خلال افتتاح الموسم الثقافي لصالون «عواطف الزين الثقافي»
عواطف البدر: أخاطب في مسرحياتي عقل الطفل بعيداً عن التهريج
1 يناير 1970
12:11 ص
أقام صالون «عواطف الزين الثقافي»... أمسية ثقافية مفتتحا بها نشاطه للموسم الثقافي الجديد، واستضاف رائدة مسرح الطفل في الكويت الكاتبة عواطف البدر، والتي تحدثت عن تجربتها في هذا المجال الذي لم يسبقها إليه أحد.
قدمت الكاتبة عواطف الزين ضيفتها بنبذة عن مسيرتها المسرحية والدرامية عموما وقالت: «ان عواطف البدر من النساء اللاتي يتصفن بقوة الارادة والمثابرة والقدرة على تحقيق الهدف مهما بدا تحقيقه صعبا او مستحيلا، فقد استطاعت ان تؤسس فرقة مسرحية في اواخر السبعينات بمفردها وتقدم من خلالها عشر مسرحيات متميزة للطفل والكثير من الاعمال التربوية رسمت من خلالها ملامح جديدة للطفل في مجتمعنا... لنستمع اليها وهي تتحدث عن محطات من تلك التجربة الغنية التي قدمت من خلالها الكثير».
في البداية استعرضت البدر جانبا من سيرتها الذاتية وكيف تحولت من مدرسة لها اسهامات في المسرح المدرسي الى موظفة في وزارة الاعلام في قسم التمثيليات وكان من بين الموظفين الكاتب الراحل محفوظ عبد الرحمن الذي اقنعها بعمل مسرحي للطفل بعنوان السندباد البحري في الوقت الذي لم يكن فيه هذا الموضوع مطروحا على الساحة المسرحية، وذكرت كيف انها بدأت البحث عن جهة تدعمها ماديا لتنفيذ العمل وكذلك الصعوبات التي واجهتها اثناء البحث عن مخرج يقبل بإخراج مسرحية للطفل خصوصا وان الفكرة لم تكن مطروحة في ذلك الوقت وقوبلت برفض اكثر من مخرج لخشيته من تقديم عمل للاطفال لان تقديم عمل للاطفال في تلك المرحلة من عام 1978، كان صعبا للغاية ذهبت الى الفنان صقر الرشود وعرضت عليه الفكرة لكنه لم يتقبلها وخشي تنفيذها لان تقديم مثل هذا العمل يحتاج الى الكثير من الروية والاعداد، وطلبت من المخرج منصور المنصور- الذي كان يعمل وقتها مخرجا في الاذاعة الكويتية- فشعر بالصدمة ثم ما لبث ان تقبل الفكرة لانه كان يقدم عملا اذاعيا للطفل وهو مسلسل حبابة وانجز العمل، وعرضت المسرحية لأكثر من شهرين على مسرح المعاهد الخاصة وسط اقبال شديد من الاطفال واهاليهم... ثم تواصلت الاعمال عبر فرقة مسرح البدر التي ضمت نخبة من الممثلين والممثلات الكبار والصغار مثل هدى حسين وعبد الرحمن العقل وخالد العبيد وزهرة الخرجي واحلام حسن وغيرهم الكثير، وعلى مدى سنوات قدمت فرقة مسرح البدر التي اسستها عواطف بمجهودها الفردي تسع مسرحيات اخرى هي البساط السحري تأليف مهدي الصايغ واخراج منصور المنصور «كذلك مسرحية ألف باء تاء» تأليف خالد الخشان و«العفريت» تأليف خلف أحمد خلف و «قفص الدجاج» تأليف محمد عبد الله حسن و«ساندريلا» اعداد السيد حافظ «الانسان الآلي» من تأليف مهدي الصايغ و«الطنطل يضحك» تأليف حيدر البطاط مع مسرحية اخرى بعنوان«حلوة يا دنيا» خاصة بالمعاقين من اخراج عثمان عبد المعطي والخاروف البهلوان اعداد عواطف البدر واخراج جماعي بقيادة منصور المنصور الذي اخرج معظم مسرحيات الفرقة.
وتحدثت البدر عن تجربتها في تأليف واعداد النصوص المسرحية، من بينها مسرحيات مدرسية تربوية قصيرة في مطلع الستينات ومسرحيات«روزالاراجوز» الذي اخرجها كاظم الزامل عام 1994 وقدمت على مسرح سينما السالمية من بطولة عبد الرحمن العقل وزهرة الخرجي ومحمد جابر واحلام حسن كذلك مسرحية«الدانة» وهي باكورة انتاج فرقة المسرح القومي التابعة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب. اخرجها دكتور حسن خليل رئيس قسم التمثيل والاخراج- حينها- في المعهد العالي للفنون المسرحية. وايضا مسرحية«النوخذة» ومسرحية «قانون الارض». وهي من تاليفها واخراجها. وتناولت البدر ابرز الموضوعات والمضامين الهادفة التي قدمتها عبر مسرحياتها والتي خاطبت عقل الطفل ووجدانه بعيد اعن التهريج والابهار وشكلت من خلالها بصمة في هذا المجال، وقالت: «ان تلك المسرحيات- للاسف- لم يصورها التليفزيون وهي تحمل الكثير من القيم والافكار التي لا بد من غرسها في نفوس الاطفال»، وعن النشاطات الاخرى التي قامت بها خلال سنوات الثمانينات قالت انها استضافت العديد من الاعمال المسرحية العربية من مصر ولبنان من بينها«علشان خاطر عيونك» لفؤاد المهندس وشريهان«وميوزك هول» للاخوين رحباني ومسرحية«ريا وسكينة» بطولة شادية وسهير البابلي وعبد المنعم مدبولي.
ثم انتقلت للحديث عن التليفزيون الذي قدمت من خلاله عددا من البرامج والسهرات والمسلسلات من بينها برنامج«مشكلة وحل» في بداية السبعينات وانتجت المسلسل الشهير الى«ابي وامي مع التحية» كتابة طارق عثمان واخراج حمدي فريد الى جانب مجموعة من الاوبريتات الخاصة بالعيد الوطني كما انتجت فرقة البدر العديد من المسلسلا ت التليفزيونية مثل المصير و«المسلسل الاجتماعي مبارك» ومسابقات رمضان، وسهرات تليفزيونية عديدة تأليفا وانتاجا مثل و«جوه بلا اقنعة» وفازت سهرة «رائحة الحنة» بالجائزة الاولى في مهرجان الاذاعة والتليفزيون في القاهرة الى جانب برامج وحلقات اذاعية ذات طابع اجتماعي وتربوي، كذلك تحدثت عن كتاباتها في الصحافة المحلية مثل الوطن والقبس والطليعة وغيرها وكانت مسؤولة عن صفحة انت وطفلك في جريدة القبس في عام 96 والسنوات التالية وشاركت في العديد من المهرجانات المحلية والعربية، وحصلت اعمالها على العديد من الجوائز وشهادات التقدير كما قدمت مجموعة من المحاضرات الخاصة بالطفل في جامعة الكويت كلية التربية الاساسية وجمعية المعلمين والهيئة العامة لقصور الثقافة في الاسكندرية «وزارة الثقافة بتونس وجمعية الفنانين دولة الكويت. ومن ابرز الجوائز التي حصلت عليها جائزة العرض المسرحي الاول في مهرجان الفاتح بليبيا عام 1979وحصلت على شهادات تقدير من المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب عن مشاركاتها في مهرجان القرين الثقافي الاول» ومن مهرجان القاهرة التليفزيوني عن سهرتي «لا يا ابي».وغيرها من الجهات الثقافية والفنية.
ثم فتح باب النقاش حول مسرح الطفل واهميته ورسالته والفرق بين الاعمال التي قدمت في الماضي وبين الاعمال التي تقدم حاليا. حضرالامسية نخبة من اعضاء صالون عواطف الزين الثقافي ومن بينهم الروائي ابراهيم فرغلي والدكتور نزار العاني وشمسة العنزي وعبد الله البدر وعبد المحسن المظفر واحمد البدري ونادي حافظ واحمد محمد واحلام الصراف وماجدة سليمان وغيرهم.