رواق
يا مضروب
| ريم الميع |
1 يناير 1970
04:30 م
المعنّفة، وجمعها معنّفات، تطلق على المرأة التي تتعرض للعنف الجسدي بالضرب أو الصفع والركل والرفس من الرجل، سواء كان أباً أو أخاً أو زوجاً فقد مظاهر رجولته، فلجأ إلى إثباتها بالعنف والاستقواء على المستضعفات غير مدرك أن ذلك بحد ذاته ضعف.
ولأن العرب عموماً برجالهم ونسائهم لعبوا دور المستضعفين في الأرض منذ عصور سحيقة، فإن ظاهرة المعنفات هي ظاهرة تتزايد عربياً رغم كونها ظاهرة عالمية.
وفي الكويت، حِنّا العرب، حيث تعاني بعض النساء الضرب، يحاول اللاتي لا يعانين الضرب إخراج النساء المعانيات من معاناتهن، مع دور متردد للحكومة في سن تشريعات وقوانين وإلغاء تشريعات وقوانين، فلجأت إلى ترويج توفير ملاجئ، وهو أضعف الإيمان.
وحيث إن من يضعف في جانب، يحاول الاستقواء في جانب آخر... ولأن لكل فعل رد فعل يوازيه في المقدار ويخالفه في الاتجاه، فإن المضروبات الكويتيات لجأن إلى مواجهة الضرب بالضرب دفاعاً وهجوماً وقائياً، أي والله، بدأت تظهر لنا ظاهرة جديدة هي عكس الظاهرة السابقة... ظاهرة الرجل القوي الذي يتعرض للضرب من المرأة الضعيفة، فيضعف أمامها ويجبن ويخشى حتى من البوح بمشكلته لحلها، أو كما قال أحد المضروبين لتلفزيون «الراي» واصفاً معاناته عبر محاميه إنه يريد تطليق زوجته لأنها تضربه، ولكنه يخشى أن تضربه أكثر إذا علمت بتطليقه لها!
هناك نساء ينافسن الرجال في العنف سئمن لعب دور الضحايا... ضحاياهنّ كثر، والمشكلة أن الظاهرة بوجهيها غير مقبولة، لكن وجود ظاهرة سلبية معاكسة للظاهرة السلبية الأصلية يعقد المشكلة أكثر.
وتلك هي المشكلة المعفّنة، نسبة إلى العفن، وهو يعني الفساد في معاجم اللغة. فالأسر تفسد أو تعفن بالعنف، وإن هم فسدت أسرهم فسدوا وتعفنوا وتعنفوا.
reemalmee@