| د. تركي العازمي |
تعرضت لنقد غير متوقع من بعض الأحبة في لقاء جمعنا مساء الجمعة... بعضهم يريدني أن أكون معارضا و «أدوس»، على حد تعبيره، والبعض الآخر يتساءل عن توجهي «حكومي أم معارض»، وآخر يقول «ليش ما تمدح»... ونحن خارجين قال أحدهم بكل أريحية «خلك على خطك... لا تغير»!
لسنا في مجتمع فاضل ونبحث عن المثالية، ولا الرجال من حولنا جاهزون لقبول النقلة النوعية المؤدية للإصلاح المبتغى.
عبارة «معارض» في المجتمع الكويتي، لا أراها تعكس المعنى الحقيقي لـ «المعارضة الصحية» وعبارة «موالي» كذلك تحتاج إلى فهم! هذا أنا... والتغيير مطلوب بلا شك؟
حتى في معارضتي للأداء الحكومي لا أحاول «التجريح» أو «الدوس». فأنا أعرض بعض العبارات بنكهة ديبلوماسية يفهمها الشباب الواعي فقط. وعندما امتدحت بعض القياديين? فكنت أدفع نحو استنساخ نهج أولئك لعل وعسى أن نخرج من عنق الزجاجة.
في الوقت الحالي نلاحظ تفاوت في التقييم لأننا بعيدون كل البعد عن نهج العدل والمساواة وتكافؤ الفرص التي حرص المشرع على العمل بها.
يقول أحد الحضور، معقولة بوعبدالله «وكيل مساعد براتب 2600 وفي جهة اخرى يتجاوز 10 آلاف. وبين رئيس هيئة ورئيس هيئة اخرى نجد الرواتب مختلفة. وقانوني في وزارة ما يجد زميلا له في جهة أخرى يحصل على راتب أضعاف ما يتقاضاه»... فيه مشكلة؟
على حد علمي ان البديل البديل الإستراتيجي كان الهدف منه مساواة الرواتب ورفع المتدني منها، فأين هو؟ لا تقولوا «استعباطا»، إلى الآن نعمل وسنقوم وسنشكل لجنة وهناك دراسة: كفاية رجاء!
لهذا السبب امتدحت الشيخ الدكتور أحمد ناصر المحمد مساعد وزير الخارجية وبعض الشيوخ الشباب الذين ينتظرون دورهم لخدمة البلد إضافة إلى الكفاءات التي تنتظر ولو «بالخطأ» منحها شرف خدمة مؤسسات الوطن!
الزبدة:
المعارض للأداء الحكومي يبقى ذلك الشخص الحريص على تنمية الوطن، والموالي قد يوصف موالياً، ولا بأس من هذه التسمية إذا عرض وجهة نظره الإصلاحية لعل التغيير الإيجابي يجد طريقه إلى النفاذ. لا ينبغي أن نعمل «بلوك» على المعارضة الصحية السليمة? فهي عون للبلد ومؤسساته وأصحاب القرار، وتنقل تطلعات المواطنين والمقيمين، ولا يجب أن نظل على نفس التركيبة الاستشارية والوزارية وطريقة الاختيار المتبعة، إضافة إلى قاعدة الناخبين المطالبة باختيار «الأخيار» لأن العملية التنموية يشترك فيها ثلاثة أطراف: معارضة صحيحة الأداء ظاهرة عطاءاتها بشكل سليم. موالاة تقترب من أصحاب القرار لإبداء النصح (مستشارون وقياديون). وشيوخ شباب يتمتعون بالقدرة على إحداث التغيير الإيجابي للنهوض بالبلد وإرساء مفاهيم العدل والمساواة وتكافؤ الفرص والقضاء على أوجه الفساد ومحاسبة رموزه والمساندين له.
نريد للشيوخ الشباب من أمثال الشيخ أحمد ناصر المحمد? الشيخ أحمد مشعل الأحمد وغيرهما من الكفاءات من أبناء الأسرة الحاكمة أن يكونوا في التشكيلة الوزارية المقبلة، وأن يستبعد كل قيادي ثبت فشله في أداء المهام المنوطة به إضافة إلى محاسبة كل فاسد.
نريد وقف «الاستعباط». أعتقد ان الوقت حان لإجراء تغييرات جوهرية، فكل أنواع الفساد أضحت معلومة لدى الجميع: فهل يحصل التغيير المراد لبلوغ التنمية؟... الله المستعان.
[email protected]Twitter: @Terki_ALazmi