حوار / «عائد إلى الجزء الثاني... لكنني لا أعرف بعد بأيّ طريقة»
عبده شاهين لـ «الراي»: «انقهرتُ» من مشهد موتي في «الهيْبة»
| بيروت - من هيام بنوت |
1 يناير 1970
03:06 م
باختصار: الدراما اللبنانية تعاني أزمة اختيارٍ على صعيد النصّ والموضوع والممثلين
أغلب نجوم الدراما في لبنان يقدّمون الكاراكترات نفسها في كل أعمالهم ولو اختلفتْ الأدوار
أثق بـ «صباح ميديا» وهوزان عكو وكل فريق العمل... وهم لن يقبلوا عودتي إلى «الهيبة» إلا بطريقة مُناسِبة ومُقْنِعة
عودتي إلى الجزء الثاني من «الهيْبة» لن تكون على طريقة أبو عصام في «باب الحارة»
عبده شاهين يفاجئ الجميع، ويعود إلى «الهيبة» في رمضان المقبل!
فبعدما برز اسم الممثل اللبناني عبده شاهين بقوّة من خلال مسلسل «الهيبة» الذي حقّق نجاحاً لافتاً في رمضان الماضي، كشف الفنان النقاب عن أنه سينضمّ إلى الجزء الثاني من العمل الذي سيُعرض في رمضان المقبل، وتنبع المفاجأة من أن الشخصية التي جسدها شاهين انتهى المطاف بمقتلها مع نهاية الجزء الأول!
وفي حين نفى شاهين علمه - حتى الآن - بالطريقة التي سيعود بها إلى الجزء الثاني من «الهيْبة»، شدد على أن عودته لن تكون بالقطع على الطريقة التي عاد بها أبو عصام في «باب الحارة».
«الراي» التقت شاهين، الذي يطلّ حالياً من خلال مسلسل «محرومين» بدورٍ مناقض تماماً للشخصية التي أداها في «الهيبة»، فأوضح أن «محرومين» كان قد انتهى تصويره قبل «الهيبة»، مشيراً إلى أنه لو حصل العكس لكان طالب بمساحة دور أكبر، وأجرى تعديلات على الشخصية وقدّمها بطريقة مختلفة، ولما كان ذهب حتى النهاية في تقديم الكوميديا. وتطرق إلى نقاط أخرى تأتي تفاصيلها هنا:
• أنتَ تألّقتَ كممثّل لبناني في مسلسل «الهيبة»، ونلتَ شعبية واسعة من خلاله لبنانياً وعربياً، فهل كنتَ في حاجة إلى الظهور في عمل عربي، مع أن إنتاجه لبناني كي تَبرز كممثل، وهل هذا يعني أن الدراما اللبنانية لا تعرف كيف تضيء على ممثليها وتنصفهم؟
- السؤال أكبر مني، ولكنني سأتحدث من وجهة نظر أكاديمية باعتبار أنني خريج معهد فنون وابن المسرح. باختصار: الدراما اللبنانية تعاني أزمة اختيارٍ على صعيد النصّ والموضوع والممثلين، ولكن لا شك أنه توجد طاقات في لبنان وإن كان لا يوجد بحث دقيق عنها.
• ولكنك شاركتَ في مسلسل لبناني يُعرض حالياً بعنوان «المحرومين»؟
- صوّرتُ «محرومين» قبل تصوير مسلسل «الهيبة»، كما أنني شاركتُ في مسلسل «علاقات خاصة» و«نص يوم» الذي عُرض في رمضان 2016 وقدّمتُ «كاراكتر» مختلفاً تماماً عن «الهيبة» و«محرومين».
• هل هذا يعني أنك لم تكن لتشارك في مسلسل «محرومين»، لو عُرضت عليك المشاركة بعد عرْض مسلسل«الهيبة»؟
- بل كنتُ شاركتُ فيه لأن الدور استفزني، ولكنني كنتُ سأطالب بمساحة دور أكبر، كما كنتُ سآخذ في الاعتبار أكثر وجهةَ نظر الجمهور، لأننا عندما نشارك في عمل مسرحي نراعي وجهة نظر الجمهور الأول. ربما كنتُ لعبت الدور بشكل مختلف ولم أذهب بالكوميديا حتى النهاية. لا أعرف كيف كنتُ قدّمتُه ولكن لا شك في أنني كنت سأغيّر فيه الكثير.
• هل هذا يعني أن مسؤوليتك أمام الجمهور صارت أكبر وكانت أقل قبل «الهيبة»؟
- طبعاً. إذ كنتُ شعرت بمسؤولية أكبر تجاه الجمهور لأنني شاركتُ في «الهيبة»، ولم أكن لأقدّم فجأة دوراً مناقضاً له تماماً.
• هل أنتَ نادم؟
- كلا لستُ نادماً لأنني ممثّل، وفي المسرح تركيب الكاراكتر هو الأساس. لا مشكلة عندي في المخاطرة، ودوري في «محرومين» كان فيه نوع من المخاطرة.
• ولكن الناس أَحبوا دورك فيه؟
- لعل الأمر كذلك. فأنا لم تصلني ردود فعل سلبية حتى الآن، وبذلت جهداً كبيرا للعب هذا الدور، والممثل يجب أن يكون حريصاً على التغيير وألا يخاف هذا التغيير حتى لو لم ينجح.
• اللافت أن هناك ممثلين يظلون أسرى شخصيات معينة؟
- أغلب نجوم لبنان في الدراما يقدّمون الكاراكترات ذاتها في كل أعمالهم، ولو اختلفتْ الأدوار.
• نساءً ورجالاً؟
- طبعاً، ولكنني لا أريد أن أظلم كل الممثلين. أنا أيضاً وقعتُ في المشكلة نفسها لأنه كان يُعرض عليّ دائماً تقديم شخصية الرجل الشرير.
• ستشارك في الجزء 2 من «الهيبة»، وهناك من أبدى استعداده لدفْع 10 آلاف دولار من أجل أن تكون فيه. هل هذا الكلام صحيح؟
- هذا الكلام نُشر على «السوشيال ميديا». هو «سكّر راسه لأنو شاهين مش راجع في الجزء الثاني». لا أعرف إذا كان جدياً أم مجرّد مزاح.
• هل كان هناك خَطَر ألا تشارك في الجزء الثاني، وخصوصاً أن المُشاهد استنتج أنك قُتلتَ في الجزء الأول؟
- لا أعرف ما الطريقة التي سأعود من خلالها إلى الجزء الثاني، ولكنني أثق بـ «صباح ميديا» والكاتب هوزان عكو وكل فريق العمل الذين لن يقبلوا إلا أن تكون عودتي بطريقة مُناسِبة ومُقْنِعة.
• تقصد مثل عودة أبو عصام في «باب الحارة»؟
- من المؤكد أنها لن تكون كذلك.
• هل كنتَ ستغضب في حال تَقرر عدم مشاركتك في الجزء الثاني؟
- طبعاً. أنا «انقهرت» من مشهد موتي في الحلقة الأخيرة عندما علمتُ أن هناك جزءاً ثانياً، مع أنني أحببتُ هذا المشهد كثيراً واشتغلتُ عليه وعلى تفاصيله الدقيقة.
• هل ستباشرون التصوير بداية 2018؟
- في الشهر الأول من السنة الجديدة.
• في رأيك ما سرّ نجاح «الهيبة» الذي لا يزال محطّ حديث الناس حتى اليوم؟
- يكمن سرّه في اختيار الموضوع وتشريحه. أتمنى على الدراما اللبنانية أن تضيء على المواضيع المهمة في لبنان التي نسمع بها ولا نشاهدها، بينما وظيفة الدراما هي الإضاءة عليها.
• تقصد أن جرأته هي سبب نجاحه؟
- اختيار الموضوع ومعالجته بطريقة جريئة أثارت الجدل حوله. هذه المرة الأولى التي تجري فيها معالجة مثل هذا الموضوع في لبنان. والمفارقة أنها كانت المرة الأولى التي نشاهد فيها ممثلين لبنانيين في نصّ حقيقي، وكلّهم أدوا بشكل رائع. عناصر العمل يجب أن تكون متكاملة كي يبرع الممثل. أنا ممثّل والدراما هي لعبة ممثّل أيضاً، ومهما كان النص جيداً ومهما بذل المخرج جهداً، فإن الدراما اللبنانية من دون ممثل لا وجود لها.
• ماذا تشاهد على الشاشة؟
- ما أُشاهده لا يُقْنِعُني. مهما كان الممثّل جميلاً ومهما ارتدى ملابس فخمة، إذا لم يتمكّن من إقناع المشاهد، فلا معنى له كممثل. التمثيل مسؤولية وأنا لا أعمّم بكلامي. هناك شباب ينتظرون فرصاً والتجربة تعلّم. لماذا لا يفسحون المجال أمام صبايا وشباب كي يجرّبوا؟ أنا لا أحصر كلامي في الأكاديميين فقط، ولكن لا بد من إتاحة الفرصة أمام الوجوه الجديدة كي تجرب وتبرهن على قدراتها ولو من خلال مَشاهد محدودة.
• المُنْتِجون يقولون إنهم يريدون ملكات جمال وممثلات جميلات للتسويق لأعمالهم؟
- يوجد في الجامعة اللبنانية فتيات جميلات. الدراما السورية والمصرية ليست قائمة على ملكات الجمال.
• هل لديك أعمال أخرى إلى جانب «الهيبة»؟
- هناك فيلم لبناني بدأنا التحضير له مع ليال راجحة، ويشارك فيه بديع أبو شقرا وداليدا خليل.
• ودرامياً؟
- وقّعتُ حصرياً مع «الصباح ميديا» لرمضان 2018.