دريان استقبل البخاري... وميقاتي ليس في وارد الترشح لرئاسة الحكومة

دار الفتوى تدعم السعودية «الحريصة على استقرار لبنان»

1 يناير 1970 08:11 م
شهدتْ دار الفتوى أمس حركة ديبلوماسية وسياسية بارزة في سياق مواكبة تطورات ما بعد الاستقالة - الصدمة لرئيس الحكومة سعد الحريري وترتيب البيت السني في ضوئها.

وكان الأبرز في هذا السياق استقبال مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان القائم بالأعمال السعودي في لبنان الوزير المفوض وليد البخاري، الذي كانت تردّدت إشاعات حول مغادرته بيروت مع طاقم السفارة في أعقاب إعلان الحريري استقالته.

وشكّل استقبال البخاري وما أعقبه من كلام لمفتي الجمهورية إشارة متقدّمة الى دعم دار الفتوى المملكة العربية السعودية في مواقفها من الواقع اللبناني كما تغطية المرجعية الدينية السنية للرئيس الحريري في اندفاعته المباغتة وخلفياتها.

وأكد دريان ان «ما تشهده الساحة اللبنانية اليوم هو أمر خطير يتطلب مزيداً من الوعي والحكمة والوحدة الوطنية بين اللبنانيين»، مشدداً على ان «استقالة الرئيس سعد الحريري من الحكومة شكّلت صدمة ولم تأت من فراغ، ونحن نؤيده وندعمه ونتفّهم هذه الاستقالة وينبغي أن نعالجها بالروية والحوار»، معتبراً ان «لبنان هو لجميع أبنائه»، ومشيراً إلى أن «المملكة العربية السعودية حريصة على أمن واستقرار لبنان وتريد للبنان الخير، كما تريده لسائر البلدان العربية التي تربطها علاقات أخوية مع لبنان واللبنانيين».

وفي موازاة ذلك، لفتت زيارة الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي لدار الفتوى التي أكد منها أنه طرح مبادرة أشارت معلومات الى انها تقوم على تشكيل حكومة حيادية من غير المرشحين للانتخابات النيابية، نافياً ان يكون بوارد الترشح لرئاسة الحكومة (على غرار ما فعل بعد انقلاب «حزب الله» وحلفائه على حكومة الحريري في يناير 2011) لا من قريب او بعيد «والمبادرة التي طرحتُها على صاحب السماحة للخروج من الأزمة، ولا أريد الافصاح عنها كاملة، لا تتضمن ان أكون مرشحاً لرئاسة الحكومة في الوقت الحاضر، لأنني سأكون مرشحاً للانتخابات النيابية المقبلة في مدينتي طرابلس».

وكشف ميقاتي ان الحديث مع مفتي الجمهورية تناول شؤون الطائفة السنية «فأكدت لصاحب السماحة ضرورة الحفاظ على وحدة الطائفة، وفي هذا الظرف بالذات فإننا يد واحدة تحت سقف دار الفتوى، ولا يعتقد احد انه قادر على الاستفراد بأحد. طلبت من صاحب السماحة دعوة المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى الى الاجتماع بكل اعضائه كي نؤكد خلال الاجتماع على وحدة الصف ونجدد الالتزام بوثيقة الثوابت الوطنية التي كنا اعلنا عنها من دار الفتوى قبل أعوام».

وحين سئل: هل يمكن لشخصية سنية ما أن تترشح؟ اجاب: «لن نسمح بأي شكل بالفراغ على صعيد رئاسة الحكومة. لبنان بلد توازنات وعلينا العمل لتتولى المركز الشخصية المناسبة التي نتفق عليها تحت سقف دار الفتوى».

وأضاف «أشعر مع الرئيس الحريري في خلفيات استقالته وأتمنى أن نفهم منه مباشرة أسباب الاستقالة، ونحن معه في ما يراه مناسباً».