OFF SIDE / رسالة إلى صديقي ... مشجع منتخب إيطاليا
| سهيل الحويك |
1 يناير 1970
05:10 م
تحيّة،
لا أعلم من أين أبدأ وأنا على يقين بأن الدموع ما انفكت تغالبك.
أدرك بأن هذه الرسالة قد تضيع بين رسائل أخرى وصلتك، معزّيةً أو متهكّمة، بيد أني آثرت الكتابة لكوني، قبل كل شيء، أشبهك كمشجع وفيّ لكرة القدم، تختلجني مشاعر «فريدة» إزاء تلك الرياضة التي تتجاوز إطار «مجرد لعبة».
بعد تتويج إيطاليا في مونديال 2006، شعرتُ وكأن منتخبك المفضل تجاوز مرحلة العجز عن التعبير عن نفسه.
منذ ذلك الحين، لم أشعر بأن ثمة «جديداً» حلّ بالـ «آزوري» رغم تعاقب الأسماء الكبيرة القادرة على الولوج به أعلى المنصات.
ما كان يجدر أن تشكل السويد خطورة على منتخبك. أثمّة دافع أكبر لإيطاليا من الوصول الى المونديال؟
صدقني، لا تنفع تلك الملامح «الصارخة» خلال عزف النشيد الوطني في شيء.
تذكر كيف دخل الطليان ملعب نهائي «يورو 2012» كالمجانين وخرجوا منه مسحوقين برباعية اسبانية.
الانفعال قبل المباراة، وتحديداً خلال أداء النشيد، لتبيان حب الوطن، هذا لا يجدي نفعاً.
أتذكر منتخب البرازيل قبل المباراة أمام المانيا في نصف نهائي مونديال 2014؟ دخل لاعبوه حاملين قميص نيمار الغائب بداعي الإصابة. ما زالت صورة دافيد لويز راسخة وهو يتلو النشيد البرازيلي، قبل أن يخرج مع زملائه في النهاية بخفي حنين إثر السقوط 1-7.
لا أنسى، في المقابل، الالماني ماريو غوتسه الذي استذكر صديقه ماركو رويس في نهائي المونديال ذاته، ولكن بعد المباراة وليس قبلها.
فقد حرمت الإصابة رويس من «العرس العالمي». وخلال احتفالات الألمان بالكأس على استاد «ماراكانا»، حمل غوتسه قميص المنتخب التي تحمل اسم رويس في لفتة لاقت استحسان الجميع.
صديقي، في كرة القدم، يجدر رمي العواطف جانباً، وإنْ إلى حين إتمام مهمة أو تحقيق إنجاز.
خرجت إيطاليا من الدور الأول للمونديال في 2010 و2014 وخسرت امام اسبانيا برباعية في نهائي «يورو 2012»، ثم سقطت للمرة الاولى امام المانيا في بطولة رسمية وذلك في ربع النهائي «يورو 2016».
كانت مؤشرات على أن الآتي أعظم، وفعلاً حصل ما لم يكن في الحسبان، وفشلت ايطاليا في الوصول الى كأس العالم في روسيا، بقيادة جيانبييرو فنتورا (69 عاما)، المدرب «العادي» الذي أثبتت الأيام أنه لا يساير الكرة الحديثة بل أنه رهينة «المدرسة القديمة».
ليس عذراً فشل الفريق في التأهل المباشر بسبب وقوعه في مجموعة واحدة مع «لا روخا»، خصوصاً أن خبرة الطليان في هكذا استحقاقات مفترض أن تكون أكبر مقارنة بمنتخب اسباني يعيش مرحلة إحلال.
ليوناردو بونوتشي (30 عاما)، جيورجيو كيلليني (33 عاما)، أندريا بارزالي (36 عاما)، هذا هو خط الظهر «العجوز» في «المنتخب الأزرق».
وهل يفيدنا هنا التشديد على أنه كان يجدر بفنتورا اعتماد أربعة مدافعين في إياب الملحق، والزج بلورنزو إنسينيي أساسياً؟
قبل سنوات، قال المدرب الفذّ أريغو ساكي، إن المشكلة تكمن في عدم تسليم إيطاليا بالتخلف مقارنة بأترابها في أوروبا.
وتابع: «أصبحت الفرق الايطالية أكبر سنا وبات الامر طبيعياً في بلد يعشق كرة القدم لكنه لا يعتبرها رياضة ذات قواعد يجب الالتزام بها. كرة القدم بالنسبة لنا ظهور اجتماعي، وعلينا أن نفوز دائما لنثبت أنه لا ينقصنا شيء. الفوز هو الحل الوحيد ونحن نبحث عن تحقيقه عبر وسائل نجيدها هي الخبث وفن تسيير الأمور. ومع العجز في الميزانيات، بات كل ما يشغل بال الأندية هو البقاء في دائرة الضوء بعيدا عن واجب الانفاق على المنشآت والناشئين».
ويضاف الى ما قاله ساكي، سلسلة فضائح ضربت الكرة الإيطالية في السنوات الأخيرة وسوء ادارة الاتحاد.
لقد صل انعدام الثقة في المنتخب مستويات غير مسبوقة بعد ان كشف استطلاع لصحيفة «لا غازيتا ديللو سبورت» اقيم بعد جولة الذهاب من الملحق ان 75 في المئة من الإيطاليين يقرّون بـ«أننا لن نتأهل».
لا شك في ان دموع بوفون أضنتك. رؤية ذاك الحارس العملاق (39 عاما)، يعدو الملعب في اللحظات الاخيرة في محاولة لمساعدة زملائه على التسجيل ستبقى راسخة.
صديقي، ستبقى إيطاليا كبيرة، إنما عليك بالانتظار، علّ اتحادها يعي الكارثة التي خلّفها تخلفه عن ركب دول تخطته بأشواط، تاركاً للاعبيه متعة «الصراخ» قبل المباراة... وحسرة الخيبة بعدها.
SOUSPORTS@