مقابلة / تحدَّثتْ عن مسرحيّتها الجديدة «ولو داريت عنك حبي»

رولا حمادة لـ «الراي»: الدراما اللبنانية تتحسن... وأنا متفائلة

1 يناير 1970 03:34 م
أقدّم مسرحاً واقعياً نعيشه ولكن بشكل كوميدي

المسرح يعيد «نفض» أدواتنا كممثلين ويساعدنا على تأهيل أنفسنا من أجل التلفزيون

كل المسرحيات التي قدّمتُها في الفترة الماضية حظيت بحضور عالٍ يشجّعني على تقديم المزيد
«الدراما اللبنانية في تحسن مستمر، شاء من شاء وأبى من أبى»!

إنها الكاتبة والممثلة رولا حمادة، تتحدث بنبرة قاطعة لا تقبل الجدل عن رؤيتها لتطور الفنون الدرامية في لبنان، غير عابئة بأي آراء تنتقص من هذه الدراما.

«الراي» تحاورت مع حمادة التي بدأ أخيراً عرض مسرحيتها الجديدة «ولو داريت عنك حبي»، التي كتبت نصها وتقوم ببطولتها، كما باتتْ تحرص على تقديم أعمال مسرحية بشكل سنوي، إلى جانب حضورها التمثيلي البارز في الدراما التلفزيونية.

في ثنايا حديثها كشفت حمادة النقاب عن شغفها بالدراما كما بالمسرح، مؤكدةً أن هذا الأخير يعيد «نفض» أدواتنا كممثلين، ويساعدنا على تأهيل أنفسنا من أجل التلفزيون، ومردفةً: «إن جمهور المسرح أقلّ بكثير من جمهور التلفزيون، ومَن يشاهد التلفزيون لا يحضر أعمالاً مسرحية بالضرورة، مع أنني أتمنى ذلك لأنه بمنزلة حلم ويتحقّق».

? كيف وُلدتْ فكرة مسرحية «ولو داريت عنك حبي»، وهي العبارة التي ترسّختْ في الأذهان من خلال إحدى أغنيات محمد عبد الوهاب. ولماذا هذا العنوان تحديداً؟

- اخترتُ هذا العنوان للمسرحية لأنه يَعكس مضمونها. كل المسرحية تقف عند هاتين الجملتين: «ولو داريت عنك حبي تفضحني عيني بهوايا». هذه المسرحية وُلدت من فكرة أعطتْني إياها امرأة حضرت مسرحيتي التي عرضتُها العام الماضي. تلك المرأة قدّمتْ لي ملاحظة ومن خلالها قررتُ أن أقدّم مسرحية «ولو داريت عنك حبي».

? لا شك أن هناك رسالة اجتماعية ترغبين في تقديمها من خلال المسرحية؟

- طبعاً، لأنني أقدّم مسرحاً واقعياً نعيشه ولكن بشكل كوميدي. من خلال الكوميديا أوجّه رسائلي الاجتماعية للناس.

? عندما يُقدم العمل الفني الذي يعكس قضية اجتماعية بشكل كوميدي، هل يصبح الواقع أقل وطأة أم أكثر سخرية؟

- عندما تُقدّم الأمور بشكل فكاهي يتمّ تقبُّلها أكثر من تقديمها بشكل جدي. وفي المسرحية هناك موضوعان أضيء عليهما، سأذكر أحدهما ونترك الثاني كي لا نفشي سرّ المسرحية للمُشاهد. ويتمحور الموضوع حول التبني، من منطلق أن الأهل الذين يتبنون أطفالاً والأولاد المتبنَّون، يعانون نفس مشاكل الأهل البيولوجيين والأولاد البيولوجيين، لأن ظروف الحياة هي التي تسبب لنا المشاكل، وليس كوننا أنجبنا أولادنا أم قمنا بتبنيهم، واليوميات هي التي تجعل يومياتنا يوميات أمومة وأبوّة.

? في الأعوام الأخيرة، تبدين حرصاً أكبر على الظهور على المسرح؟

- هذا صحيح. أنا أظهر بقدر المستطاع.

? لماذا هذا الإصرار، هل لأنه المكان الذي تعبّرين من خلاله عما تفكرين فيه ولكن بصوتٍ عالٍ؟

- توقفتُ وابتعدتُ عن المسرح عدة سنوات، لأنني شعرتُ بأنه لا داعي لبذْل مجهود كبير ما دام لا يوجد حماس لحضور أعمالٍ مسرحية، ولكن في الفترة الأخيرة انتعش المسرح بفضل جهد الجيل الشاب الذي يريد ان يَكتشف ويَعرف ويُشاهِد. فكما هو بادر إلى القيام بخطوة تجاهنا وجدتُ أننا يجب أن نبادلهم مبادرتهم بخطوة. الحمد لله، كل المسرحيات التي قدّمتُها في الفترة الماضية حظيت بنسبة حضور عالية، وهذا الأمر يشجّعني على تقديم المزيد منها، لأن المسرح ليس مكلفاً، والمسرح الذي أقدّمه عبارة عن أعمال صغيرة «على قدّنا» ولا تحتاج إلى إنتاج كبير، ونحن قادرون عليها.

? يشارككِ في المسرحية وجهان جديدان، فهل ترين أن المسرح يقدّم فرصاً للجيل الشاب من الممثلين لا تقدمها له الدراما التلفزيونية؟

- يستحقّ الجيل الشاب أن يقدّم موهبته، وأن يعبّر عنها، لكن لا أحد يمكن أن يعرف ماذا يمكن أن يحصل لاحقاً. إنها فرصة لـ زينة (السويدي) وفريد (شوقي) وإذا أتتْ بثمار جيدة فهذا عظيم، وإذا حصل العكس، يظل الأمر إيجابياً لأن الظهور على المسرح كل ليلة وممارسة الشغف الموجود عندهما سيساعدهما كثيراً.

? هل تقدّمين الدراما التلفزيونية بالشغف نفسه الذي تقدّمين به أعمالك المسرحية؟

- طبعاً. أحبّ المسرح كما التلفزيون. المسرح يعيد «نفض» أدواتنا كممثلين: صوتنا وجسمنا وتعابيرنا. هو يساعدنا على تأهيل أنفسنا من أجل التلفزيون، على الأقلّ بالنسبة إليّ. جمهور المسرح أقلّ بكثير من جمهور التلفزيون، ومَن يشاهد التلفزيون لا يحضر أعمالاً مسرحية بالضرورة، مع أنني أتمنى ذلك لأنه بمنزلة حلم ويتحقّق.

? ماذا عن الدراما اللبنانية، هل أنت راضية عنها؟

- الدراما اللبنانية في تحسّن مستمرّ وأنا سعيدة بذلك ومتفائلة جداً.

? هناك مَن يقول إن الدراما اللبنانية غير مشاهَدة؟

- هذا غير صحيح. كل محطات التلفزيون اللبنانية تعرض دراما لبنانية بحتة، لأن الناس يتابعونها. هناك وقائع واضحة وصريحة. الدراما اللبنانية تتحسن، شاء مَن شاء وأبى مَن أبى. ولكن كم تبلغ نسبة التحسن، فهذا شأن آخر. الدراما اللبنانية باتت تطرح مواضيع جديدة كما أن إنتاجها أصبح أفضل. ومع أن هذا الكلام لا ينطبق على كل المسلسلات، ولكن صار هناك تَنوُّع ولم نعد نشاهد لوناً واحداً أو طريقة إنتاج واحدة أو طريقة تصوير واحدة، وأتمنى أن يتحسّن الوضع أكثر سنة بعد أخرى.

? تظهرين درامياً كما مسرحياً بشكل جيد، ولكن ألا ترين أنك قصّرتِ في فترة من الفترات الماضية؟

- كلا لم أقصّر، بل انسحبتُ كي أربّي ابني. كان ابني في حاجة إليّ ولم يكن في مقدوري أن أترك أحداً آخر يقوم بتربيته. هو كان خياري ولستُ نادمة عليه أبداً، بل على العكس أنا فخورة جداً لأنني ربيت ابني بنفسي، وعندما وجدتُ أنه لم يعد في حاجة إليّ بشكل دائم كما في السابق، قررتُ العودة.

? هل نفهم أنك لم تنسحبي لأنك لم تكوني راضية عن الدراما؟

- أبداً، وكي لا نقول الأشياء مواربةً، في الفترة التي ابتعدتُ فيها لم أخسر شيئا فنياً، لأن الإنتاج الدرامي في لبنان لم يكن في أفضل أحواله. توقيت ابتعادي كان عظيماً، ولم أحزن قط، لأنني لم أشعر بأنني فوّت على نفسي أعمالاً تستحق الندم عليها.

? ماذا تحضّرين لرمضان 2018؟

- لا أعرف حتى الآن. النصوص لا تزال في طور الكتابة، عدا أنني لا أملك الوقت الكافي للقراءة. بعد افتتاح المسرحية، يمكن أن أرتاح وعندها لكل حادث حديث.