رواق

عزف الكويتي وعزوفه

1 يناير 1970 02:17 م
بين العزف والعزوف «واو» عصف تنسف المعنى لكنها في الكويت تتشابك وتترابط وتعود للفعل نفسه... العزف ولو كان عزوفاً.

فالمعروف عن الكويتي يعزف عن الوظائف التي تتجاوز ساعات العمل فيها ثماني ساعات، لكنه في المقابل يعزف على نغمة التكويت في الوظائف غير الراغب في العمل فيها أصلاً.

الكويتي يعزف عن دور المرؤوس بحثاً عن دور الرئيس، وفِي الوقت نفسه يعزف على نغمة الوافدين حيث لا يريد أن يرأسهم ولا يرأسونه.

الكويتي عازف بطبعه إلا عن افتعال الخصومة حتى مع نفسه، لذلك هو يفتعل الخصومة مع الوافد الذي يلجأ له عازفاً عن اعتباره شريكاً وعازفاً على نغمة الكويت للكويتيين.

الكويتي وافد في بلاد الوافد، لكنه لا يريد أن يعامل الوافد في بلاده بالطريقة التي يريد الوافد أن يعامله بها في بلده، ويغضب عندما يعامله الوافد في بلده عندما يفد إليه مثلما يعامل هو الوافدين في بلده.

تعقيد المشكلة لا يؤدي إلى حلها ووجود مستشارين وافدين يستشيرهم الكويتيون لضرب الكويتيين لا يعني أن تعلن حرب إبادة على كل وافد غلبان يعمل في وظيفة شاغرة بسبب عدم رغبة الكويتي في العمل فيها لأن لا جلادة له.

والشيء بالشيء يذكر، أذكر حكاية صديقة وافدة متزوجة من كويتي كانت تبحث عن وظيفة في إحدى الجهات وفشلت في الحصول عليها لأن التوظيف للكويتيين وبعد سنوات حصلت على الجنسية الكويتية وتلقت اتصالاً يفيد بوجود شاغر في شركة الكويتيين إياها، فاستغربت كيف علموا بحصولها على الجنسية، وعندما استوضحت الأمر وجدت أن الوظيفة الشاغرة للوافدين يعني أن الشركة لن توظفها في الحالتين وافدة كانت أم كويتية.

حكاية الشركة مع الموظفة المتكوتة تختصر حكاية الوافدين مع الكويتيين فلا هي تريد توظيفها ولا التوظيف مكانها.

الكويتيون لا يعجبهم العمل مع الوافدين، ولا يعجبهم العمل بدلاً منهم، ويبقى الكويتي العازف عازفاً عزفاً وعزوفاً.

reemalmee@