ولي رأي
لله درُّ السعودية
| مبارك مزيد المعوشرجي |
1 يناير 1970
02:39 م
3 ملايين و352 ألفاً و122 حاجاً من 168 دولة، أدوا مناسك الحج هذا العام بأمن وسلام، مع توافر كل ما يحتاجون إليه من سكن مناسب وطعام وشراب ووسائل نقل مريحة، وتنقل بين المشاعر بيسر وسلامة عبر طرق سريعة وجسور مؤمنة، ووسائل اتصالات ذكية فاقت أرقام المكالمات في أيام التشريق الثلاثة أكثر من 70 مليون مكالمة ناجحة داخلية وخارجية، وتم تمكين كل حاج من أداء عبادته ومناسكه، حسب المكان وفي الزمان المحدد، بمن فيهم من كان في عجز تام أو في غيبوبة بمستشفيات متنقلة وضعت في «منى» و«عرفات».
جهد خارق مشكور من العباد ومأجور من المعبود، يستحقه كل من شارك في خدمة ضيوف الرحمن بداية من خادم الحرمين الشريفين سدد الله خطاه الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وولي عهده الأمين وحكومته الرشيدة ورجال ونساء في أكثر من 30 مؤسسة خاصة برعاية الحجاج برعاية صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة، إلى أصغر موظف في هذه المؤسسات.
عمل لا يقدر عليه إلا أصحاب الورع والإيمان والهمم العالية والكرم اللامحدود في الإنفاق في سبيل الإسلام وخدمة المسلمين، ومقدرة هائلة على حسن التعامل مع مختلف الأجناس والأعراق والمذاهب واللغات، بصبر وإنسانية، ومع كل هذا العطاء منقطع النظير نسمع أصواتاً نشازاً تطالب بتدويل المشاعر المقدسة والإشراف دولياً على عملية الحج.
والغريب والمثير للسخرية، أن هذه الأصوات من دول لم تنل الثقة بتنظيم أي مؤتمرات دولية سياسية كانت أو اجتماعية أو رياضية ولا تملك الخبرة أو القدرة أو الكفاءة على أداء هذه الأعمال، بل كل هذه الأصوات ما هي إلا نتيجة الحسد والغيرة وكره النجاح.
لله درُّ السعودية والسعوديين، قيادة ومسؤولين وشعباً، فهم يحققون كل عام معجزة إنسانية يستمر الإعداد لها طول العام، مع تطوير وتوسيع الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن بأمن في زمن الإرهاب، وكرم مع ظهور العجز المالي في بعض الدول.
لذلك حُقَّ للمملكة العربية السعودية أن تُسمى بلاد الحرمين، وحُقَّ لقائدها التشرف باسم خادم الحرمين الشريفين، ووجب على كل من لبَّ الأذان بالحج أن يدعو لهذه الدولة بالأمن والأمان والاستقرار، وشكرهم على كل هذه المجهودات التي يقدمونها للإسلام والمسلمين.