قبل الجراحة
أحلام جاسم
| وليد التنيب |
1 يناير 1970
08:28 م
هناك العديد من الأمور أنت تؤمن بها ولديك قناعة تامة بصحتها، لكن من الناحية الأخرى هناك من لا يشاركك الرأي نفسه... قد لا يشاركك الرأي ويكتفي بالسكوت، وهناك من لا يشاركك الرأي ويتهجم عليك.
صاحبنا جاسم...
جاسم يؤمن بالأحلام وتفسير الأحلام، يبحث عن تفسير أي حلم يحلمه... وإن كان جاسم قليل الأحلام...
جاسم يبحث عن تفسير لآخر أحلامه...
يقول جاسم إنه حلم أن المجلس بغالبية أعضائه قدموا استجوابات للحكومة... استجوابات لكل أعضاء الحكومة بلا استثناء، حتى الرئيس قُدم له استجواب.
وقررت الحكومة الرد على كل هذه الاستجوابات بلا استثناء، والأهم تفنيد كل ما جاء في هذه الاستجوابات...
كان معظم الأعضاء قد حسموا أمورهم على طرح الثقة في أي وزير لا يوقع معاملاتهم أو لا يسهل مناقصاتهم...
كتب طرح الثقة كالعادة وقعت وأصبحت جاهزة قبل أيام من بدء الاستجوابات!
القاعة غصت بالمشاهدين وعند كلام أي من الأعضاء تضج بالتصفيق... وعندما يبدأ الوزراء في الرد تبدو القاعة شبه خالية ولا أحد يستمع لرد الوزير إلا الوزراء...
قُدمت في النهاية كتب طرح الثقة، لكن المستغرب أن رئيس الوزراء والوزراء جميعاً لم يهابوا طرح الثقة، إنما وقفوا فريقاً واحداً متضامناً ومتماسكاً لا يخشى الاستجوابات والأهم لم يهابوا طرح الثقة.
موقفهم هذا أعاد الثقة وأعاد الأمل لأهل البلد بأن هناك حكومة لا تهاب ولا تخشى التهديد، لأنها حكومة تعمل بإخلاص، حكومة نظيفة اليد، حكومة مكونة من رجال دولة لا يهابون نواباً، بعضهم إن سألته عن تعريف رجل الدول رد عليك بأنه النائب الذي يخلص المعاملات...
استيقظ جاسم من نومه وهو يصرخ عاشت الحكومة وهو مبتسم...
سألته زوجته لماذا كنت تردد عاشت الحكومة؟
بماذا كنت تحلم؟
قص عليها حلمه؟
فنظرت إليه نظرة كلها سخرية، وقالت هذا من الكباب الذي تأكله في الليل...
لكنْ جاسم لم يرد عليها إنما بعد الفطور مباشرة اتصل بتفسير الأحلام...
بعد أن قصّ عليه جاسم حلمه، قال له من حقك أن تحلم بحكومة قوية لا تهاب المجلس، لكن حلمك هذا «نقعه واشرب مايه» وهذي نصيحة.
فلكي تكون عندك حكومة من رجال الدولة فعلى الشعب أن ينتخب رجال دولة...
ضحك جاسم، فقد تذكر أن أصوات أهل البلد معظمها تعطى على أساس عائلي أو طائفي أو قبلي أو تتحكم بها جمعيات النفع العام وتحجب الأصوات عن الأفضل...