بطاقة / أبو زيد الهلالي
1 يناير 1970
10:02 ص
... هكذا عرفه الناس وتناقلت الأجيال اسمه، حتى طغى اللقب على الاسم. أما اسمه الحقيقي فهو: سلامه بن رزق الهلالي، سمي «أبو زيد» لأنه زاد على أقرانه في ضرب الرجولة والشجاعة والفروسية. والهلالي نسبة إلى «بني هلال»، القبيلة العربية المعروفة.
أبو زيد الهلالي، كان شخصية تاريخية بارزة، كتبت سيرته، شعراً ونثراً، كما لعب خيال المؤلفين فيها دوراً بارزاً، حتى أنك تعتقد أن الشخصية خيالية أكثر من أنها واقعية. وبرجوعنا إلى ما تناقله الرواة من أهل النبط الثقات، نجد أن شخصيته، واقعية لا خيال فيها، لوَّنها دهاؤه والحيلة الواسعة والقدرة على التصرف والحذق وجودة النظر.
هو داهية من الرجال كان ذكاؤه الرديف الحقيقي لشجاعته، فقد كان يواجه أحرج المواقف بذكاء يفوق الشجاعة وإن لزم الأمر اعتمد الشجاعة المنقطعة النظير التي يتمتع بها. كان أسمر اللون يميل لونه إلى السواد، لكنه لم يكن عبداً، وكان لونه سبباً في طلاق أمه، حيث لجأت بولدها إلى الأعداء بعد طرد «رزق» والد أبي زيد لها، حتى كبر الفارس الأسمر وعاد لقبيلته. وقد استغل أبو زيد الهلالي سمار بشرته بإخفاء شخصيته في أكثر المواقف التي تتطلب الحيلة وتخلصه من المواقف الحرجة. وتناقل الرواة عنه حبه الشديد لأجمل فتيات القبيلة «عليا»، وتعلقها به وتبادله للقصائد معها، ومما ينسب إليه:
حمامتين فوق نبنوب دوحه
وراكن فردٍ والحمام جموع
وراكن ما تبكن «عليا» مظنتي
لو كان ما يجري لكن دموع
وقوله أيضاً:
يقولون لي «عليا» نشاش دقه
وأنا أقول ريانٍ من الغي عودها
قولوا لطرد الهوى يطرد الهوى
بالاجهاد عنها لا يرده حسودها
عاش أبو زيد ما بين القرن السابع والثامن الهجري، ولم يكن أميراً لبني هلال بل رقيت به فروسيته إلى مراتب الأمراء. قتل غدراً في آواخر حياته وقاتله هو ذياب بن غانم. وكان لأبي زيد ولد قتل ذياب بن غانم أخذاً بالثأر، وقد عرف عن الهلالي ولعه وحبه الكبير للكرم، ومما يروى عنه حينما قل ما في يده قوله بهذين البيتين من عيون الشعر النبطي:
يقول الهلالي والهلالي سلامه
عليّ الطلاق إن المقل ذليل
ينوض يبغي للمراجل وينثني
كما ينثني بالحمول هزيل
ومما ينسب إليه:
طلبك للممنوع منك سفاهه
وصدك عن اللي صد عنك صواب
لا شفت ناسٍ عنك مغلوق بابهم
ظهور المطايا يفتح الله باب
| ديوان روائع الشعر النبطي |