حروف باسمة

يا إله الكون كن عوناً لنا

1 يناير 1970 07:59 ص
الخير كله يحاط بالإنسان، وتتوافر له أسباب السعادة ويعيش في أوساط ممتلئة بالاستقرار. إذا استمسك بالله وجعل الباري جل وعلا عونا له في كل حركاته وسكناته، فان قلبه يشعر بالاستقرار وذهنه ينطلق في التفكير بما يعود عليه بالنفع لأنه استعان بالله، فان الذي استعان به هو الذي يبعد وساوس الشيطان عن صحة ضميره، فينطلق انطلاقات كلها بشر لان الله تعالى هو عون له.

هذا عنوان اول لحن شدا به الفنان حسين جاسم، الذي رحل عن دنيانا في اغسطس الماضي، حسين جاسم ذلك الفنان الذي اختار كل لحن راق ومفردة عذبة لها صلة وثيقة بالتراث الكويتي القديم، وابتكر في الاسلوب وحداثة الكلمة وتطوير اللحن، ما جعل اعماله محل استحسان الناس واعجابهم، لما تحاكي الاغنية من مجالات مختلفة في رحاب الوطن والتراث.

ولو أتينا على اسماء اغانيه، لوجدنا لكل مفردة من مفرداتها معنى يثير الانتباه والحماسة في رحاب الوطن ومجال التراث.

بدأ أبو علي رحلته الفنية منذ العام 1967 من خلال مشاركاته الفنية التي كانت تقام آنذاك في معهد المعلمين الذي تخرج منه معلماً للتربية الموسيقية، فعمل في تدريس الموسيقى على مدى 20 عاماً، ثم تدرج في مجال الادارة التربوية حتى اصبح مدير مدرسة في الفترة الممتدة بين 1994 و2002.

وإنني أتذكره، يرحمه الله، عندما زارت كوكبة من مديري مدارس التعليم مدارس التربية الخاصة في التسعينات، للاطلاع على الانشطة التي تقدم للابناء من ذوي الاحتياجات الخاصة والسبل المتعددة التي يستغلها المربون في تحسين عملية التعليم والتعلم للابناء من ذوي الاحتياجات الخاصة.

أتذكر أبا علي وهو ينظر الى كل المواقف التي يمر بها بإمعان، ويسأل عن كل شيء يراه ويستفسر عن كل حقيقة يمر عليها في ذلك الرحاب، وهو يبتسم ويدعو لجميع الذين يبلون بلاء حسنا في هذا المضمار الإنساني المهم.

إنني أتذكره، يرحمه الله، وأتذكر قلبه الرحيم، هو والاعلامي القدير علي حسن، اطال الله في عمره، الذي كان ضمن المجموعة التربوية التي زارت مدارس التربية الخاصة في ذلك الوقت.

ودع أهل هذه الديرة الحبيبة الاستاذ المربي والفنان القدير حسين جاسم، وقد ترك تراثاً جميلاً استمتع الناس بادائه من خلال الصوت الدافئ والمفردة العذبة واللحن الجميل المتناسق على أساس العلم والفن معاً.

عزيزي القارئ:

ودعت الاسرة التربوية في الاسبوع الماضي أيضا، المربي الفاضل عبدالله نجم المسري، معلم قدير وأب فاضل، في الستينات من القرن الماضي كان معلما في مدرسة علي بن ابي طالب المشتركة للبنين في منطقة الشعب. وكان يرشد الى سبيل الخير ويهدي تلاميذه الى كل حقيقة طيبة بهدوء واستقرار.

رحمك الله يا أبا حسين. نعم الأب الحنون والمربي القدير. اللهم بارك لحسين جاسم وعبدالله المسري في حلول دار البلاء وطول المقام بين اطباق الثرى، واجعل القبر بعد فراق الدنيا خير منزل لهما، واخلف على أهليهما ومحبيهما بالصبر والسلوان، انك ولي ذلك والقادر عليه.

هو الموت فاختر ما علا لك ذكره فلم يمت الإنسان ما حيي الذكر.

إنا لله وإنا إليه راجعون