نقل بحري

أنواع السفن... وأساسيات بنائها

1 يناير 1970 04:51 م
السفن تختلف باختلاف وتعدد الأغراض التي تبنى من أجلها، كما أن البحار التي تجوبها السفينة والموانئ التي تمر بها وتتعامل معها تحكم بشكل أساسي شكلها وقوتها وحمولتها وسرعتها وغير ذلك من خصائصها وكل سفينة يتم بناؤها لغرض معين أو لخدمة تجارة معينة.

ويقوم المهندس البحري بتصميم السفن حسب المواصفات التي يحددها أصحابها بحيث يحصلون على سفينة تتلاءم مع أغراضهم والسفينة الجيدة ليست أكثر السفن حمولة ولا أسرعها إنما هي الأنسب للأغراض التي بنيت من أجلها من ناحية الاستخدام ومن الناحية الاقتصادية.

وهناك أمور أساسية تؤخذ في الاعتبار عند تصميم السفينة أهمها:

1 - اتزان السفينة في البحر (Stability) في جميع الحالات سواء كانت مشحونة أم لا إذ إن من الضروري تحقيق السلامة للسفينة نفسها والركاب والبحارة والبضائع.

2 - قدرة السفينة على الصمود لقوى البحر والرياح مع مراعاة البحار التي يزمع تشغيل السفينة فيها، بمعنى أن متانة البناء اللازمة لسفينة تعمل في مياه شمال الأطلنطي، حيث ترتفع الأمواج في فصول الشتاء إلى أكثر من 40 قدماً تختلف عن تلك التي يجب أن تتوافر في سفينة أخرى تبنى للخدمة على ساحل البحر الأحمر.

3 - أن تتوافرللسفينة القدرة على الطفو على سطح البحر إذا ما أصيبت في حادث، وذلك بأن يراعى وجود عدد كاف من الفواصل المنيعة لتسرب المياه (Water tight bulkheads) بين عنابرها وأجزائها بحيث إذا تسربت مياه البحر إلى عنبر من العنابر توفر للسفينة «احتياطي» من القدرة على البقاء طافيةReserve) Buoyancy) وقد تسافر السفن بين موانئ دول مختلفة فتسمى سفن أعالي البحار (Ocean Going ships) أو تقصر نشاطها على العمل بين موانئ دولة واحدة فتوصف بأنها سفن ساحلية (Coasters) وليست هناك علاقة ثابتة بين حمولة السفينة ومجال نشاطها، فليست السفن الصغيرة بالضرورة هي سفن ساحلية كما يعتقد البعض.

وهناك سفن تعمل بين ميناءين معينين وتتبع في عملها خط سير محدوداً بحيث تمر على موانئ مسماة في تواريخ معينة طبقاً لبرامج موضوعة، وهذه تسمى «سفن الخطوط المنتظمة» (Liner ships) ومثل هذه السفن تقصد الموانئ المحددة بصفة دائمة سواء كانت هناك أعمال تستدعي ذلك أم لا.

ومستوى بناء هذه السفن وصيانتها من الدرجة الأولى، حيث نجد منها سفن ركاب وكذا سفن نقل بضائع، وأغلبها ينقل البريد بجانب البضائع والركاب، وهي تحظى عادة بثقة الشاحنين والركاب.

وليست سفن الركاب بالضرورة سفن خطوط منتظمة، فمنها مثلا ما يعمل في الرحلات حول العالم التي تنظم في مواسم معينة طبقا لبرامج تختلف عن الموسم الواحد.

وسفن الخطوط المنتظمة قد تكون ساحلية أو من سفن أعالي البحار إذا كانت السفينة لا تعمل على خط منتظم محدد بل تقوم بالشحن في أي وقت في أي ميناء تتوافر فيه الشحنات وتسافر بهذه الشحنات إلى أي جهة أخرى فإنها تدخل ضمن مجموعة السفن التي يطلق عليها السفن المتجولة (Tramp Ships).

وتكون هذه السفن عادة في مستوى أقل من سفن الخطوط المنتظمة في نواحي البناء والإعداد والسرعة والصيانة والإدارة، وهي تختلف في ما بينها بحسب التجارة التي تقوم بنقلها عادة كذلك اختلاف أحجامها فمنها ناقلة الفحم والحبوب ومنتجات المناجم البطيئة السرعة، كما أن منها ناقلات الفواكة واللحوم المثلجة.

وتوصف بعض السفن المتجولة في دوائر النقل البحري بأنها سفن من الدرجة الأولى (First Class Tramp) وذلك عندما تقترب في علو كفاءتها من سفن الخطوط المنتظمة.

والسفن المتجولة تقوم بدور مهم في نقل الحاصلات الزراعية والمواد الخام، وهي ذات أهمية خاصة لشركات الخطوط المنتظمة التي تستأجرها للمشاركة في عمليات النقل الموسمية، حيث تصبح سفن تلك الشركات غير كافية لمقابلة التزاماتها تجاه عملائها.

* باحث في اقتصاديات النقل البحري

[email protected]