الجمعيات الخيرية تنعى الشهيدين: اقتحما طريقاً وعراً في سبيل الدعوة
| كتب تركي المغامس |
1 يناير 1970
09:54 م
«الإصلاح»: بأمثال الشهيدين تسترجع الأمة مجدها
«العون المباشر»: اقتحما مناطق صعبة جداً لإيصال رسالة الإسلام الصحيح
«إحياء التراث»: الشهيدان كانا في رحلة دعوية لتفقد مشاريع الجمعية وإقامة دورات شرعية للأئمة
«النجاة»: العلي كان محباً لطلاب العلم من الجاليات ويفتح لهم بيته
«المنابر»: لنا مع العلي محطات لا تنسى في تنظيم الدورات والفعاليات القرآنية المشتركة
نعت الجمعيات الخيرية الكويتية الشهيدين الشيخ الدكتور وليد العلي والشيخ فهد الحسيني، مؤكدة أنهما اقتحما طريقا لم يكن مفروشا بالورود، بل هو طريق وعر وخطر في سبيل الدعوة إلى الله.
وأعرب رئيس جمعية الإصلاح الاجتماعي حمود الرومي عن بالغ تعازيه لأهل الكويت قاطبة ولأسرة الفقيدين، راجيا من الله ان يغفر لهما ويسكنهما فسيح جناته و ان يتغمدهما بواسع رحمته.
وقال الرومي لـ«الراي» ان «الشيخ وليد العلي عرف بدماثة الأخلاق، وقد غادر البلاد الشهيدان في سبيل الله داعيين لكتابه وسنة نبيه ما جرى لهما شهادة من الله تنفعهما بالدنيا والآخرة سائلا الله العلي القدير ان يكثر من أمثالهما لتقوى بهم الأمة وتسترجع مجدها من خلال تمسكها بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم و تتمسك بدينها و ينفعنا الله بهم».
وأضاف ان «الدكتور وليد العلي عرف داعيا الى الله حافظا لكتابه محييا لسنة نبيه مجدا مجتهدا في الدعوة والعلم الشرعي تعلما وتعليما وكان دمث الخلق محبا للجميع نسأل الله له و لمن قضى معه المغفرة والدرجات العلى ونسأل الله لأهل و أسرته الصبر والسلوان».
بدوره، قال مدير جمعية العون المباشر الدكتور عبدالله السميط لـ«الراي» ان ما جرى للشيخ وليد العلي ومرافقه يبين للجميع ان طريق الدعوة الى الله والعمل الخيري ليس مفروشا بالورد في افريقيا بل هو طريق مفروش بالمخاطر فمن عزم الذهاب الى افريقيا فقد استعد لتعريض نفسه للمخاطر في سبيل الله من الامراض المنتشرة هناك، والحروب والنزاعات المسلحة، مبينا ان «هذا الاصرار من اهل الكويت ودعاتها لاقتحام المخاطر من اجل نشر الدين وتخفيف معاناة المنكوبين هو سبب البركة في بلدنا الكويت».
وأضاف ان مثل الدكتور وليد العلي والشيخ فهد الحسيني هم البركة للعمل الخيري والدعوي في الكويت والدعوة في سبيل الله هي من جعلتهم يصلون الى افريقيا، حيث وصلوا الى مناطق صعبة جدا لايصال اعظم رسالة وهي رسالة الاسلام الصحيح القائم على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
ولفت السميط الى ان «فقدهما غالٍ علينا، فقد وصلنا خبر وفاتهما رحمهما الله مبكرا من خلال مكتبنا في افريقيا، فهما نموذج لنا بالصبر والمثابرة وهذا العمل الاجرامي لن يثنينا ولن ننقطع بل سنستمر و نزيد من عملنا لايصال الخير».
من جانبها، دانت جمعية احياء التراث الاسلامي الحادث الارهابي الذي اودى بحياة الشيخ الدكتور وليد العلي والشيخ فهد الحسيني وبعض الدعاة الذين تكفلهم الجمعية في بوركينافاسو. وقالت الجميعة في بيان لها إنها «تلقت خبر وفاة العلي والحسيني اثر هجوم ارهابي مسلح في العاصمة وغادوغو ادى الى وفاة عدد من الأبرياء، من بينهم بعض دعاة الجمعية، وعلى رأسهم الشيخ الداعية احمد تانو مدير مكتب الجمعية في بوركينافاسو»، مشيرة إلى أن الشيخين والوفد المرافق لهما كانوا في رحلة دعوية لتفقد عدد من مشاريع الجمعية، واقامة عدد من الدورات الشرعية للائمة والدعاة لنشر العقيدة الصحيحة، ومساعدة الفقراء والمحتاجين في عدد من دول غرب افريقيا.
وأكدت الجمعية أنها «اذ تتقدم بأحر التعازي لاسرهم وللشعب الكويتي واهل الخير، فإنا نسأل الله تعالى ان يتغمدهم بواسع رحمته وان يكتب لهم عظيم الاجر والمثوبة». وتضمن البيان «استنكار الجمعية لهذه الجريمة النكراء التي لا يقرها عقل ولا دين وتخالف ابسط قواعد الدين الاسلامي الحنيف الذي نهى عن هذه الاعمال الاجرامية وحرمها وحكم على من يفعلها بالعذاب الأليم».
بدورها نعت جمعية النجاة الخيرية فقيدي الكويت، سائلة الله لهما منازل الصديقين والشهداء جزاء ما قدما للإسلام والمسلمين.
وقال مدير عام الجمعية بالإنابة الدكتور جابر الوندة: فقدت الأمة الإسلامية اثنين من دعاتها اللذين كانا شغلهما الشاغل نشر رسالة الإسلام وإلقاء الدروس والمحاضرات واقامة الندوات التي تعرف المسلمين بدينهم الحنيف، وكان همهما تثقيف الشباب وتوعيتهم وشحذ هممهم ليكونوا طاقات فاعلة تخدم الأمة الإسلامية، فقد كانت نصرة الأمة وتقدمها وريادتها هدفهما المنشود.
وتابع «المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ الدكتور وليد العلي كان له مكانة خاصة لدى العاملين بلجنة التعريف بالإسلام فقد كان دائم الحرص على متابعة أعمال اللجنة وأنشطتها الدعوية والتوعوية والثقافية التي تقيمها للمهتدين الجدد والجاليات المسلمة».واضاف «رزق الله الشيخ العلي دماثة خلق جعلته محل تقدير واحترام من الجميع، كما كان يرحمه الله محباً لطلاب العلم ضيوف الكويت من الجاليات الوافدة، يفتح لهم بيته ويستقبلهم ويقدم لهم المساعدات ويزيح العراقيل التي تقف أمام استكمال مسيرتهم العملية ».
من جانبه، أعرب رئيس مجلس إدارة جمعية المنابر القرآنية أحمد الباطني عن بالغ حزنه لخبر وفاة الشيخين الفاضلين اللذين اغتالتهما يد الغدر؛ حيث كانا في زيارة دعوية لإقامة دورة علمية للأئمة والدعاة في بوركينافاسو؛ محتسبين أجرهما على الله تعالى.
وأوضح الباطني أن لجمعية المنابر القرآنية محطات لا تنسى مع الدكتور وليد العلي في استضافة العلامة الشيخ محمد الشريف السحابي قبل عام في دورة إقراء العشر الصغير النافعية، وفي تنظيم فعاليات وأنشطة قرآنية مشتركة مع كلية الشريعة والدراسات الإسلامية، وحضور الحفل الختامي، وجهوده الكبيرة في استضافة العلامة الدكتور غانم قدوري الحمد، وعقد دورة علم رسم المصحف وضبطه التي لاقت إقبالا منقطع النظير من المشايخ وطلبة العلم في الكويت، وجهوده المشكورة في دعم أنشطة الجمعية القرآنية.