زيارة المقابر عِبرة وعَبرات: سلام ودعاء لأحبابنا الغائبين

1 يناير 1970 07:24 ص
زيارة القبور ترقّق القلوب وتذكّر بأن كل مَن على هذه الدنيا فانٍ ولن يبقى إلا وجه الكريم العزيز
بذكريات الغياب المؤلمة اختار العديد من المواطنين والمقيمين صباح أمس بدء «فرحة العيد» في المقبرة، دافعهم شوق المحبين المفارقين لأحباب ما زالت ذكراهم في نفوسهم باقية وإن غابوا عن أعينهم، يجددون بزيارتهم الوصل، ويسترجعون ذكرياتهم بأعين دامعة وأنفس خاشعة، وأيد مرفوعة تدعو لهم وتترحم عليهم، سائلين الله أن يتقبلهم بأحسن القبول، وأن يعوضهم بدار خيرا من دارهم.

مع ساعات الصباح الأولى ليوم العيد توافدت جموع الزائرين إلى المقابر، لتجديد اللقاء بأحباء وأعزاء لهم انتقلوا من دار الفناء إلى دار البقاء، حاملين بأيديهم المصاحف، وفي قلوبهم شوق المحبين ودعاء المتضرعين إلى الله أن يمنّ عليهم بالمغفرة والرحمة.

الزائرون الذين عطروا أجواء مقبرة الصليبخات بنفحات الدعاء وغمروها بمشاعر الفاقدين، شوقاً ووفاء، جالوا على قبور أقاربهم بألسنة تلهج بذكر الله عز وجل، وقراءة آيات من الذكر الحكيم لأرواح الراحلين عن دنيانا، وتبادل السلام والمعايدة مع معارفهم من الزائرين الآخرين الذين جاؤوا لزيارة أحبابهم.

يقول أحمد الناصر إنه اعتاد زيارة المقبرة بين فترة وأخرى، لا سيما عيدي الفطر والأضحى، للدعاء إلى والده والترحم عليه، ويؤكد بأن «زيارة القبور ترقق القلب وتذكر بأن كل من على هذه الدنيا فان، ولن يبقى إلا وجه الكريم العزيز».

من جهته، يقول محمد العلي الذي جاء هو وأسرته، إنه في كل عام يحدد أولوية زيارته لمعايدة الأهل والأصدقاء ويرسم مسار أيام العيد، وكيف يقضيه هو وأفراد أسرته، وأن هذا المسار يتغير بين كل عيد وآخر، باستثناء زيارة المقبرة التي دائما ما تكون على رأس أولوياته ليبدأ بعدها بالمعايدة.

وما بين العِبرة والعَبرة يقضى الزائرون وطرا من وقتهم، متنقلين بين قبور ذويهم معتبرين بقضاء الله وأمره المفعول، قبل أن يلملموا عبراتهم متهيئين لوداعهم ومغادرة مقابر ضمت أعزاء لم تمح ذكراهم من عقول وقلوب أهلهم ومحبيهم.