قبل الجراحة

عام دراسي جديد

1 يناير 1970 08:29 م
إننا نحاول قدر استطاعتنا بكل ما نملك من إمكانات أن نجنب أولادنا وأحفادنا الفشل... أو أن نبعدهم عن التجارب الفاشلة.

نحن كوّنا شخصياتنا من تجارب غالبيتها فاشلة. نعم فشلنا وفشلنا وفشلنا...عشنا الكثير من التجارب الفاشلة، حتى استطعنا أن نجمع من الخبرات التي قد تعيننا على تخطي الصعاب، أو لنقل المشكلات عندما نكبر.

كبرنا وأخفينا عن أولادنا وأحفادنا هذه التجارب الفاشلة وأصبحنا لا نحدثهم إلا عن نجاحاتنا...

أخفينا عنهم سقوطنا في الدراسة، ومشاريعنا الفاشلة، وأخفينا عنهم كم من قرار خاطئ اتخذنا...

لا نحدثهم إلا عن نجاحاتنا وبطولاتنا.

أولادنا وأحفادنا أحطناهم بسياج أمني يحميهم من الفشل أو الوقوع في الخطأ، لذلك فإنهم عندما يواجهون الصعاب لوحدهم، أو عندما يتقدم بهم العمر فإن رصيدهم من الخبرات بسيط للغاية...

لذلك فإن سقوط أو فشل أحدهم عندما يكبر يعني نهايته، فهو أو هي، لا يملك من الخبرات ما يعينه على تخطي لحظات السقوط.

لنكن واقعيين... يجب أن نساعد أولادنا وأحفادنا، لكن يجب ألا نعطيهم نجاحات كاذبة، أو نجاحا من دون خبرات، يجب أن نساعدهم لكن يجب ألا نمنعهم من خوض المغامرات أو ركوب الأمواج العالية...

يجب أن نبني في داخلهم روح التحدي وعدم الخوف من الفشل... فالفشل هو أهم أساس من أسس النجاح.

أولادنا وأحفادنا الأعزاء لا نستطيع أن نخفي عنكم أننا ونحن في أعماركم فشلنا وفشلنا و فشلنا، والمهم أن تجاربنا الفاشلة مازالت مستمرة نحاول أن نستفيد منها.