الفرقة اللبنانية العريقة قدمت أجمل عروضها... في مركز جابر الأحمد الثقافي
«كركلا» جابت العالم «إبحار في الزمن» ... على طريق الحرير
| متابعة حمود العنزي |
1 يناير 1970
09:32 ص
فرقة «كركلا» اللبنانية العريقة... جابت العالم وأبحرت في عمق الحضارات، شعراً وغناءً واستعراضاً!
هذا ما حدث، مساء أول من أمس، على المسرح الوطني في مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، خلال حفل فني وثقافي أحيته فرقة «كركلا» بعنوان «إبحار في الزمن... على طريق الحرير».
شهد الحفل، حضور حشد جماهيري غفير، من جميع الفئات والأعمار، حيث تسمر الجميع على مقاعدهم ولم يبارحوا أماكنهم، حتى غادر أعضاء الفرقة خشبة المسرح.
«إبحار في الزمن» هو عنوان لعمل غنائي واستعراضي يبحر جغرافياً وثقافياً في كل مدن العالم، لإعادة أحداث مرت بتاريخ البشر، وأغنت الحياة الإنسانية بعلاقات حضارية وثقافية عميقة، وأسهمت في تشكيل مسار شعوب وعهود مختلفة.
جمع هذا العمل الإبداعي المسرحي عناصر النجاح والحرص على الجودة من نواحٍ متعددة، منها الديكورات الفخمة والموسيقى والإضاءة وغيرها. يبدأ الإبحار من بعلبك، مدينة الشمس التاريخية، التي يزورها سياح من جنسيات مختلفة، إذ يظهر شاب من بينهم اسمه «تيمور» ينفرد من بين رفاقه إثر مشاهدته رجلاً مسناً تملؤه الغرابة... فيلحق به ليجد نفسه أمام عرش جوبيتر وهو القدر الآتي من الغيب، يبحث عن شخص مرصود يبث فيه العزم ليضيء أمامه نور الإنسانية وشغف المغامرة، وقد أدرك أن هذا الشاب مُقدر له أن يصنع مجداً جديداً.
جوبيتر، ينقل تيمور بالزمن إلى الماضي البعيد... ويروي له قصة الميدالية التي يحملها على صدره، ومغامرة جده تيمور الكبير على طريق الحرير.
لوحات فنية متعددة ومبهرة أعادتنا إلى الزمن الماضي، لنشاهد عرساً فولكلورياً، يدور خلاله جدال بين أهل الضيعة المنقسمين بين موافق ومعارض على إرسال بعثة جديدة نحو أقاصي الأرض، وذلك بعد أن باءت الرحلة الأولى بالفشل، وهنا يتقدم تيمور الجد، ليقود هذه المغامرة على طريق الحرير.
وصوب الشرق أبحرت السفينة نحو بلاد عُمان، بحثاً عن ابن ماجد أمير البحار ليكون مرشداً لهم في رحلتهم، يتابعون المسيرة نحو بلاد الهند أرض المحبة والسلام، وصولاً إلى أسوار المدينة القديمة شيّان، في بلاد الصين، حيث يتم إلقاء القبض على جميع أعضاء البعثة، إلا أنه سرعان ما يأمر الإمبراطور بالإفراج عنهم، بعد أن يدرك أن مهمتهم سلمية تحمل عنوان الصداقة بين الشعوب، خصوصاً أنهم من بلاد الحرف... من لبنان.
يقام احتفال كبير ترحيباً بهم، حيث يقدم الإمبراطور ميدالية لتيمور الجد، تحمل الختم الإمبراطوري، لتكون ذكرى لهذه المغامرة.
وبفرح وعنفوان، يعودون إلى موطنهم متجاوزين أخطار صحراء تكلامكان المظلمة التي لا يتجرأ أي مغامر على اجتيازها، ليصلوا من بعدها إلى بلاد فارس أرض التاريخ والحضارات... متابعين إبحارهم حتى تتراءى لهم شواطئ لبنان وأرزه الشامخ.
بالتهليل والفرح ومنتهى الفخر يستقبل الأهالي أبناءهم وضيوفهم العائدين معهم من أطراف بلاد الأرز، مجسدين بنجاح هذه المغامرة العظيمة ليصبح طريق الحرير جسراً لتلاقي حضارات الشعوب.
شارك في هذا العمل المسرحي إلى جانب فريق مسرح كركلا الشهيرة فرق استعراضية من الصين والهند وإيران، فضلاً عن كوكبة من المواهب الفنية من لبنان... من بينهم هدى حداد وإيلي شويري وجوزيف عازار وسيمون عبيد، والصوت التراثي هادي خليل، إلى جانب مشاركة الممثلين الكبار من طراز، رفعت طربيه ومنير معاصري وألكو داوود ونبيل كرم وعلي الزين وروميو الهاشم. وهو من إخراج إيفان كركلا... في حين تولى السيناريو والحوار عبدالحليم كركلّا، وصممت الكوريغرافيا أليسار كركلّا، والشاعر القدير طلال حيدر، الذي أهدى الكويت أبياتاً من الشعر الزلال.