بالكويتي

«أعوان القضاة»

1 يناير 1970 12:01 ص
من المعروف أن مقدار الراتب مقارنة مع طبيعة العمل يعتبر المعيار الرئيسي للخريج لاختيار وظيفته من ضمن وظائف عدة متاحة أمامه. لذلك نرى أن الوظائف ذات الطبيعة الخاصة في الغالب تكون رواتبها عالية مقارنة مع الوظائف الاعتيادية، نظير طبيعة العمل والجهد المطلوب فيها.

ومن الوظائف التي تعتبر ذات الطبيعة الخاصة، «أعوان القضاة»، حيث يعتبر عملهم جزءا لا يتجزأ من عمل القضاة، فهم عبارة عن طواقم فنية مساعدة غالبا ما يعتمد عليها في مسألة تطوير أعمال السلطة القضائية والمهنة بشكل عام، فما هم إلا شركاء رئيسيين في إنجاح العملية القضائية، حيث يواجهون عناء العمل سواء من الكم الهائل من القضايا أو من احتكاكهم مع الأشخاص المعنيين.

لذلك لا بد أن يتم تسليط الضوء عليهم والاهتمام بهم في شكل أكبر مما هو عليه، فلا بد أن يعاد النظر بأوضاعهم المالية أسوة بأقرانهم من أمناء سر الجلسات والخبراء، وأن ينال خريج كلية الحقوق السهم الذهبي في التعيين بهذه الوظائف من غيره، ما لم يفترض بأن يقتصر التعيين على الحقوقيين «فقط» عدا بعض الوظائف منهم المحتاجة إلى تخصصات مهنية معينة، وذلك لأن صلب هذه الأعمال يتحتم على القائم عليها أن يمتلك قاعدة معلومات قانونية كبيرة كي يتمكن من ممارسة عمله بكل ثقة وأريحية ودقة.

نتمنى من الجهات المعنية أن تعيد النظر بالموضوع لما فيه أهمية للصالح العام، وإن كانت هناك وجهة نظر معينة لمتخذ القرار في شأن سلم رواتب أمناء السر والخبراء، ليعاد النظر في تقريب بقية الوظائف المشمولة تحت مسمى «أعوان القضاة» من ناحية المزايا المالية. نسأل الباري بأن يوفقنا جميعا لما يحب ويرضى وأن يوفق السلطة القضائية كاملة على المسؤولية الكبيرة الواقعة على عاتقها من رد الحق لأصحابه ورفع الظلم عن المظلومين.

T:@a_e_alhubail