حديث
علامات تعجب... أم علامات إعجاب
1 يناير 1970
02:18 م
| هناء العنزي* |
لطالما راودتني تلك الفكرة... لا علم لي من أين أتت أو كيف تكونت فكرة أن النساء هن أشبه بمدن... بشوارعها... ومنعطفاتها... بمنازلها... وحاجاتها بل حتى... بمقابرها!
تذكرت قول أم ملك غرناطة حين قالت لابنها عندما سقطت غرناطة من يده، وخسر عرشه... «ابك مثل النساء مُلكاً مضاعاً... لم تحافظ عليه مثل الرجال»!
... هل أنت حقيقة قريبة... قريبة جداً... بحيث أعمت ناظري... فلم أعد أراها!
نعم... بالمناسبة... متى أشفى منك...!
هي لحظات عندما نتراقص فيها على أمواج حزن ذواتنا والآخرين... هي لحظات انهيار الليل!
هي لحظات تأتي كي تذهب... وتذهب كي تأتي...
اذاً... لمَ الغلبة... !
لمَ لا يكون الحب هو بالفعل انبهار موقت بعدٍ تنازلي، ما أن تقترب حتى يتبعثر... وهماً... وينتهي ألماً.
هل أقرُب...!
حقاً... ما الحد الفاصل بين الحب والرغبة، بامتلاك جمال معين...! ما الذي يفصل بينهما... هل هو مصير معجون برغبة ملامسة الكلمات... ولو على عجل... بنوايا مستترة، بنزعة مراوغة... صامتة.
بل هو حرب كر... وفر...
هو مشاريع قصيرة العمر... متناقضة الأطراف... شائكة، فالبداية فيه كالنهاية في حين ان النهاية... هي البداية... يتناوبن بمحض استثناءات عاطفية.
اذاً... لن أقرُب!
كالحرب فعلا يبدأ بجنون... وتطرف، وثورات... ونزعات، وينتهي بخراب، ورماد... ودمار جميل.
تلك هي الوقائع... وليست تلك الحقائق المزورة، والتي كُتبت لتوهمنا بقصص مجنون ليلى ومن بعده.
غريب... كيف نتمرد على الذاكرة في كل مرة، نتراقص على أشلائها... فنعود لنلقي النظرة الأخيرة.
تذكرت أخيراً... قول كاتب فرنسي «لا أذكر اسمه»... قال: «لا تبحث عن الجمال لأنك حين تجده تكون قد شوهت... نفسك...»!
* الجامعة العربية المفتوحة- الأدب الانكليزي