يقول الشيخ عائض القرني - حفظه الله - في كتابه (لا تحزن): لقد جاء رسولنا صلى الله عليه وسلم إلى الناس بالدعوة الربانية، ولم يكن له دعاية من دنيا، فلم يُلق اليه كنز، وما كانت له جنة يأكل منها، ولم يسكن قصرا، فأقبل المحبون يبايعون على شظف من العيش، وذروة من المشقة، يوم كانوا قليلا مستضعفين في الارض يخافون ان يتخطفهم الناس من حولهم، ومع ذلك احبه اتباعه كل الحب.
حوصروا في الشعب، وضيق عليهم في الرزق، وابتلوا في السمعة، وحوربوا من القرابة، وأوذوا من الناس، ومع هذا احبوه كل الحب.
سحب بعضهم على الرمضاء وحبس اخرون في العراء، ومنهم من تفنن الكفار في تعذيبه، وتأنقوا في النكال به، ومع هذا احبوه كل الحب.
سلبوا أوطانهم ودورهم واهليهم وأموالهم، طرودا من مراتع صباهم، وملاعب شبابهم ومغاني اهلهم، ومع هذا احبوه كل الحب.
ابتلي المؤمنون بسبب دعوته وزلزلوا زلازالا شديدا، وبلغت منهم القلوب الحناجر وظنوا بالله الظنونا، ومع هذا احبوه كل الحب.
عرض صفوة شبابهم للسيوف المصلتة فكانت على رؤوسهم كأغصان الشجرة الوارفة.
وكأن ظل السيف ظل حديقة
خضراء تنبت حولنا الأزهار
وقدم رجالهم للمعركة فكانوا يأتون الموت كأنهم في نزهة، او في ليلة عيد، لانهم احبوه كل الحب.
يرسل احدهم برسالة ويعلم انه لن يعود بعدها إلى الدنيا، فيؤدي رسالته، ويبعث الواحد منهم في مهمة ويعلم انها النهاية فيذهب راضيا، لأنهم احبوه كل الحب.
اطردوا دعاة الفتنة
ان هذه المعاني العظيمة التي جسدها صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وضربوا بها الامثال يعترف بها الكفار قبل المؤمنين ويحسدون هذه الامة على تلك الصحبة التي لم يعرف التاريخ لها مثيلا، ومهما حاول الحاقدون ان يطعنوا بالصحابة رضوان الله عليهم ويشوهوا من صورتهم فلن يفلحوا فقد ارتسمت صور حبهم في قلب كل مسلم واصبحت قدوة له في حياته ومماته، وهم من نقل لنا هذا الدين القويم ودافع عنه ونشره ان الذين يثيرون الفتن حقيقة ويضربون اسفينا في جسد هذه الامة هم من يطعنون بتاريخ هذه الامة ورجالها ونسائها المطهرين ظنا منهم ان هذا الطعن سيفّت في عقيدتنا الراسخة في احباب رسولنا الكريم وازواجه الكرام.
ان طرد ذلك المدعو (محمد باقر الفالي) وامثاله مثل ياسر الحبيب وغيره من الكويت بلد المحبة والوفاء للصحابة هو اوجب الواجبات على كل مسؤول وعلى كل مواطن، فقد تجرأ على الشيخين ابي بكر وعمر رضي الله عنهما وارضاهما وجعل الجنة مأواهما، كما تجرأ على عيسى عليه السلام فقال بأنه يفخر بأن يكون عبدا لعلي بن ابي طالب رضي الله عنه، بل تجرأ على الله فقال بأنه شاعر، وهو الذي اختلق قصة (فاتيما القديسة عند اخوانكم المسيحيين في البرتغال) وهو صاحب المسرحية الفتنة التي عرضها في الكويت عام 1991 في احدى الحسينيات.
د. وائل الحساوي
[email protected]