ولي رأي

الولاء للكويت فقط

1 يناير 1970 04:05 م
منذ أن تكونت الكويت قبل ما يقارب من أربعة قرون، وهي هدف لهجرات عديدة من المناطق المحيطة بها، من فئات بشرية مختلفة، عرقية ومذهبية وقبلية ومناطقية وعائلية ومهنية... إلخ، كلها جاءت بحثاً عن الأمن والأمان والرزق الحلال، ومع وصول البلد إلى الحياة الديموقراطية بدأت هذه المجموعات بتحويل نفسها من مجموعات اجتماعية إلى تجمعات سياسية، لها نواب وممثلون وأعضاء في كل مجلس منتخب، سياسياً أو اقتصادياً أو اجتماعياً، بل وحتى جمعيات النفع العام والأندية الرياضية، واختارت لها قيادات وكونت لها مقاراً ودواوين لممارسة الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية، وأصبح لدينا شبه أحزاب ولكنها عنصرية، لا يمكن أن يرتبط بها إلا من كان من فئتها الاجتماعية.

كل هذا أمر محتمل وإن كان مزعجاً، ولكن يجب أن يكون ولاء الجميع للوطن، والالتفاف حول راية السلطة الشرعية الوحيدة، مع الالتزام بالقوانين واللوائح والضوابط التي يسير عليها المجتمع بأسره، وألا يكون لهذه التجمعات ولاء أو امتداد خارجي، أو طاعة مهما كانت لغير نظام الحكم في الكويت. وأطالب كل من يتحدث عن العفو، أو إعادة محاكمة من أدينوا في ما سُمي بـ «خلية العبدلي» أن يعودوا إلى الرشد، لأن ذلك أمر سيفتح علينا باب الشر، وسينالون من قوة القانون وهيبة الدولة، ويجعل الحديث عن الوحدة الوطنية في مهب الريح.

لقد سُجن العديد من المواطنين لأسباب سياسية، وسحبت جناسي آخرين، بل وفي الحبس للأسباب ذاتها، أفراد من أبناء أسرة الحكم ولم يحتج أحد أو يطالب بالدوران حول القانون.

إن الاستقواء بالخارج أمر مرفوض تماماً، وعلى كل من لا يعطي الدولة الولاء الكامل، ألا يطالبها بكل حقوقه السياسية والوطنية، فالكل متساوون تحت راية الكويت، ولا تمييز بين أحد على أحد أو اضطهاد فئة بذاتها.