«زين» تنهي عملية بيع أسهم الخزينة لـ «عمانتل»

بدر الخرافي: الصفقة تعطي قوة دفع لإستراتيجية وأعمال المجموعة

1 يناير 1970 01:14 ص
استخدام السيولة النقدية في سداد بعض التزامات المجموعة

«كاش» الشركة ارتفع إلى 1.15 مليار دولار

المعمري: إتمام الصفقة يعزز حضور «عمانتل» الإقليمي

الخالد: العملية تؤكد قوة الشركات المحلية على المستويين الإقليمي والدولي
أسدلت بورصة الكويت أمس الستار على صفقة «زين - عمانتل». فقد شهد مقر البورصة انتهاء مجموعة «زين» والشركة العمانية للاتصالات، من مزاد بيع 425,711,648 سهم من أسهم «زين»، والتي تمثل 9.8 في المئة من رأسمالها بسعر قدره 600 فلس للسهم الواحد، وبقيمة إجمالية قدرها 255.4 مليون دينار (846.1 مليون دولار) لصالح «عمانتل».

ووقّعت كل من الشركتين في مقر البورصة اتفاقية البيع بعد الانتهاء من المزاد الذي أقيم طبقاً لقواعد وشروط البورصة بحضور نائب رئيس مجلس الإدارة، والرئيس التنفيذي في مجموعة «زين» بدر ناصر الخرافي، والرئيس التنفيذي لـ «عمانتل» طلال بن سعيد المعمري، والرئيس التنفيذي في شركة البورصة خالد عبدالرزاق الخالد.

وقال الخرافي في مؤتمر صحافي عقب الانتهاء من توقيع الصفقة «نثمن جهود إدارة بورصة الكويت، وكافة الأطراف التي شاركت معنا في إتمام هذه الصفقة، والتي تعكس مدى الثقة التي يتمتع بها الاقتصاد المحلي»، موضحاً أن هذه الصفقة تأتي في الوقت الذي تواصل فيه مجموعة «زين» الاستثمار بكثافة في مجال الخدمات الرقمية.

وأكد أن هذه الصفقة ستعطي قوة دفع لإستراتيجية أعمال المجموعة، والتي تستهدف منها بناء منصة رقمية إقليمية محددة للتوجهات الرقمية في أسواق الشرق الأوسط.

وأشار إلى أن العوائد من عملية بيع أسهم الخزينة ستحقق فوائد كثيرة للمجموعة على أكثر من جانب، موضحاً أنها ستعزز ميزانية «زين»، وستسهم في توفير سيولة كبيرة لعملياتها التشغيلية والتجارية، بالإضافة إلى أنها سترفع من حقوق المساهمين.

وكشف الخرافي أنه سيتم استخدام السيولة النقدية في سداد بعض التزامات المجموعة، حيث سيؤدي التأثير الإيجابي لهذه السيولة إلى خفض صافي الدين بالنسبة إلى الأرباح قبل خصم الفوائد والضرائب والاستهلاكات من 2.1 إلى 1.5، وسيرفع أي ضغوط مالية على ميزانية المجموعة ويقويها ويرفع حقوق المساهمين.

وقال إن هناك أكثر من فكرة ومشروع تعمل عليها إدارة المجموعة لتوظيف السيولة الناتجة عن الصفقة، ومنها الأمور التشغيلية، وتطوير الشبكات، موضحاً أن سيولة الشركة كانت قبل الصفقة 511 مليون دولار، بينما ارتفعت إلى 1.15 مليار دولار بعدها.

ورحب الخرافي باستثمار «عمانتل» في «زين»، مؤكداً أنه سيوفر فرصة لتنويع قاعدة مساهمي «زين»، وزيادة مستثمريها من المؤسسات، معرباً عن تطلعه لتكثيف جهودها مستقبلاً، ومواءمة خططها التشغيلية بما يضمن لها تحقيق تدفقات نقدية من قنوات عمل جديدة.

وإذ بيّن الخرافي أن هذه الصفقة ستساعد مجموعة «زين» في إكساب أعمالها المزيد من المرونة، فقد أوضح أنها تسعى إلى أن تصدر سوق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات إقليمياً من خلال تقديم مبادرات أكثر اتصالاً بالواقع في الوقت الراهن، وإبقاء منتجاتها الأساسية ذات الصلة بقاعدة العملاء، مؤكداً لدى سؤاله عن الخطوة المقبلة للشركة، «أنا أحب المفاجآت... فانتظروها».

ولفت إلى أن «زين» حلَّت كثيراً من مشاكلها في العراق، أما في السودان، فإن موضوع انخفاض قيمة العملة فهو مؤثر على جميع الشركات وليس على «زين» فقط، موضحاً أن الشركة اشترت بعض الأراضي، لكنّ هناك حداً معيناً للامتلاك في السودان.

وبيّن أن السوق العماني واعد، ولذلك قدّمت «زين» على رخصة المشغل الثالث، مؤكداً أنها ستكون خطوة ايجابية جداً لها إذا تمت الموافقة على عرض «زين» من قبل هيئة الاتصالات العمانية.

وأضاف أن وجود «عمانتل» الآن إلى جانب «زين» سيسرع من عملية بناء الشبكة في عمان في حال تم الفوز بالرخصة، موضحاً أنه من الممكن استخدام شبكة «عمانتل» في خدمة «التجوال» وتسهيل الإجراءات.

وعن كيفية تمويل الرخصة في حال الفوز، قال الخرافي إن سيولة الشركة مريح الآن بعد صفة «عمانتل» وسيتم التمويل ذاتياً.

المعمري

من جهته، قال المعمري إن «استحواذنا على حصة أقلية في (زين) في ظل هذه البيئة التنافسية، هو خطوة استراتيجية»، مؤكداً الاستمرار في تحقيق استراتيجية «عمانتل 3.0»، وخلق قيمة للمساهمين، وتنويع عائداتها، وتعزيز وجودها الإقليمي، والعمل على الحد من مخاطر تركيز أعمالها في سوق واحدة.

ولفت إلى أن «عمانتل» كانت تستهدف الاستثمار في مؤسسة تعطيها شيئاً من التكامل، خصوصاً وأن «عمانتل» هي واحدة من المراكز الاقليمية في ما يتعلق بمراكز الجملة، وهي المشغل الوحيد التي تملك محطة إرسال في أوروبا.

وأكد أن «زين» استطاعت أن تكون العلامة التجارية الأولى على مستوى الشرق الأوسط، حيث تعمل في 9 أسواق وتبلغ قاعدة عملائها نحو 175 مليونا.

وقال إن هناك كثيراً من عوامل التكامل بين أصول «عمانتل» كمشغل خدمات ثابتة ومشغل إقليمي لخدمات الجملة وبين «زين» كمشغل اتصالات متنقلة.

وأوضح «في الوقت الذي تشهد فيه أسواق الاتصالات العالمية تغيرات متسارعة، فإن أسواقنا في منطقة الخليج والشرق الأوسط ليست ببعيدة عن هذا التوجه العالمي»، لافتاً إلى أن فرص النمو في هذا القطاع تكمن في قطاع البيانات، ولهذا فإن الاستثمار في الخدمات الرقمية المبتكرة أمر بالغ الأهمية لبناء شركة أقوى في المستقبل.

وقال «أبدينا إعجابنا بالحضور الإقليمي والخبرة الرقمية لمجموعة (زين) منذ فترة طويلة»، مشيراً إلى أنه وبالاستفادة من نقاط القوة التي تمتلكها «عمانتل»، فإن بإمكان كلا الشركتين تعزيز أوجه التعاون، والعمل على توفير خدمات مبتكرة لتقديم منتجات مبتكرة لقاعدة مشتركيها في سلطنة عمان وأسواق المنطقة.

وبسؤاله عن توجه «عمانتل» إلى اقتناص فرص أخرى في مختلف أسواق المنطقة، قال المعمري، «لاشك أننا ننتهز الفرص ونتطلع لأي استثمار ناجح، ولكن في الوقت الحالي ننتظر أن نهضم صفقة (زين) ومن ثم نمضي قدماً».

الخالد

بدوره، أكد الخالد أن الصفقة تعد بمثابة شهادة على النقلة النوعية التي أحدثتها البورصة في سوق التداول الكويتي خلال فترة وجيزة منذ توليها مهام إدارة سوق الأورق المالية، مشيراً إلى أنها قدمت نموذجاً متطوراً يخدم آليات التداول والرقابة والشفافية، فضلاً عن إيجاد بيئة استثمارية صحية تخدم المستثمرين في السوق.

وأضاف أن إبرام هذه الصفقة يؤكد على قوة الشركات المحلية على المستوى الإقليمي والدولي، إذ إن مجموعة «زين» تعد من الشركات الكويتية الرائدة ليس فقط على مستوى الخليج بل على مستوى الشرق الأوسط.

وأوضح الخالد أن «إبراز مكانة السوق الكويتية كبيئة تملك مقومات جاذبة للاستثمار، واستقطاب رؤوس الأموال يفرض علينا مسؤوليات وتحديات أكبر لمواصلة تطوير أعمال البورصة» مؤكداً أن ذلك يحتاج توفير بيئة قانونية استثمارية تضمن مصالح وحقوق الجميع، وهو ما تسعى البورصة للعمل على النهوض بمكانة السوق الكويتي من خلال توفير بيئة مناسبة وعمليات وإجراءات سلسة.

قام «سيتي بنك» بدور المستشار المالي الحصري لهذه الصفقة، بينما قدم مكتب «ميسان» الاستشارات القانونية لمجموعة «زين»، فيما عمل «كريدي سويس» كمستشار مالي حصري، وشركة «فريشفيلدز بروكهاوس ديرينغر» المحدودة كمستشار قانوني لـ«عمانتل».