قراءة في كتاب تاريخ دقيق ممتد إلى القرن الرابع الهجري
جماليات النقد الأدبي...في «عروق الذهب» لسعود اليوسف
| محمد بن إبراهيم بن زعير |
1 يناير 1970
02:19 م
النقد إبداع قبل أن يكون محاكمة أو تحليلًا... وهو بمثابة نصوص أدبية متعتها لا تقل عن فائدتها
الدراسة أصلها أطروحة قدمها المؤلف للحصول على درجة الدكتوراه
يعد كتاب «عروق الذهب» لمؤلفه الدكتورسعود بن سليمان اليوسف - من وجهة نظري الانطباعية - تاريخا نقديا دقيقا ممتدا إلى القرن الرابع الهجري، كما يتميز بسهولة الأسلوب الذي جمع فيه مؤلفه حزمة هائلة من المعلومات التي وردت بين دفتي الكتاب، ككثير من أساليب الأدباء والنقاد العرب، والثراء المعرفي الشائق الذي جُمع فيه القصص التي يستأنس بها المؤلف.
ولأن معرفتي بالمؤلف خاصة، لذا فإنني على يقين بتقبّله للنقد الذي يبرز كلا الجانبين الإيجابات والسلبيات في أعماله، فإن ما يخص الملاحظات فيمكن تجاوزها مرتين، حيث إن هذا الكتاب عبارة عن بحث لرسالة الدكتوراه، ونتيجته قبول الرسالة ومنح درجتها مع مرتبة الشرف الأولى والتوصية بطباعتها. وفي المرة الثانية التحكيم من قبل لجنة النادي الأدبي.
وفي ما يخص المحتويات - الفصول والمباحث والعناوين وتعريفها - فقد أخذت من كل بحر نقدي قطرة.
والكتاب من إصدارت نادي تبوك الأدبي، يحتوي على 590 صفحة مقسمة على خمسة فصول:
1 - لغة الخطاب النقدي.
2 - الصور في الخطاب النقدي.
3 - الإيقاع في الخطاب النقدي.
4 - تداخل الخطاب النقدي مع الأجناس الأدبية.
5 - وظائف الأدبية في الخطاب النقدي.
ومن مقدمة المؤلف: «يسعدني أن أقدم للقارئ هذه الدراسة التي أصلها أطروحة قدمتها للحصول على درجة الدكتوراه. فقد زخرت القرون الأربعة الأولى للهجرة بحركة نقدية غزيرة، فمعظم النقد كان ضربًا من ضروب الإبداع.
وأضاف: «النقد إبداع قبل أن يكون محاكمة أو تحليلًا، وهو نصوصٌ أدبيةٌ، متعتها لاتقل عن فائدتها».
ومن المبحث الأول في الفصل الأول:
ألقاب الشعر العامة، الأبيات الغُرُّ: وهو ما نجم من صدر البيت بتمام معناه، دون عجزه. الأبيات المحجلة: وهي ما نُتج قافية البيت عن عروضه، وأبان عجُزُه بغيةَ قائله. الأبيات المرجَّلة: التي يكمل معنى كل بيت منها بتمامه، ولا ينفصل الكلام منه ببعضٍ يحسن الوقوف عليه.
بالإضافة إلى الأبيات «البيت المُقلَّد» من معاني المقلد في لسان العرب
إن المقلَّد من الخيل: السابق يُقَلَّد شيئًا أنه قد سَبَقَ.
الحقول الدلالية: «الحقل الدلالي لكلمةٍ ما كلُّ الكلمات التي لها بتلك الكلمة علاقة ما، سواءٌ أكانت علاقة ترادف، أم تضادّ، أم تقابلِ الجزء من الكل والكل من الجزء...».
من الحقول:
1 - الحيوان:
ارتبط في هذا الحقل الدلالي من طريق القرابة المعنوية كثير من أسماء الحيوان وأوصافه و ما يمت إليه بصلة.
2 - الصناعات والحِرَف:
يقول ابن سلام الجمحي «وللشعر صناعة و ثقافة يعرفها أهل العلم كسائر أصناف العلم والصناعات».
3 - اللباس:
الجاحظ يقول «ووصفوا كلامهم في أشعارهم فجعلوها كبرود العَصْب والحلل والمعاطف والديباج والوشي، وأشباه ذلك»
ومن الفصل الثاني المبحث الثاني أنواع الصورة منها:
1 - الصورة البصرية:
الصورة هي الغالبة على هذا الأسلوب الفني، لأن الأشياء المرئية في محيط المنشئ أكثر من الأشياء المسموعة والمشمومة والذوقية.
2 - الصورة السمعية وحضورُها في الخطاب النقدي ليس كثيفًا كالصورة الصورية البصرية.
3 - الصورة الذوقية:
الصورة الذوقية واحدة من الصور الحسية القارة في النقد.
من المبحث الثالث: تناسل الصورة
أولاً: تناسل الصورة النقدية من صورة نقدية أخرى.
ثانيًا: تناسل الصورة النقدية من النص المنقود.
ثالثاً: تمدد الصورة النقدية.
من الفصل الرابع المبحث الأول: مع الشعر
أولًا: الشعر في وصف العملية الإبداع.
ثانياً: الشعر في الأحكام النقدية.
المبحث الثاني: مع الخبر:
الخبر حكايةً: جاءت صيغ بعض الأخبار- وإن نقلت الخطاب النقدي- عاديةً، أو تقريريةً.
الخبر أحجية: ومن الصور التي جاء الخبرُ ملتفًّا في إهابها صورةُ اللغز وجوابه، أو الأُحْجِية،التي تستعين جمالها بالتحفيزالتأليفي.
من الفصل الخامس المبحث الأول:
الوظيفة التعبيرية ومنها:
أسلوب الأمر: فيأتي غالبًا في مقام التوجيه.
أسلوب الدعاء: يمثل الدعاء في صدر الخطابات وخواتيمها واحدًا من الأعمال القولية الإنشائية التي هي من صميم إنشاء الخطابات عامة.
ونشير إلى مجموعة من النقاد مروا معنا على سبيل المثال ليس الحصر القاضي الجرجاني، ابن طباطبا، الجاحظ...
يتضح لنا من خلال الاطلاع على الكتاب... كمية الجهد الهائل المتقن للعمل، فقد مر الباحث على ما يزيد على 500 مصدر ومرجع متنوع.
ونختم يقول الكاتب حسين بافقيه: «وأحسبُ أنَّ القارئ الذي يشتاق إلى نقدٍ أدبيّ صحيح، سيفرِحه أن هذا الكتاب، ويعتدُّه مِن أثمن ما قرأ».