وقت المصائب تعرف الصديق من غيره!
| عبدالله بن خالد شمس الدين |
1 يناير 1970
07:25 ص
قالوا في الأمثال: «يعطيني شرقه بريقي/ نعرف مَن حبيبي مَن صديقي».
ويقول بعضهم: «يعطيني شرقة بريقي نعرف عدوي من صديقي».
وفي مصر: «الله يخليك يا شدة، ياللي تبيني ده من ده».
وقال الشاعر:
جزى الله الشدائد كل خير، وإن كانت تغصصني بريقي. وما شكري لها حمدا، ولكن عرفت بها عدوي من صديقي.
فالناس في وقت المصيبة أصناف:
منهم من يقف بجانبك ويساعدك إما مساعدة حسية وإما معنوية.
ومنهم من يود ذلك لكن ليس لديه ما يمكن أن ينفعك به... وقد يذكرنا بالمثل: «جبتك يا عبدالمعين تعيني لقيتك عايز تنعان». مع التنبيه أن «المعين» ليس من أسماء الله، وإنما من أسمائه «المستعان».
ومنهم من لا يساعدك ولو بشطر كلمة!
ومنهم من يتخذك صاحبا للضحك والسهر فحسب، كما قالوا: «أنا مع خوالي إذا جر الصحن، ومع عماني إذا جر الطعن».
ومنهم من يصد عنك كأنك مجرم أو عدوه اللدود، الذي قتل أبناءه وأخذ أمواله.. كما قالوا: «عند الشدايد تظهر الأحقاد».
وقد قالوا في مصر: «اذا لم تكن لي والزمان شرم برم، فلا خير فيك والزمان ترللي». شرم برم: وقت الشدة. وترللي: الرخاء.
فكل شيء فيه فوائد... ومصائب قوم عند قوم فوائد!
وجزى الله الشدائد كل خير، فقد عرفت بها عدوي من صديقي!