مبارك محمد الهاجري / اوراق وحروف / كفاك حسداً يا... «التجمع السلفي»!

1 يناير 1970 04:35 ص
يبدو أن كبير «التجمع السلفي» يعاني من آثار هزيمته المدوية في مجلس الأمة الصيف الماضي، وهذا ما حداه لأن ينفس عما يختلج في داخله من آلام الهزيمة بالتنغيص على المواطنين، وإصراره ومن دون أي مبرر على رفض الدواوين! المواطن عانى ولا يزال من مواقف حضرة مولانا، والآن أتى الدور على كبيرهم صاحب المناقصات العملاقة، والذي نادى أخيراً بعدم إغضاب الحكومة، لأنه يعلم يقيناً وفي قرارة نفسه بأن حل مجلس الأمة سيكلف «التجمع السلفي» جميع كراسيه نتيجة لمواقفه المتخاذلة، وغير الشعبية! كان أجدر بكبير «التجمع» أن يسلك موقفاً محايداً في هذا الموضوع، خصوصاً إذا ما علمنا بأن سعادته يمتلك مخازن ضخمة، وقسائم صناعية مخالفة للقوانين! وأنا هنا أتساءل: ما هو الضرر الذي سيناله في حال وافق هو على تمرير موضوع الدواوين بضوابط وشروط؟ إن كان حضرته حريصاً على أملاك الدولة فليطبق القانون على نفسه أولاً، ومن ثم لينادي كما يريد، وبما يشاء، من أطروحات باهتة تدل على إفلاسه، وتجمعه الخائف من الحل!
* * *
عانى نائب سابق ينتمي إلى «التجمع» إياه، ويمتهن الكتابة الصحافية حالياً من سحب مشروعه التجاري، وقد بان غضبه هذا في مقالاته المتتالية، والمتابع لما يكتبه النائب السابق والكاتب الحالي يجد أنه ذهب بعيداً عن أجندة «تجمعه»، والتي تنادي بالتحالف مع الحكومة ليس حرصاً على التعاون، أو تهدئة الأوضاع، وإنما لاقتناص فرص ذهبية سانحة، خصوصاً مع ظهور بوادر تفكك التحالف الحكومي- «الحدسي»! الازدواجية صفة تكاد شبه ملازمة لمنتمي هذا «التجمع»، فإما أن تمشي مصالحهم، حتى ولو كانت مخالفة للأنظمة والقوانين، وإما ستنال الحكومة منهم انتقادات حادة تصل إلى حد التجريح، وهو ما يقوم به هذا الكاتب، وهنا يتضح لنا وبما لا يدعو إلى الشك إلى أن الدين ما هو إلا حائط مبكى يلجأ إليه مدعو التدين بعد خسارة مصالحهم، ونحن هنا لسنا بوارد الدفاع عن الحكومة، فهي تستحق ما يأتيها من هجوم وضربات من التيارات الدينية، فلو أنها قطعت الطريق على هؤلاء المتاجرين بالدين، والدين منهم براء، لما أصبحت اليوم في وضع لا تحسد عليه تستجدي التحالفات مع من هب ودب!
* * *
يبدو لي أن هناك من أهدى الحكومة صندوقاً كبيراً مليئا بالمفاجآت، فلا تكاد تخمد نار مشكلة حتى تخرج أختها من مخبئها، وهكذا أصبحت الحكومة في حال يأس نتيجة ما يظهر لها من هذا الصندوق! فهل تمهلت الحكومة قليلاً، وفكرت لماذا خرجت عليها تلك المفاجآت التي لم تكن في حسبانها يوماً؟
مبارك محمد الهاجري
كاتب كويتي
[email protected]