كنعان: الكويت محظوظة للغاية... لديها ما تواجه به تراجع أسعار النفط

1 يناير 1970 11:47 ص
رأى مدير مركز صندوق النقد الدولي للاقتصاد والتمويل في الشرق الأوسط، الدكتور أسامة كنعان، أن الكويت محظوظة للغاية بأن يكون لديها ما تواجه به الأسعار المنخفضة للنفط، ولكنه تساءل «إلى أي حد تدفع استراتيجية الكويت إلى الامام بصورة مستدامة؟».

ولفت كنعان إلى أن الحكومة لديها الكثير من الاستراتيجيات للوصول إلى الهدف، وتجاوز أزمة أسعار النفط، وألا تكون هي المولد الأساسي للإيرادات، بينما عرج على أن ترشيد الإنفاق العام هو الهدف الأساسي الذي يضمن للكويت استمرارية قوة اقتصادها، كما أن توجيه الدعم إلى التعليم والصحة والعناصر الأساسية، يؤثر إيجاباً على الوضع الاقتصادي بالكويت، وذلك في ظل التأكد من مشاركة القطاع الخاص في كل تلك الخطوات، فعلى مدار السنوات المقبلة لابدّ أن يكون للقطاع الخاص مساهمة بالدخل القومي.

ونوه إلى أن هناك استراتيجية تواصل للحكومة الآن عند النظر للمستقبل، فالضرائب مهمة رغم مساهمتها القليلة في الناتج المحلي، لكن الأهم أن القطاع الخاص سيكون لديه دور أساسي في التطور، كما أن تنامي دور القطاع الخاص هو هدف نصل له عن طريق تطوير التعليم، وأن إصلاح أوضاع القطاع العام سيأخذ وقتا، لافتا في الوقت ذاته إلى أنه للكويت أن تستعيد مكانتها الفكرية السابقة، وتركز على التعليم وتطوير رأس المال البشري.

بدوره، قال رئيس قسم تطوير الاقتصاديات، فرانسيس كوينان، لسنا بحاجة ماسة لإعادة هيكلة الدعم الحكومي، لأن آفاق الاقتصاد الكلي لاتفرض ذلك على الكويت فإيراداتها النفطية قوية، ويأتي ذلك في في ظل اعتقاد أن الاسعار لن تنخفض إلى مستوى 20 دولاراً مرة أخرى، كما أن الحكومة يمكنها التعامل مع ذلك الوضع بمنتهى الكفاءة.

وأكد أنه ليس من الأساسي إعادة هيكلة الدعم الحكومي، خصوصاً وأن الطلب من العاملين الأجانب دفع الماء والكهرباء ليس هو الأمر المهم الذي سينقذ الاقتصاد فدعم الطاقة لا يتجاوز 2 في المئة من الناتج المحلي، إلا أنه لابدّ للحكومة أن توقف الانفاق غير المنطقي، خصوصا وأن المتقاعدين يأخذون نحو 15 عاما كمكافأة وهو رقم كبير جدا ويعد إهداراً، ما يعني أن تخفيض إهدار الإنفاق سيكون له انعكاس على الاقتصاد.

وشدد على أنه يجب تنويع مصادر الدخل من خلال الشراكة بين القطاع العام والخاص وترغيب المواطن بالعمل في «الخاص»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الكويت ضمن الأقل اعتماداً على تنويع الإيرادات في الخليج، ومن المهم ألا تعتمد الكويت على النفط فقط، وأن تأخذ بعين الاعتبار المجالات الأخرى، خصوصاً وأنها تقوم الآن بالخطوة التي تأخرت لعقود، ولكن الجيد هو أنه يمكن للكويت اللحاق بركب التطور مدفوعة بمركزها في إنتاج النفط.

من ناحيتها، أشارت الرئيس التنفيذي في شركة «أموندي»، نسرين سروجي، إلى أن الكويت تتمتع بالكثير من الوعي والسبل لتخطي مشاكلها، فيما يجب أن يلعب القطاع الخاص دوراً مهماً، وأن تكون شراكته مع القطاع العام أكثر قوة.

وأكدت أنه لا توجد عصا سحرية لحل مشكلة الكويت الاقتصادية، إلا أنه يجب أن نتحمل أثر التغييرات على المدى الطويل، وأن يكون هناك رغبة من الشعب والحكومة في ظل وضع ملح يدفع الكويت للتفكير في استراتيجياتها نظراً للأوضاع العالمية وليس انخفاض أسعار النفط فقط.

وأشارت إلى أنه من المهم أن يكون في خطة الكويت وحدات قياس لتعرف ما تم إنجازه، وهو ما قامت به الحكومة بالفعل، خصوصا وأن كل عناصر «كويت جديدة» تحمل درجة كبيرة من الأهمية إلا أنه من المهم تنمية القطاع الخاص وتطوير التعليم الذي يضمن النجاح بالمستقبل.

من ناحيته، بدأ المحلل الأساسي لمنطقة الشرق الأوسط في «ستاندرد آند بورز»، تريفور كولينان، حديثه حول أثر انخفاض أسعار النفط على الاقتصاد، بأنه سيكون هناك تأثيرات قوية على التمويل في المنطقة، لافتا إلى أن هناك دولاً خليجية مثل السعودية كان قد انخفض تقييمها، ودول أخرى مثل الكويت مازالت تتمتع ببعض الاستقرار فلم يتغير تقييمها.