درس السفير فرناندو مازا العلاقات الدولية في العاصمة الكوبية هافانا 1992، وكانت المكسيك محطته الديبلوماسية الأولى واستمر فيها لمدة 6 سنوات، ومن ثم إلى الولايات المتحدة حتى عام 2000، وفي عام 2007 اصبح قنصلا لبلاده في سورية وبعدها كسفير لدى موسكو في عام 2011.

وفي عام 2017 تم اختياره للذهاب للكويت، وهو يتحدث بعدة لغات منها الاسبانية والانكليزية وقليل من الروسية، إلا انه واجه صعوبة في تعلم اللغة العربية.