سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / «بوعرام» المعاهد
1 يناير 1970
02:15 م
المعاهد الاسم الأول لمدارس التربية الخاصة، و«بوعرام» في لهجتنا الجميلة هو الباص الكبير، وكان التلاميذ في مدارس التربية الخاصة ينقلون إلى مدارسهم من بيوتاتهم عن طريق الباصات ولا يزالون، فقد خصص في عقد الستينات من القرن الماضي، عندما كان الأستاذ عبدالعزيز الشاهين مديراً للمعاهد الخاصة، لكل مدارس البنين باص يقل تلاميذ منطقة أو أكثر، وكذلك باص آخر يقل التلميذات لمنطقة أو أكثر، ثم جاء الأستاذ محمد حمد الحميدي مديراً لمدارس التربية الخاصة في عقد الثمانينات من القرن الماضي حيث بدل اسم المعهد إلى مدرسة، وكذلك شكل الأستاذ الحميدي لجنة من المتخصصين التربويين والاجتماعيين والنفسيين لدراسة أوضاع التلاميذ في الحافلات، حيث خصص لكل مدرسة باصات خاصة بها، وكذلك وضعت مواصفات خاصة لباصات ذوي الاحتياجات الخاصة، ثم شكلت الأستاذة سعاد الفارس في عقد التسعينات من القرن الماضي، عندما كانت مديرة للتربية الخاصة، لجنة لمرافقي التلاميذ في الباصات، ووضعت مواصفات لأولئك المرافقين، ولكن لم تتمكن وزارة التربية من أن تخصص مرافقين لجميع الباصات إلا لبعض باصات مدارس البنات، ما أدى الأمر إلى أن يُكلف بعض المعلمين بمرافقة التلاميذ لبعض الباصات التي ربما تحدث فيها بعض المشاكل.
وفي هذه الأيام، وفي هذا العام بالذات كثير من المشاكل والصعوبات والعقبات في عملية نقل تلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة، فقد أتوا بحافلات ليس فيها أي صفة من صفات ومواصفات حافلات ذوي الاحتياجات الخاصة، وكذلك أعدادها أقل من الأعداد المطلوبة، ما جعل التلاميذ وأولياءهم يعيشون في ابتلاء، وافتقاد بل افتقار لهذه الخدمة الضرورية والأساسية من الخدمات التربوية، وحتى المعلمين لم يرافقوا التلاميذ في الحافلات لهذا العام، لأنهم يقولون ان الوزارة لم تصرف لهم مكافآت.
هكذا الخدمات التربوية والإنسانية في هذه الديرة الطيبة، التي صدرت الثقافة والفكر لجميع الدول في مضمار التربية الخاصة، أبناؤها يحتاجون إلى أهم وأبسط رعاية، وقد ضربت بجميع الجهود والأفكار عرض الجدار، وأصبح الصرح التربوي الذي يزوره كل زائر مهم يزور دولة الكويت قديماً، لأن هذا الصرح من أهم الصروح التربوية في الوطن العربي، آه ثم آه يا مدارس التربية الخاصة، أعتقد بل أنا متأكد ان معالي وزيرة التربية وزيرة التعليم العالي الأستاذة نورية الصبيح، وكذلك «لجنة شؤون ذوي الاحتياجات الخاصة» في مجلس الأمة لن يجعلوا هذا الوضع قائماً على ما هو عليه، إنما لا شك بأنهم سيهبون لانتشال أبنائنا من ذوي الاحتياجات الخاصة حتى تكون مراكزهم التربوية منارة للعلم والثقافة في وطننا العربي بل للعالم بأسره. والله من وراء القصد.
سلطان حمود المتروك
كاتب كويتي