وجع الحروف

يا حكماء الكويت: هل تذكرون اللؤلؤ الصناعي؟

1 يناير 1970 11:37 ص
أشرت في المقال السابق إلى أهمية القراءة، وكيف إن أول كلمة نزلت من القرآن الكريم «اقرأ»... بالقراءة نستطيع حفظ ما يكتب دينيا ودنيويا. لهذا السبب نذكر حكماء الكويت بأهمية تناول موضوع التغيرات التكنولوجية التي أثرت وستؤثر في الاقتصاد العالمي، وستنعكس علينا سلبا إن لم نحسن قراءة التاريخ.

قبل فترة ليست ببسيطة، ظهرت لنا مقاطع فيديو للبعض، وهو يستعرض بالوصف قيادة المركبة الكهربائية. وتطالعنا الصحف بأخبار عن ثورات تكنولوجية حول ألواح للأنظمة الشمسية Solar systems مقامة في الصحراء والمناطق المفتوحة، وأبراج لمراوح تتحدث فيها الأبحاث عن نية توليد الطاقة من الرياح والطاقة الشمسية.

ونشر خبر قبل أيام عن الدنمارك التي بدأت الاستغناء كليا عن مصادر توليد الطاقة التقليدية (النفط? الفحم والغاز) في جزيرة سامسو، من خلال الاعتماد على توربينات الرياح مع الطاقة الشمسية لتغذية الجزيرة في شكل كامل بالكهرباء وإنها بحلول عام 2050 ستكون قد استغنت عن النفط كمصدر للكهرباء.

هنا نحتاج التركيز على كلمة «اقرأ»، لعل الحكماء يقرأون ما تضمنه مقال لنا نشر في 1 مايو 2016 بعنوان «الدروس من واقع العالم في 2020!»، وذكرنا فيه كيف أن العالم يتوجه نحو الاستغناء عن النفط في توليد الكهرباء وأن المركبات ستكون كهربائية وذاتية القيادة وأن الطاقة المتجددة (الرياح والطاقة الشمسية) ستكون البديل.

وأيضا نذكر بأهمية كلمة «اقرأ» للعودة إلى العام 1928 الذي شهد ما يعرفه الكويتيون بـ «نكبة الغوص» بعد أن دمرت تكنولوجيا اللؤلؤ الصناعي الياباني، اقتصاد الكويت، المعتمد آنذاك على ثروة تجارة الغوص على اللؤلؤ الطبيعي...!

اليوم نجد التاريخ يعيد نفسه. ونكتب ناصحين مطالبين الحكومة والحكماء من أهل الكويت بضرورة قراءة المتغيرات من حولنا وما ستحدثه الثورات التكنولوجية المؤثرة على وضع الاقتصاد العالمي في المستقبل القريب.

اليوم وما دام هناك متسع من الوقت، نطالب بالاستثمار في شركات الطاقة المتجددة/‏البديلة وشركات البرمجيات، سواء بشراء أسهم فيها أو الوصول إلى شراكة إستراتيجية وبحصة مؤثرة تقود إلى إنشاء مصانع في الكويت للمركبات الكهربائية? شركات البرمجيات? والشركات العاملة في بحوث وصناعة مصادر الطاقة الشمسية أو توربينات الرياح.

الزبدة:

نحتاج إلى دماء استشارية جديدة تقرأ وتستوعب وتعرض الحلول المناسبة كي نتمكن من إيجاد مصادر بديلة عن النفط الذي نعتمد عليه بشكل رئيسي في موازنة الدولة العامة، وأن نعتمد على الكوادر الوطنية بعيدا عن توصيات البنك الدولي وغيره من المصادر التي لم تمنحنا أي إضافة تذكر في مجالات عدة، حسب ما دونه التاريخ.

إن طبيعة الزمان تغيرت... وقراءة الأحداث والمجريات ولا سيما في ما يخص الثورة التكنولوجية القادمة وبقوة تتطلب كادراً استشارياً يستوعب المتغيرات في الاقتصاد العالمي وتحديدا في جزئية الطاقة ومصادرها.

إن كتابة هذا المقال تحت عنوان «يا حكماء الكويت: هل تذكرون اللؤلؤ الصناعي»؟ يهدف إلى التذكير بنكبة الغوص، وكيف أنها أثرت في اقتصاد الكويت ولولا ظهور النفط بعدها «كان علوم»... الله المستعان.

[email protected]

Twitter: @Terki_ALazmi