أبرزت سماحة الإمام الحسين وآل بيت الرسول
المنابر الحسينية: التسامح مبدأ للإنسانية تشترك فيه كافة الأديان
| كتب علي العلاس |
1 يناير 1970
03:40 م
القرآن ذكر العفو 35 مرة والصفح 8 مرات والمغفرة والغفران 234 مرة
سيدا شباب أهل الجنة الإمامان الحسن والحسين كانا حريصين على نشر ثقافة التسامح
واصل خطباء المنابر الحسينية لليلة الثامنة في سرد تفاصيل الثورة الحسينية وذكر مناقب الإمام الحسين (ع) وآل بيته وصحابته، والمآسي التي أحاطت بهم في كربلاء ، داعين إلى استلهام روح الثورة الحسينية والاستفادة من دروسها.
وفي حسينية عقيلة الطالبيين تحدث الشيخ علي العبود، عن مبدأ التسامح. وقال «ان هذا المبدأ يشترك فيه جميع الأديان، فاليهودية عندهم عنوان الاعتذار والمغفرة، والمسيحية عندهم عنوان إظهار الرحمة وإبداء الشفقة والشعور بالأسف، والإسلام نجد ان القرآن ذكر مفردة العفو ما يقارب من 35 مرة، ومفردة الصفح 8 مرات ومفردة المغفرة والغفران 234 مرة».
وأضاف العبود ان الأديان الالهية تشترك في مبدأ التسامح وان اختلفت تعبيراتها في هذه المنطلقات، مبينا «أن اليهودية تنطلق إلى مبدأ التسامح، من خلال قولها ان الله ذاته يتسامح، وإذا كان الله يتسامح فمن يتصل بالله مطلوب منه ان يتسامح، والمسيحية تنطلق من التسامح من خلال الحب، وتقول إن الله هو إله الحب والشفقة، ومن يريد ان يكون حبيب الله عليه ان يبدي الشفقة ويشعر بالآسف، أما إذا جئنا إلى الإسلام فهو ينطلق من منطلق التخلق بأخلاق الله تبارك وتعالى».
وتابع ان «الله هو الغفور الرحيم الرحمن الودود، وعلى الانسان ان يتخلق بأخلاق الله»، مبينا أن «التسامح مبدأ تشترك فيه جميع الأديان وتشترك فيه الإنسانية».
وتطرق إلى شرح ثلاثة محاور تتعلق بالتسامح، الأول يتساءل فيه عن الآثار الإيجابية لثقافة التسامح، والثاني يستفسر عن المنافاة بين مبدأ التسامح وإقرار مبدا العقوبة في القرآن، والثالث تحدث فيه عن مراتب محور التسامح.
وقال ان هناك آثاراً إيجابية لثقافة التسامح ونشرها بين أفراد المجتمع، أبرزها تحول أعداء المتسامح إلى أصدقاء حميمين له، كذلك تكسب المتسامح صفة العزة، منوها بالروايات التي نقلت عن آل البيت في هذا الشأن جميعها تحث على العفو «عليكم بالعفو فإن العفو لا يزيد الإنسان إلا عزة».
وتابع «إذا أراد الإنسان ان يصل إلى مقام العزة فعليه ان يعفو ويسامح، فالمولى تبارك وتعالي جعل العزة من صفاته، إن الله عزيز وله العزة ولرسوله»، مبينا أنه «من خلال التسامح فيما بيننا نكتسب عنوان العزة ونرتقي في أذهان الناس وقلوبهم».
وقال «ان من أهم ما يهدد الامن الإنساني والاجتماعي والأمن القومي قاطبة، هو انتشار ظاهرة الكراهية بين المجتمعات والأفراد وتفشي الحقد والضغائن، الأمر الذي يهدد وحدة المجتمع واستقراره، لذلك علينا إشاعة مبدأ التسامح».
وأردف «أن العفو يسقط الضغائن ولو كل واحد تمسك بما لديه، وغلب قوته الغضبية على قوته العقلية، سيتولد الحقد والكراهية بين الإنسانية، وهذا فيه تفكيك للكيان والجسد الواحد».
وبين ان العفو والتسامح يطيل في العمر، كما أخبرنا رسولنا الكريم في حديثه الشريف «من كثر عفوه مد في عمره»، فالإنسان الذي لا يعفو ويسامح يكون مثقلاً دائما بهموم تجلب له الأمراض.
ودعا المسلمين إلى التأسى بأخلاق الرسول وآل بيته، وبأخلاق سيدي شباب أهل الجنة الامامين الحسن والحسين، اللذين كانا حريصين على نشر ثقافة التسامح.
وسرد العبود مواقف عدة تبين سماحة الإمام الحسين، لاسيما عندما حاول ان يرشد اعدائه في كربلاء إلى طريق الله من خلال إلقاء الحجج، لكن الغشاوة طمست على قلوبهم وآثروا قتال الامام وآل بيته وصحابته.