المشاركون سلّطوا الضوء على تجارب عالمية في صناعة القهوة
هوس الكافيين يسيطر على آخر أيام «تمكين الشباب»
| كتب علي إبراهيم |
1 يناير 1970
11:18 ص
العود: واجهت الخوف بأفكار جديدة
العثمان: من يملك مشروعاً يجب أن يبدأ بتميز وإبداع
سميث: تمكين الموظفين وإلهامهم يعزز صناعتك ونجاحك
شامبرلين: عليك البحث عن المنتج الذي يثير الحماس للنجاح
الساير: أهم جوانب لأي عمل... المنتج والثبات والالتزام
عمت نكهة «القهوة» فعاليات اليوم الثالث والأخير ضمن مؤتمر تمكين الشباب في نسخته السادسة، إذ جاءت أغلب الجلسات الحوارية والسيمنار، بأكثر من طعم للمشروب الأشهر على مستوى العالم، لتسود جرعات متباينة من الكافيين أغلب الحوارات، وتحفز عقول المبادرين الكويتيين، الذين أعلن عدد منهم توجهه نحو إنشاء مقاه جديدة متخصصة في تقديم أنواع جديدة من القهوة لتضاف إلى مبادرات المتحدثين.
وجاءت الجلسة الحوارية الأولى في اليوم الأخير بعنوان «الشركات الناشئة في قطاع الأغذية والمشروبات: تحديات النمو»، شارك فيها كل من الشريك لمؤسس في كاف كوفي، مشاري العود، والشريك المؤسس في شركة «جومو كوفي روسترز» جمانة العثمان، ومالك حق الامتياز في شركة قهوة توبيز استيت، الدكتورة منى الشيخ.
وتحدث العود عن تحول هواية القهوة معه لشكل جدي، فاستقال من وظيفته وأصبح الكافيه هو مصدر دخله، ليبدأ التحدي، لافتا إلى أن الخوف موجود ولكنه أصبح عاملا يدفع نحو التوجه لأفكار جديدة، وكذلك تجاه التوسع.
وألقى الضوء على أهمية فريق العمل والأجواء الإيجابية والعزيمة، لافتاً إلى أن سوق القهوة كبير ومازال يستوعب، وأن العملاء يحبون تجربة الشيء الجديد سواء كان منتجاً أو طريقة التقديم، وهو ما حرص عليه، مبينا أن الأسعار الحالية للقهوة تتضمن مصروفات غير مباشرة كثيرة تصل بها إلى هذا المستوى، مثل الايجارات وما يدفع لمزارع القهوة بعكس الشركات الكبرى التي تمتلك مزارعها. وشدد على ضرورة أن يؤمن الشخص بقدراته وعزيمته، معتبراً أن من يؤمن بالفكرة سيعمل مع صاحبها ليكبر.
من جهتها، أشارت العثمان إلى أنها بالأساس مختصة بالتغذية، ولاحظت وجود نقص في موردي القهوة، لافتة في هذا الوقت إلى أن إبداع الكويتي لا يتوقف، وأن كل فكرة جديدة تؤتي بحصة سوقية، مشجعة من لديه مشروع متعلق بذات النشاط أن يبدأ بتميز، ومشددة على ضرورة الإلمام بـ «البيزنس» وأساسيات العمل التجاري قبل البدء بالمشروع.
ولفتت إلى أن درجة التحكم في منتجاتها عال، فكل فترة تتغير قهوتها وكذلك تضيف منتجات جديدة حتى لا يمل العملاء، وأن القهوة التي تأتي بها ذات جودة عالية ويتم شراؤها عبر مزاد بسعر عال، فيما تستمرأسعار البن بالزيادة.
واستعرضت الصعوبات التي واجهتها، مبينة أنها بدأت نشاطها قبل أكثر من عام، ومنوهة بأنها تواجه مشكلة في تكييف المكان بسبب إحدى الجهات الحكومية، إلا أن الأمر حمل جانباً إيجابياً لدفع التفكير نحو حلول.
بدورها لفتت الشيخ إلى أن مشروع «قهوة توبيز استيت» ذو بعد مجتمعي، إذ يتيح للأهل التجمع وتناول قهوة مميزة أيضاً، مؤكدة حرصها على أن تكون جودة منتجها غير تقليدية، وهو ما حصلت عليه من شركة توبي الأم مع التركيز على الجاب الصحي في المشروبات.
ونوهت بضرورة أن يثقف المبادر نفسه حول المشروع الذي سيقبل عليه، ملقية الضوء على آلية التسعير الخاصة بالمنتجات وما تتضمنه من مصروفات غير مباشرة مثل مصاريف لشحن والدخول والتخليص الجمركي.
واعتبرت أن الشعب الكويتي يحب الجودة، مستبعدة حدوث تكسير للأسعار، وسلطت الضوء على البيروقراطية في عملية الترخيص سابقاً، والتي تطلبت وقتاً ومجهوداً كبيرين مع المتطلبات المرصودة لبدء المشروع.
وشهدت فعاليات اليوم الأخير لقاء مع مؤسس «توبيز ستيت كوفي روسترز»، توبيز سميث، الذي تحدث عن رحلته وبداية عمله وتنقله من مكان لآخر للتعلم عن القهوة، واستذكر حين فتح بيزنس له في كراج لدى والدته وبدأ عبره عمليات التحميص والتعبئة.
ولفت إلى أن العقبات التي كانت تواجهه تتعلق بتثقيف الناس والموظفين بأنواع القهوة، مشدداً على ضرورة أن يكون هناك مرونة مع العملاء لتثقيفهم والحديث معهم عن الشغف بالقهوة.
ولفت إلى أنه ليس متأخراً أن يبدأ أي شخص عمله في هذا المجال بأي وقت، كاشفاً عن أحد الأسرار التي تتلخص في أن عملية تمكين الموظفين وإلهامهم يعزز تلك الصناعة، محذراً من الخوف من مشاركة الخبرات والأفكار.
تلى ذلك سيمنار حول بناء وتطوير العلامة التجارية لمشاريع الأغذية والمشروبات مع الرئيس التنفيذي للخدمات التشغيلية في مطاعم «فايف جايز»، سام شامبرلين، الذي تحدث عن التعريف الرسمي للعلامة التجارية التي تقدم صورة عن منتج يتميز عن منافسيه.
وتناول فكرة الوصول إلى حقيقة العلامة التجارية بافتتاح مكان دون إعلانات أو وجبات مجانية، وتواجد طوابير للانتظار بمعدل ساعتين لطلب الوجبات، وطابور آخر بنفس المستوى لطلب التوظيف، وهو ما يشير إلى قوة العلامة التجارية.
وفي الجلسة الأخيرة من المؤتمر والتي جاءت تحت عنوان «بناء وتطور العلامة التجارية للشركات في قطاع الأغذية والمشروبات»، التي شارك فيها الرئيس التنفيذي لشركة امتيازات الساير، حمد الساير، بحضور رئيس مجلس الإدارة في مجموعة كاريبو كوفي، مايك تاترسفيلد، والمدير التنفيذي في كاريبو كوفي، ساره سبيجل.
وتحدث تاترسفيلد وسبيجل عن أهمية تقدير الموظفين لما حققوه من إنجازات، سواء النجاحات أو الإخفاقات، وبدورها قالت سبيجل «نريد من الناس أن يجربوا أشياء جديدة وأن يكونوا مبتكرين في تفكيرهم، لأنك لن تعرف إلا إذا حاولت، ونحن نريد دفع الموظفين لمحاولة أشياء جديدة وأن نشجعهم على مواجهة التحديات».
وأضاف مايك تاترسفيلد «علينا ألا نخشى الفشل بل علينا التعلم منه لأن أهميته تكمن في أنه يمنحنا الفرصة لكي نخاطر قليلاً»، متحدثاً عن أهمية الثقة بأصحاب الامتيازات المحليين، ومشيداً بحمد الساير وإستراتيجيته ودوره في تقديم خدمات توصيل قهوة «كاريبو كافيه» في الكويت.
من جانبه، أكد الساير أهمية فهم المنتج الذي تبيعه، مشيراً إلى أن أهم جوانب أي عمل هي المنتج والثبات والالتزام، وأضاف «أنا لا أعتبر نفسي رجل أعمال، ولكن هناك روح المبادرة في ما أنجزناه، وإذا كنت لا تفهم المنتج الخاص بك فلن تنجح أبداً».