فنيش وزوجته الحامل والبلي... ضحايا الهجوم الإرهابي

«لعنة إسطنبول» تُلاحق لبنان في بوركينا فاسو

1 يناير 1970 01:11 ص
وكأنّها مأساةٌ مكرَّرة مع فارقٍ رسمتْه الجغرافيا... من اسطنبول التركية ليلة رأس السنة الى مطعم «اسطنبول» في واغادوغو (بوركينا فاسو)، لبنانيون أصابهم الإرهاب بمقتلٍ، فوقع ثلاثة في ملهى «لا رينا» ضحايا حبّهم للحياة والفرح، ليقبض الموت على ثلاثة آخرين ليل الأحد - الاثنين في دنيا الاغتراب التي جذبتْ على مرّ العقود ملايين من أبناء «بلاد الأرز» هاجروا بحثاً عن لقمة العيش وفرص حياة أفضل.

محسن فنيش وزوجته تامي شن (كندية الأصل) وأحمد البلي، لم يوفّرهم الهجوم الإرهابي الذي استهدف مطعماً تركياً في واغادوغو سقط فيه 18 شخصاً (بينهم 8 أجانب) بنيران مسلّحيْن قتلتهما بعد ساعات قوات الأمن.

وبدا لبنان أمس مفجوعاً وكأنّه على «موجة حزن» واحدة مع دول أخرى خسرتْ مواطنين من أبنائها في العملية الإجرامية وبينها الكويت، وسط متابعة رسمية للمأساة على أعلى المستويات.

في معروب (قضاء صور) ساد الغضب والصدمة حيال الرحيل المفجع لمحسن (34 عاماً) وزوجته التي كانت حاملاً في شهرها السادس.

الأقرباء لم يصدّقوا ان مُحسن الذي كان يتلهّف للقاء مولوده الأوّل غدر به الإرهاب بينما كان يتناول العشاء مع زوجته التي ارتبط بها قبل نحو عام ونصف العام.

في البلدة التي لم ينقطع محسن عن زيارتها رغم انه غادرها مع عائلته قبل نحو 3 عقود، ذكريات عن ذاك الطفل الذي ملأ الدنيا فرحاً وصار رجلاً «يرفع الرأس» بعدما «درس في بلاد الاغتراب، وتوظّف مديراً لشركة أوركا للمفروشات، وتعرّف على تامي، طالبة الدكتوراه في جامعة كامبريدج، والباحثة الميدانية السابقة في منظمة الغذاء والزراعة في الامم المتحدة، كما عملت مدرسة فترة من الزمن في مدرسة تورنتو» (كما نقل موقع «النهار» الالكتروني عن أحد أقربائه)».

وكما في معروب، كذلك في الضنية التي صعقها مقتل أحمد البلي الذي كان انتقل الى بوركينا فاسو سعياً وراء فرص عيش أفضل، وترك وراءه عائلة في لبنان لم تصدّق أن الموت«قبض عليه» وأخذه في رحلة... لا عودة منها.