ولي رأي

السلطان سلمان العماري

1 يناير 1970 02:31 م
الفنان المرقابي سلمان العماري، عروقه أوتار، ودماؤه أنغام، وحديثه أغانٍ. تسلطن على الطرب واستطاع فتح مغارة الفن الشعبي الكويتي الذي خبأه فيها أعداء الأصالة من فنون شعبية باسم التطوير والتجديد، فأخرج منها جواهر ولآلئ والماسات وأعاد الحياة لفنون البر والبحر... الحضر والبدو، فنهمَ مع صبيّان البحر، وعرض مع «زقرتية» البر، وما أن يُشاع أن حفلة زواج سيغني بها الفنان العماري وفرقته حتى يتضاعف عدد الحضور، آملين بالاستمتاع بالفن الأصيل وقضاء ليلة من ليالي الزمن الجميل. فنرى أصحاب اللحى البيضاء تهتز أكتافهم بخجل وتكاد أقدامهم «تشلخ» الأرضية، أما الباقون فتراهم في حالة من الانسجام الشديد من التفاعل والتجاوب.

لقد استطاع الفنان سلمان العماري أن يجعل الفن الشعبي الكويتي وتوأمه الفن العدني يزيحان حقبة كاملة من فن هجين ومفردات غريبة، وأعاد ممازحات عميد الفن الكويتي المرحوم عبدالله الفضالة مع «العجز» والبيض والسُّمر، وسامريات بورسلي، وفنون «القريوية»، وعدنيات المحضار، وأرجع لـ «المرواس» مكانته في الفرقة الموسيقية.

المطلوب من وزارة الإعلام،خصوصاً المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، أن تجعل العماري وفرقته فقرة أساسية في أي مهرجان فني يُنظم، داخل الكويت أو خارجها، فهو يقدم صورة مشرقة لفنوننا، بل هو جسر يمكن أن نوصل من خلاله تراثنا الموسيقي لأبنائنا، وهنا يأتي دور المعهد العالي للفنون الموسيقية، فالأوبرا والأوبريت، و«الطقوقة» لا تطربنا، وأما «الطنبورة» و«الليوة» و«الهبّان» - وإن أطربت البعض - فهي فنون وافدة أُدخلت علينا كلها باسم التجديد.