جثمانه يصل اليوم من لندن... ويوارى عصراً في «الصليبخات»

رفاق الدرب لـ «الراي»: بوعدنان... سبق عصره وحمل هموم وطنه

1 يناير 1970 06:20 م
عبدالله: لم ينجرف خلف الشهرة

عبدالستار: رسم البسمة على شفاه الجماهير

القفاص: بوفاته علمنا أنه والدنا الآخر

المهدي: قدم فناً بلا إسفاف أو تجريح

الخضر: ترك في قلبي ذكريات كثيرة

العواش: خسرنا عميد الكوميديا العربية

بدر: تعلمت منه الاحترام والالتزام والجدية

سودابة: بعد رحيله شعرت كما لو أنه واحد من أهلي
فيما يصل اليوم جثمان العملاق عبدالحسين عبدالرضا من لندن على متن طائرة أميرية، ليوارى ثرى الكويت التي أحبها وأحبته، وتحديداً في مقبرة الصليبخات، ما زالت الساحة تعيش حال من الصدمة الكبيرة.

رفاق الدرب ما زالوا يتذكرون يومياتهم مع الهرم الذي أفنى حياته في إثراء الفن، واجتمعوا على أن «بوعدنان... سبق عصره وحمل هموم وطنه».

في البداية، عبّر الفنان عبدالإمام عبدالله عن حزنه العميق بوفاة العملاق عبدالحسين عبدالرضا، مشيراً إلى أن الفنان الراحل ترك فراغاً شاسعاً في الوسط الفني الخليجي خصوصاً والساحة العربية بشكل عام.

عبدالله، أكد في مستهل حديثه أن إنجازات الراحل لا تقتصر فقط على الحقل الفني، وقال: «بوعدنان لم يكن فناناً كبيراً فحسب، بل كان عملاقاً في كافة الجوانب الأخرى، الإنسانية والمهنية والفنية. فهو وبالرغم من نجوميته وشعبيته الواسعة، إلا أنه لم ينجرف خلف مغريات الشهرة، ولم يتعال على زملائه الفنانين، لاسيما الشباب منهم، بل كان مثالاً يحتذى به بالتواضع والأدب والأخلاق، كما أنه لم يتوان قط عن مساعدة ودعم الجميع، سواء داخل الوسط الفني أو خارجه».

في السياق ذاته، لم يُخف المطرب القطري علي عبدالستار تأثره الشديد برحيل الهرم عبدالحسين عبدالرضا، لافتاً إلى أنه حظي بلقاء بوعدنان فى العديد من المناسبات والمهرجانات الخليجية، لاسيما تلك التي أقيمت في دولة قطر، وكان آخرها حضوره لإحدى الحفلات الغنائية التي أحياها عبدالستار في مهرجان سوق واقف في ربيع العام الماضي.

وخاطب عبدالستار بوعدنان قائلاً:«أنت من رسمت البسمة والفرحة على شفاه محبيك في كل أرجاء الوطن العربي، وكنت خير صديق لجميع الفنانين العرب».

بدوره، قال المخرج البحريني محمد القفاص: «لم نكن نعلم أنه والدنا الآخر حتى ساعة (نعيه)... فهنيئاً له ذلك الحب الجارف، فبمقدار ما أهدى وأعطى للناس، ليته يعلم حجم تلك الخيبة والفاجعة التي أصابت كل من سمع خبر رحيله الموجع، فلم يمر الوسط الفني الخليجي بحزن مشابه وبحجم خسارة فقدك يا أبا عدنان».

على صعيد متصل، قال الفنان الشاب حسين المهدي: «فقيدنا اليوم ظاهرة فنية لن تتكرر، هو عملاق الفن الذي قدم مئات الأعمال التلفزيونية والمسرحية والاعمال الإذاعية من دون إسفاف أو تجريح، واستطاع أن يوصل رسالته بكل حرفية، وكان قلبه على الوطن وعلى الشعب الكويتي، وما من حدث أو قضية تمس الوطن أو المواطن إلا وسعى إلى تسليط الضوء عليها».

وتطرق المهدي في سياق حديثه، إلى أن «بوعدنان» سبق عصره في كثير من الأعمال، وطرح في الماضي أفكاراً وموضوعات لم تكن موجودة في زمانه لكنها تحدث الآن، وبعضها سيحدث غداً، وهذا هو الفن الهادف والراقي الذي كان يقدمه.

أما الفنان عبدالله الخضر، فتساءل: «ماذا عساي أن أقول! فقد رحل بوعدنان وترك في قلبي ذكريات كثيرة، لاسيما التي علقت في ذاكرتي أثناء تصويرنا معاً مسلسل سيلفي، ومازلت أتذكر أيام التصوير والضحك في الكواليس، وكنا سعداء جداً وقتذاك».

من جانبها، قالت المذيعة سودابة علي:«من دون مبالغة، بكيت على بوعدنان كما أبكي على أعز الناس عليّ، مع العلم أن معرفتي به كانت بشكل رسمي، ولكن بعد رحيله شعرت كأنه واحد من أهلي».

من جهة أخرى، قال الوكيل المساعد لقطاع التخطيط والتنمية المعرفية بوزارة الإعلام محمد العواش:«خسرت الساحة الفنية بالكويت والوطن العربي عميد الكوميديا العربية الفنان الراحل عبدالحسين عبد الرضا، ولا شك أن الفنان كان قيمة كبيرة وهرماً من أهرام الحركة الفنية الوطنية، لما يقدمه من فن هادف، وأعمال تحمل رسائل وقيما تعزز كل ما هو جميل وتعكس الوجه الحضاري المشرق للوطن الغالي»، لافتاً إلى أن توافق الشعب الكويتي بكافة مكوناته إزاء هذا الحدث الجلل يعكس مكانة الراحل، رحمة الله عليه.

أما رئيس فرقة مسرح الخليج العربي الفنان ميثم بدر، فقال:«كان الراحل بوعدنان من أسرار نجاحي كرئيس للفرقة ونجاح مسرح الخليج العربي، حيث عملت مع العم بوعدنان منذ كنت في الـ 16 من عمري، عبر مسرحية قناص خيطان، وتعلمت منه الاحترام والالتزام والجدية والمصداقية والصراحة».