استشار كلينتون قبل استقباله أوباما... وسيفتقد عدم تحمل مسؤولية قيادة الجيش بعد يناير 2009

بوش يأسف لهفوات... «حياً أو ميتا» و«وعليكم بهم» و«المهمة اكتملت»

1 يناير 1970 03:09 م
واشنطن - يو بي اي، ا ف ب، رويترز، د ب ا - أبدى الرئيس جورج بوش اسفه عن تصريحات «غير ملائمة» ادلى بها خلال الحرب التي أطلقتها ادارته على الإرهاب. وكشف انه استشار سلفه الرئيس بيل كلينتون قبل استقباله خلفه الرئيس المنتخب باراك اوباما في البيت الابيض. وعدد في مقابلة مع هايدي كولينز على شبكة «سي ان ان»، اول من امس، الأمور التي يأسف عليها خلال فترة رئاسته التي امتدت 8 سنوات.
وتابع الرئيس الاميركي، «آسف لبعض الأشياء التي ما كان يجب أن أتفوه بها، مثل حياً أو ميتاً أو وعليكم بهم... زوجتي أعادت تذكيري بأني كرئيس للولايات المتحدة يجب أن أكون حذراً في ما أقوله».
وكان بوش قال بعد وقت قليل من هجمات 11 سبتمبر 2001 خلال مطالبته في كلمة رسمية القبض على زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن، «اريد العدالة... في الغرب هناك ملصق قديم يقول: مطلوب حياً أو ميتاً». وعام 2003، قال رداً على سؤال في شأن العناصر المسلحة في العراق، «هناك من يعتقد بان ظروفا كهذه تسمح لهم بمهاجمتنا، جوابي هو: عليكم بهم».
ومن التصريحات التي أبدى اعتذاره عنها خلال المقابلة تصريح «المهمة اكتملت» على متن البارجة «ابراهام لينكولن» في الأول من مايو عام 2003، ليعلن به انتهاء العمليات القتالية الرئيسية في العراق. وبرر تصريحه قائلاً: «كانت هناك لافتة على متن السفينة موجهة إلى البحارة تقول - المهمة اكتملت - إلا أن البعض أعطاها معنى أوسع. وبالنسبة للبعض، كان ذلك يعني أني أعتقد أن حرب العراق انتهت مع أني لم أعتقد ذلك, وفي النهاية نقلت الرسالة في شكل خاطئ».
والى جانب ذلك، عدد بوش بعض المهام الرئاسية التي تعد مبعث فخر له، وقال، «أفتخر بكوني القائد الأعلى لشعب متواضع وشجاع تطوع لخدمة وطنه في زمن الحرب. أشعر بالفخر عند مشاهدة هذا الشعب يطعم الجياع، وأفتخر لدى رؤية المتطوعين في أفريقيا يساعدون المحتضرين من جراء الايدز».
وعن لقائه أوباما، كشف بوش انه استشار سلفه كلينتون قبل استقباله خلفه في البيت الابيض. وقال: «اتذكر المحادثات التي اجريتها مع سلفي بيل كلينتون» في الظروف نفسها، مضيفا، «في الواقع، اتصلت به بالامس وقلت له: بيل، استعد للقاء الرئيس المنتخب وما زلت اتذكر كم كنت لطيفا معي، وامل ان اتمكن من ان أكون لطيفا ايضا مع الرئيس المنتخب وكما كنت معي».
ووصف أجواء اللقاء مع أوباما بأنها كان هادئة، وذكر انه أعطى الرئيس الجديد بعض النصائح في ما يتعلق بالمرحلة الانتقالية، وأشار إلى ان الرئيس المنتخب كان مهتما بمعرفة كيف ستتأقلم ابنتاه مع الحياة في البيت الأبيض. واوضح: «اراد أن يعرف أين ستنام ابنتاه. من الواضح ان هذا الشاب سيجلب الحس العائلي إلى البيت الأبيض». وأضاف «سيكون هذا جزءاً مهماً من رئاسته».
وفي شأن خططه المستقبلية، قال بوش إنه سيتوجه إلى تكساس فور مغادرته البيت الأبيض في 20 يناير المقبل، وأنه ربما يؤلف كتابا. وأضاف: «لا شك بأنني سأتوجه مباشرة إلى مسقط رأسي... افتقد تكساس وأعشقها. لدي الكثير من الأصدقاء هناك». وتابع: «سأذهب إلى هناك وسآخذ نفساً عميقاً».
وفي شأن الكتاب الذي قد يؤلفه، «أريد أن يعرف الشعب المشاعر التي انتابتني لدى إصداري بعض القرارات... وأنا من الرؤساء الذين كان عليهم اتخاذ قرارات صعبة. أريد أن يعرف الشعب الحقيقة وراء الجلوس في المكتب البيضاوي».
واختتم الرئيس المنتهية ولايته، حديثه بإبداء أسفه لعدم فوز المرشح الجمهوري جون ماكين في الانتخابات، إلا أنه عاد ليؤكد أن انتخاب أوباما «جيد لمصلحة البلاد»، مضيفاً «انتخاب أوباما لحظة تاريخية لبلادنا... هناك الكثيرون في أميركا اعتقدوا بأنهم لن يشهدوا مثل هذا اليوم، أتمنى له التوفيق، انا مواطن أميركي مثله ومن الخير لبلادنا أن ينجح الرئيس».
يشار إلى ان بوش هو الرئيس الأميركي الـ 43 وحكم لولايتين وخلف الرئيس بيل كلينتون عام 2000، وشنت الولايات المتحدة في ظل حكمه حربين على افغانستان والعراق، وهو محط انتقادات كثيرة في الولايات المتحدة وخارجها على سياسته الخارجية والداخلية، ويحمله البعض مسؤولية الأزمة المالية العالمية بسبب سياساته.
وتنتهي ولاية بوش في 20 يناير المقبل ويتسلم السلطة أوباما، الرئيس الـ 44 والرئيس الديموقراطي الـ 15 والأول من أصل افريقي.
من ناحية ثانية، اكد الرئيس المنتهية ولايته، انه سيفتقد عدم تحمل مسؤولية قيادة الجيش الاميركي بعد يناير 2009، في حين احتفل خلفه اوباما بيوم قدامى المحاربين في مدينته شيكاغو.
ووضع اوباما مصحوبا بأحد معاقي حرب العراق، اكليلا من الزهر امام ضريح للجنود في شيكاغو واحنى رأسه وادى التحية العسكرية امام عشرات الاشخاص الذين كانوا حاضرين وانسحب من دون الادلاء باي تصريح. واكتفى بنشر بيان مكتوب وعد فيه بدعم قدامى المحاربين.
من ناحيته، اختار بوش ان يحتفل للمرة الاخيرة كرئيس بيوم قدامى المحاربين الذي قرره الرئيس وودرو ويلسون لتخليد ذكرى الهدنة التي انهت الحرب العالمية الاولى، على متن حاملة طائرات كانت خدمت ابان الحرب العالمية الثانية وحرب فيتنام والحرب الباردة وحولت اليوم الى متحف في مرفأ نيويورك، وامام مئات الجنود السابقين وعسكريين في الخدمة الفعلية ورسميين.
وقال مازحا، اول من امس: «يسألونني كثيرا عما سينقصني عند مغادرة الرئاسة؟ وردي الاول هو غياب الازدحام في نيويورك»، في اشارة الى فتح الطريق امام الموكب الرئاسي. ثم اضاف بلهجة جادة، «في الواقع ما سأفتقده هو عدم التمكن من ان اكون قائدا لمجموعة مميزة من الرجال والنساء اولئك الذين يرتدون الزي العسكري الاميركي».
وينص الدستور الاميركي على تولي الرئيس قيادة الجيش. وقاد بوش الولايات المتحدة في حربين في العراق وافغانستان. واسهمت الحرب على العراق في شدة في تدني شعبية بوش.
من ناحيته، قال اوباما في بيانه، «ينتمي قدامى مقاتلينا الى خط مستقيم من الابطال الذين دافعوا عن الاميركيين وشكلوا جبهة للدفاع عن القيم الاميركية». واضاف: «بوصفي قائدكم المقبل، اعد بالعمل يوميا لحماية اولئك الذين خدموا بلادهم».
الى ذلك، نأى مساعدو أوباما بأنفسهم عن تقارير أفادت بأن بوش طلب من خليفته مساندة اتفاق للتجارة الحرة مع كولومبيا مقابل تقديم العون لشركات صناعة السيارات المتعثرة. كما هونوا من تلميحات بأن هذه الواقعة تسببت في حدوث توترات مع بوش وفريقه في وقت يسعى الجانبان الى انتقال سلس للسلطة.
من جانب اخر، رفض الفريق الانتقالي لاوباما، الافصاح عن نواياه حول وزير الدفاع الحالي روبرت غيتس في وقت تدور اشاعات حول احتفاظه بمنصبه في الادارة الجديدة.
وحسب «وول ستريت جورنال» نقلا عن اثنين من مستشاري الرئيس المنتخب، فإن اوباما يميل الى ابقائه على الاقل لمدة سنة حتى وان كان يتم التداول باسماء اخرى مثل ريتشارد دانزينغ، وزير البحرية السابق في عهد بيل كلينتون او جون هامري، مساعد وزير الدفاع في عهد كلينتون ايضا.
وهناك تفاهم داخل الطبقة السياسية على وزير الدفاع الحالي (65 عاما) الذي خلف دونالد رامسفيلد الذي كان مثيرا للجدل.